قساوة الحياة

> صالح عوض بن جماع / المكلا - حضرموت

> قساوة الحياة وصعوباتها تزداد يوماً بعد يوم، وشبح الجوع يلف السواد الأعظم مثلما تلتف الأسورة حول المعصم، وكل يوم يلتحق بطابور البطالة العشرات من الشبان القادرين على العمل، ولكن حظهم العاثر قذف بهم إلى هذا الطابور فهم في حيرة من أمرهم ماذا يفعلون؟ إن لهم حقوقاً وعليهم واجبات تجاه أسرهم كتوفير الطعام والكساء والدواء وكل ما يلزم المعيشة. وقد تناقلت وسائل الإعلام قصص البعض ممن أقدموا على قتل أولادهم ومنهم من أقدموا على عملية الانتحار خشية الإنفاق.

لقد تبدلت طبائع البشر وانتزعت من قلوبهم الرحمة وحل بدلاً عنها الكذب والغش والخداع والرشوة.

تفرق الإخوان، وتغرب الأصدقاء واحتلت المادة مكانة مرموقة، وأصبحت تتحكم في ميول وأهواء الناس دون وازع ديني أو أخلاقي .. قلّ الشرفاء وانعدم المخلصون، ضاع الوفاء وحلت البغضاء، ماتت الضمائر وتحول المجتمع إلى غابة من الوحوش، القوي يأكل الضعيف، وهذا الوضع جعل بقية الشرفاء يغلقون الأبواب على أنفسهم خوفاً من التطبع بالأخلاق الخبيثة التي يسير عليها جملة الفاسدين، فهم في فقر مدقع لا يعلمه إلا الله، وأصبحت حياتهم جحيماً لا يطاق، أما أهل الفساد الذين باعوا ضمائرهم للشيطان فيعيشون حياة الرفاهية .

أصبح إيقاع الحياة سريعاً، فلا يُرحم الفقير ولا أحد يلتفت إليه ولا يكلمه ولا يسمع منه. وطريق الفساد محفوف بالمخاطر ولا بد أن ياتي يوم الحساب، أما الفقير المتسلح بالأخلاق الحميدة فإن خاتمته الفلاح في الدنيا والآخرة . والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى