أهلا بالدكتور عبدالرب إدريس في المكلا ..

> أنور باعثمان:

>
الفنان عبدالرب ادريس
الفنان عبدالرب ادريس
تعال يا ابن المكلا الغالي، واحك قصة هواك وعشقك لمعشوقتك - المكلا- حين كنت تطرب لها ويسمع صدى صوتك بين أزقة - آل بن طرش وحافة الواسط، فالمكلا في انتظارك، ودرب يعقوب ما زال يسأل عنك، وجدران نادي المكلا الرياضي ما زالت تعانق رسمك حين كنت لاعبا مميزاً في صفوف نادي الشباب الرياضي سابقاً قبل أن يأخذك عالم الغناء والطرب، وتغيبك عنا الغربة الطويلة، بعد ذهابك إلى القاهرة للدراسة في بداية السبعينات، ثم اتخذت من الكويت مقرا لإقامة دائمة لك، وبقي خط التواصل بيننا مشحون بالحب والود والشوق من خلال ما تختاره ونجده مترجما لأحاسيسك من أغاني الشاعر الرقيق والإنسان الجميل المرحوم حسين أبوبكر المحضار.

د. عبدالرب إدريس اخذته منا الغربة وهذا حال كثير من فنانينا واخذه أكثر عالم الفن العربي الواسع، فأصبح ليس ملكاً لذاته، فأسقى بألحانه العذبة كثيرا من الحناجر الفنية العربية الذي رأى أنها تستحقها فكثرت التزاماته الفنية، وبدأت حبيبته- المكلا- تشعر بانشغاله وسلواه عنها، حتى بلغ بالبعض بأن يفسر هذا ويتهمه بالجحود، وهو بعيد كل البعد عن مثل هذه التهم، وسرعان ما يرد على هؤلاء الذين اعتبروا من حمله لجنسية أخرى غير يمنية بمثابة جريمة لا تغتفر بتلك الكلمات الجميلة المعبرة عن واقع حاله والممزوجة بلحن سلس يأسر المشاعر: «طائر بلا ريش/ صانع من الشوق ريشي / كم طفت بقصور وقصور/ ما ودي إلا عريشي/ اللي اخترته سكن لي/ من قديم الزمن».

ماجدة الرومي
ماجدة الرومي
إن اختياره لهذا النص من شعر المحضار، ترجمة صريحة لما يريد قوله، حتى وأن حالت ظروفة والتزاماته وتنقله الدائم دون زيارة عابرة لهذا - العريش - الذي سيظل يأمل بلقائه آجلا، وإن لم يعذره البعض منا لطول فترة غيابه عن وطنه، فنعتوه ظلما وبهتانا بالمتنكر لأهله وهويته، وهو الذي حكى لزاهي وهبي في برنامجه الشهير (خليك بالبيت) عن بداياته وعن حضرموت ومعشوقته المكلا، وعن الشاعر المبدع المرحوم عبدالرحمن باعمر، وعلاقته الوطيدة بالشاعر الكبير المرحوم حسين ابوبكر المحضار، وذكرياته مع فريقه الرياضي «الشباب المكلاوي».

الفنان راغب علامة
الفنان راغب علامة
ولهذا الفنان القدير المتواضع محطات هامة في تاريخ مشواره الفني، ففي المكلا حيث مسقط رأسه كانت البوابة والانطلاقة القوية، ثم غادر إلى القاهرة للدراسة وذلك لتدعيم هذه الموهبة بالمنهجية والتخصص، حيث نهل منها علوم الفن والمعرفة والدراية الموسيقية المتطورة، ثم أتت بعد ذلك أهم محطاته الفنية، عندما عُيّن مديراً لمعهد الفنون الموسيقية بالكويت الشقيق وبرز واشتهر فيها كملحن غير مسبوق وكمطرب ذي صوت عذب مميز ورحيم،

وهناك شكل - أبو عادل- مع الفنان الكويتي القدير عبدالكريم عبدالقادر ثنائيا غاية في الإبداع والتألق، مما حدا ببعض المهتمين بشؤون الأغنية أن يطلق على تعاونهما الفني الطويل - بالتعاون التاريخي- لما له من أساس راسخ وعنوان شامخ اسمه النجاح الباهر الذي دام حوالي ثلاثين عاماً وما زال يتدفق مع ولادة أي عمل فني يجمعهما كل عام.

الفنان طلال المداح
الفنان طلال المداح
كما تعاون مع مجموعة كبيرة من ألمع الفنانين اليمنيين والخليجيين والعرب الذين تغنوا بألحانه المميزة من أمثال: الفنان أبوبكر سالم، عباس إبراهيم، طلال مداح، محمد عبده، عبدالكريم عبدالقادر، عبدالله الرويشد، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، نبيل شعيل، ماجدة الرومي، صابر الرباعي، راغب علامة، آمال ماهر، سميرة سعيد، أصالة نصري.. وغيرهم، فعبدرب إدريس هو علامة مهمة في تاريخ الأغنية اليمنية والخليجية والعربية وهو محط إعجاب الجماهير الفنية من المحيط إلى الخليج، وهو مصدر فخر لنا كيمنيين، لأنه ابن هذه الأرض، ابن المكلا، فلا يجوز أن نقسو عليه، فأحوال الناس في الغربة محكومة بظروف قد نجهلها، وهي تختلف من مغترب لآخر.

واليوم وقد توارد إلى مسامعنا نبأ وصول هذه القمة الفنية اليمنية العالية د. عبدالرب إدريس إلى المكلا لمشاركة وطنه احتفالات عيد يوم الوحدة الغالية.. فألف أهلا بك يا أبا عادل في مسقط رأسك بعد هذا الفراق - الحلو المر- ومليون سهلا وأنت بين أهلك وخلانك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى