العولمة وأبعادها المستقبلية

> محمد أحمد باماجد / كلية التربية - عدن

> بالرغم من أن مصطلح العولمة حديث النشأة حتى أن صيغته الاشتقاقية في اللغة العربية تبدو غريبة، فإنه قديم في جوهره، يتخذ وجوهاً وأقنعة متباينة يكاد الناس يعرفونه بسيماه، وهو يشير مع عموميته الشديدة إلى عملية متشابكة الأبعاد، الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية، تستهدف دمج جميع المجتمعات والثقافات والمؤسسات والأفراد في بوتقة واحدة يحكمها النظام الرأسمالي الحر والسوق العالمية الموحدة.

والعولمة لا تستهدف دول الجنوب، ومنها عالمنا الثالث كما يسمونه، بل إن الأوروبيين عندما يتحسسون مواقع أقدامهم بحذر وإشفاق من ظاهرة الهيمنة الأمريكية، وإن كانت أمريكا ذاتها تنظر بعين المرتاب إلى التكتلات الأوروبية والآسيوية، ومع كل هذه التكتلات فقد أصبح مفهوم الدولة ذاته معرضاً لهذا الخطر الداهم.

والأحكام المطلقة تجاه مفهوم العولمة تدل على نظرة قاصرة لا تزن الأمور من كل جوانبها، فالعولمة في ذاتها ليست شراً محضاً، كما أنها ليست خيراً وخلاص المنتظر، بل هي ككل نظام يصلح بصلاح القائمين عليه ويفسد بفسادهم، ولحسن حظ الأمة العربية والإسلامية أنها وعت الدرس جيداً، خاصة فيما يتعلق بأمر لغتها ودينها وتقاليدها، فصمدت في لحظات الانكسار والنكوص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى