> أحتمى رئيس الاكوادور المخلوع لوسيو غوتييريز امس السبت في السفارة البرازيلية في الوقت الذي ترفض حكومة بلاده الجديدة التي لا تحظى
باعتراف دولي، السماح له بالخروج من البلاد الى منفاه.

وقد صرح غوتييريز للتلفزيون المحلي انه اقيل من منصبه "بشكل غير قانوني ودون محاكمة سياسية".

وقال في مكالمة هاتفية من السفارة البرازيلية في اول تصريح له منذ اقالته الاربعاء الماضي "انا لست لصا. ولم اسرق، بل على العكس لقد جمعت الديون من اللصوص".

وكانت قد صدرت تصريحات متناقضة من الحكومة التي يرأسها الفريدو بالاسيو (66 عاما) حول السماح لغوتييريز بالتوجه الى البرازيل في الوقت الذي يطالب المحتجون ببقائه في الاكوادور لمواجهة اتهامات ضده.

وكان وزير خارجية الاكوادور انتونيو بارا غيل قال "لقد منحت البرازيل غوتييريز اللجوء، ولكننا لن نسمح له الخروج بامان".

الا ان وزير الداخلية موريشيو غاندارا صرح لوكالة فرانس برس في وقت سابق "اذا طلبت البرازيل خروجه بامان فلن نمنع ذلك".

ومنحت السلطات البرازيلية الرئيس المخلوع حق اللجوء ووفرت له طائرة تقف على اهبة الاستعداد لنقله الى البرازيل.

وتقوم شرطة مكافحة الشغب بحماية السفارة البرازيلية في الوقت الذي يطالب المتظاهرون المحتشدون امام السفارة بسجن غوتييريز بدلا من نفيه ورشقوا جدران السفارة بالبيض والقمامة.

واغلق رجل الاعمال سيزار فاليجو بوابة السفارة بسيارته الفارهة وقال "لن احرك سيارتي الا لاصطحاب غوتييريز الى السجن".

ودعت النائب العام سيسيليا ارماز الى اعتقال الرئيس المخلوع بسبب اصداره اوامر للشرطة بتفريق تظاهرات جرت الاسبوع الماضي بالقوة مما ادى الى مقتل شخصين وجرح العشرات.

وهتف المتظاهرون "جبان" ودعوا الى توجيه الاتهامات للرئيس المخلوع. ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "السجن لغوتييريز" وهتفوا "لا تخوني الاكوادور يا برازيل".

وفي الوقت ذاته تقف طائرة تابعة للقوات الجوية البرازيلية في بورتو فيلهو شمال غرب البرازيل بانتظار السماح لها بالتوجه الى كيتو لنقل الرئيس المخلوع.

وفي واشنطن قررت منظمة الدول الاميركية الجمعة ارسال بعثة الى الاكوادور للتحقيق في ظروف اقالة غوتييريز، كما افاد مصدر دبلوماسي.

وجاء في قرار تبنته المنظمة ان البعثة ستضم رئيس المجلس الدائم للمنظمة والامين العام بالانابة البرتو بوريا من البيرو اضافة الى عدد من ممثلي الجماعات الاقليمية.

وستتوجه البعثة الى الاكوادور في اسرع وقت ممكن "للعمل مع مسؤولي ذلك البلد وكافة قطاعات المجتمع في جهودهم لتعزيز الديموقراطية"، حسب القرار.

ومن المقرر ان ترفع البعثة تقريرا الى المجلس يتضمن نتائج جهودها.

وحذر وزير داخلية الاكوادور انه اذا حاولت المنظمة او اية جهة اخرى "اعادة غوتتيريز الى الرئاسة، فان ذلك سيتسبب في انهار من الدماء في الاكوادور".

وذكرت الولايات المتحدة انها مستعدة للعمل مع السلطات الاكوادورية الجديدة الا انها لم تعلن صراحه اعترافها بالحكومة الجديدة التي لم تذكر ان كانت اي من دول العالم اعترفت بها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادام ايريلي "ان الامر لا يتعلق بالاعتراف بل بالعمل مع السلطات والمؤسسات في الاكوادور اثناء وضعها نهجا سياسيا. وهذا ما نفعله".

ومن ناحية اخرى ذكر وزراء خارجية البرازيل وبوليفيا والبيرو انهم قد يتوجهوا الى كيتو للتوسط في الازمة.

وكان البرلمان الاكوادوري اقال الاربعاء الماضي لوسيو غوتييريز الذي انتخب في نهاية العام 2002 لولاية من اربع سنوات (2003-2007)، بعد 26 شهرا من تسلمه السلطة.

واندلعت الازمة بسبب قرارات المحكمة العليا باسقاط تهم الفساد ضد رؤساء سابقين هم بوكرم (1996-1997) والذي اقيل بسبب عدم كفاءته العقلية، وغوستاف نوبوا (2000-2003).

وسمحت المحكمة للرئيسين السابقين المواليين لغوتييريز، بالعودة الى الاكوادور من منفاهما.

ويعتبر غوتييريز ثالث حاكم اكوادوري تتم اقالته خلال ثماني سنوات، وكان عقيدا متقاعدا اشتهر بترأسه انقلابا ادى الى الاطاحة بالرئيس المنتخب جميل معوض عام 2000.

وتولى نائب الرئيس الفريدو بالاسيو مهام رئيس الدولة بدلا من غوتييريز. وكان بالاسيو على لائحة غوتتيريز في الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، الا انه انقلب عليه ودعا مؤخرا الى الاطاحة به.