في الندوة المكرسة لليوبيل الأول للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية في منتدى «الأيام»:المركز يتعامل مع قضايا الوطن العربي باعتبارها وحدة متكاملة

> عدن «الأيام» خاص :

> يواصل الاخ عثمان ناصر،مدير فرع المركز العربي للدراسات الاستراتيجية في اليمن حديثه قائلا : لكن عمليا لن تكون لها فائدة أو أي مردود ملموس على طبيعة أو نشاط هذا المركز، من الأفضل أن يكون للمركز رؤية استراتيجية تتلاءم والبيئة التي يعمل من أجل تغييرها والبناء عليها، لهذا كان لابد من أننا نتعامل من واقع قيام المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بواقع التعدد الموجود في البلدان العربية، أي أن المركز يجب أن لا يكتفي فقط بأن تكون له مجلة سواء أن تكون شهرية أو فصلية تنشر ما يريد من أبحاث أو دراسات وينظم مؤتمرات وندوات وحسب، لا، المركز العربي للدراسات الاستراتيجية حاول أن يستفيد من النافذة التي فتحت أمامه وبالتالي أن يضيف شيئا إلى ما تقوم به مراكز الدراسات الاستراتيجية في الوطن العربي، لهذا وضعنا في أساس عمل المركز العربي للدراسات الاستراتيجية قاعدة مهمة، هذه القاعدة هي أن المركز الرئيسي في الأعلى يقود نشاطات المركز وجهده وبالتالي فكل فرع من الفروع يتبع المركز الرئيسي ولكن في نفس الوقت يمثل الفرع وحدة بحثية مستقلة مسئولة عن نشاط علمي معين بمعنى أن الفرع في اليمن يختص بنشر بحث ونشر ما يخص اليمن من موضوعات، ولا تقرر هذه المسألة في المركز الرئيسي وإن كان الأعلى ففرع اليمن هو ما يقرر ما يدور في إطار بيئته الجغرافية، وبنفس الشكل في مصر وكذلك في الإمارات، ولهذا توزعت المهمات بحيث كل فرع من الفروع يتبع المركز الرئيسي لكنه يقوم بأنشطته المستقلة في إطار النشاط العلمي للمركز، التي هي سلسلة الإصدارات التي تحدث عنها الأستاذ نجيب يابلي في البداية.

هل نكتفي بكتابة الأبحاث وحسب؟ لا، هذا لا يكفي، فمشكلة البحث العلمي في بلد مثل اليمن هي تدني مستوى الباحثين فيما يخص التعامل مع اللغات الأجنبية، فعدد الأكاديميين الذين يجيدون التعامل مع لغات أجنبية في مسألة البحث العلمي قليل، لهذا شعرنا أن المهمة المكملة والوجه الآخر من وظيفة البحث العلمي هي توفير ترجمات من الفكر العالمي ومن مراكز الدراسات الدولية والمراكز الاستراتيجية الدولية، نخبة من الدراسات تترجم إلى اللغة العربية وتكون تحت تصرف هؤلاء الأكاديميين والباحثين ليستعينوا بها سواء في معرفة نظرة الغرب إلينا وإلى بلداننا أو ليلموا بأساليب البحث العلمي بشكله الحديث، وهذه طبعا وظيفة مهمة نشعر أن لها أولوية فيما يخص نشاط المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، الذي ركز على ترجمة الأبحاث لإيصالها إلى الباحثين العرب ليستفيدوا منها في كل الاتجاهات.

إذن عند إعلان قيام المركز العربي للدراسات الاستراتيجية كانت قد تبلورت الصورة التي أُريد أن يحملها المركز، والمسألة الأولى أن المركز عربي في جوهره ويتعامل مع قضايا الوطن العربي باعتبارها قضية واحدة من المحيط إلى الخليج، ويتعامل مع الوطن العربي باعتباره وحدة متكاملة، وبالتالي ينظر إلى كل ما يواجه هذا الوطن من تحديات باعتبارها إحدى المهام التي يجب أن يدرسها ويسلط الأضواء عليها. والنقطة الثانية أن نشوء المركز العربي للدراسات الاستراتيجية جاء في منتصف التسعينيات التي كانت أوج التحولات العالمية، التي بدأت في 1989م بانهيار حائط برلين وحتى العام 1995م الذي أصبح فيه توحش السياسة الأمريكية أكثر وضوحاً، وبالتالي هذا معطى جديد فرض على المركز العربي للدراسات الاستراتيجية أن يأخذ بالاعتبار هذا المتغير الدولي وتأثيره على أوضاع الوطن العربي.

هناك كثير من الدراسات نشرها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية في وقت مبكر تنبه إلى مثل هذا التحول الجاري في السياسة الدولية بل حتى قبل أن يتم التحول من كلينتون إلى بوش قام المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بإعداد دراسات عن الطاقم القادم، الذي كان مرجحا أن يكون الطاقم الجمهوري، طبيعة الفكر الذي يحمله، رؤاهم، بل حتى قائمة بأسمائهم والمواقع التي يحتلونها ومراكز الدراسات التي تمونهم بالأفكار سواء أكان القرن الأمريكي الجديد أو المركز الذي كان مسئولا عنه تشيني، كل ذلك ركز عليه المركز العربي للدراسات الاستراتيجية قبل أن يصل بوش إلى السلطة، لكن السؤال من يقرأ؟ لكي نصوب قرارنا ونستعد بإمكانياتنا الذاتية لاستيعاب الصدمة القادمة.

النقطة الثالثة التي وضعت في الاعتبار أن لا تسامح في مسألة تعدد الأفكار، تعدد المركز ضرورة لاستمرار المركز وبقائه، لذا كان مسموحا لكل التيارات الفاعلة في الوطن العربي أن تبرز نفسها من خلال المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، لم تمنع أي دراسة من النشر، ولم ترفض أي دراسة لكون كاتبها فقط من التيار الإسلامي أو الليبرالي أو..ألخ، لا، إذا منعت أي دراسة من النشر فلعدم تطابقها مع المقاييس العلمية المتعارف عليها في البحث العلمي كأن تكون غير موثقة أو أن المراجع غير دقيقة أو اعتمادها على مراجع غاية في القدم، فمثلا لا يعقل في مركز استراتيجي نشر دارسة لباحث كتبها بالاعتماد على مراجع من السبعينيات، فالمركز الاستراتيجي لا ينشر دراسات وأبحاثا تعود مراجعها إلى أكثر من أربع إلى خمس سنوات على الأكثر إن كانت هذه المراجع ما زال معمولا بها وإلا تصبح القصة (محزاية) وليس لها أية علاقة بالبحث العلمي ولا يلتفت إليها باعتبارها قضية جديرة بالاهتمام، وهذا سبب الرفض، ولهذا كل التيارات السياسية كانت موجودة منذ المؤتمر التأسيسي لمؤتمرات المركز وحتى آخر مؤتمر عقد، كل الناس مرحب بهم والجميع يسمح له بالكلام والتعبير عن وجهة نظره، وفي الأخير الباحث مسئول عن وجهة نظرة، المركز مجرد نافذة يطل من خلالها هذا الباحث على المجتمع والواقع وهو مسئول عن أفكاره وليس المركز، وهذا ما ستلاحظونه في إصدارات اليمن، فنحن في فرع اليمن ليس لدينا مشكلة مع أحد حتى السلطة ليس لدينا مشكلة معها، والدولة تنتقد بشكل علمي وإذا مدحت فأيضا بشكل علمي، من يريد مدح الدولة يجب أن يوثق دراسته ويدعمها بإحصائيات وأرقام وتحليل ومراجع، ومن ينتقد الدولة فبنفس الشكل، وهذه هي المسألة، والقضية ليس من يكتب؟ ولكن القضية ماذا يكتب؟ المركز لا يبحث عن اسم الكاتب ولكن يبحث عما يكتبه أولا.

أما القضية المهمة التي أردنا التنويه إليها فهي قضية الاستقلالية عن الحكومات العربية بمختلف اتجاهاتها، وكذا الاستقلالية عن الصراعات الحاصلة ما بين الدولة العربية على الفاضي والمليان وفي الداخل والخارج، وتلك كانت قضية مستبعدة عن برنامج عمل المركز، ولا تعني هذه الاستقلالية أننا أدرنا ظهورنا عن الحكومات، لا، الحكومات هي في الأخير صاحبة قرار، وعند مساعدة هذه الحكومات بالمشورة والبحوث فأنت تصوب هذه الحكومة على اتخاذ قرارات عقلانية لصالح مجتمعاتها وبلدانها، وهذا أيضا خيط رفيع ظل قائما في علاقة المركز بالبلدان العربية، سواء أكانت التي تحتضن فروعه أو التي تطلب تعاونه في بعض المسائل والقضايا.

أهم قضية ايضا تم التركيز عليها هي إمكانيات الربح التجاري من الربح الفكري، وهذه طبعا قضية مستبعدة، والأخوان هنا من الصحفيين والإعلاميين يعلمون هذا، فالمجهود الفكري «مش جايب همه» مثل ما يقال، فكم نسخاً ستطبع وبكم ستباع النسخة ومن أين سيأتي المكسب؟ فمثلا صحيفة «الأيام» التي نشتريها بعشرين ريالاً لا تقل تكلفتها عن ستين أو سبعين ريالاً، لكن هناك أشياء أخرى تدعم الصحيفة السيارة، فالناس يهتمون بأن يعزوا ويهنوا وينشروا إعلاناتهم فيها، أما بالنسبة لمؤسسة فكرية موجهة لقطاع محدود من سيغامر بعمل دعاية فيها، وهنا مجرد التفكير بأنه سيكون للعمل الفكري ربحية معينة فهذا شيء مستبعد على الإطلاق، وكان لا بد من إغلاق الحديث عن أي إمكانيات اقتصادية ممكن أن يحصل عليها المشروع كمردود، يعني إذا استطاع أن يسير نفسه المركز - وهذا صعب وغير ممكن - كنا قطعنا أشواطا، وعلى كل حال كانت من أبرز القضايا التي أثيرت عندما دعي الناس للوقوف على مرحلة التأسيس هي عدم وجود برنامج، حيث أعلمنا المشاركين بمشروع تأسيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية وتركنا لهم مجال تزويدنا بأفكارهم ورؤاهم الاكاديمية والعلمية للتعرف على معالم نشاط المركز، وتصورهم لمفرزاته البحثية والعلمية التي يحتاجون إليها، وكانوا 45 مفكرا من أبرز المفكرين والباحثين والاكاديميين العرب ممن يعيشون سواء في أوطانهم أو في الغرب ومن مختلف الجامعات ومراكز الدراسات العربية والأجنبية، وكان شيئا مذهلا أن يحدث هذا الاجتماع غير المسبوق، لأن هذا الجمع من المفكرين العرب أبدا لم يجتمع من قبل في مكان واحد، مما أعطانا مؤشرا كبيرا لطبيعة المركز القادم، أن هذا المركز بقيادته وبما تمتلكه من خبرة وعلاقات ومن تأثير قادرة على أن تجمع هذا الكم من النخبة معناه أن هذا المركز سيكون له شأن، ومع الأسف الشديد فتح علينا هذا رياحا لا يعلم إلا الله إلى ماذا كانت تقصد، إلا أنها فعلا أثرت تأثيراً سلبياً حيث تحفظ كثيرون على تواجد هذا العدد الكبير من المفكرين والأفكار والتصورات التي طرحت وقيلت، ولكن هذا لم يفتّ في عضد المؤسسين، وسارت عملية التأسيس كما كان مخططا لها.

والمسألة الاساسية كانت هي حسم علاقة المركز الرئيسي بفروعه، وكما قلنا نحن ممثلي الفروع قبلنا الارتباط الاداري ولكن لم نقبل الارتباط الاكاديمي، فمع احترامي الشديد لا أسمح لسوري أو مصري يقرر ماذا ينشر عن اليمن مثلما لا أسمح لنفسي بصفتي يمنيا أن أقرر ماذا ينشر عن الإمارات أو منطقة الخليج أو مصر على سبيل المثال، وبالتالي على كل فرع تقع مسئولية نشاطه العلمي كوحدة علمية بحثية مستقلة في نطاقه الجغرافي، وفعلا هذا ما تم تثبيته في إطار النظام الداخلي للمركز، وكان له أهميته في إيجاد التنوع والتعدد، الذي أصبح حقيقة واقعة في نشاط المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، أصبحت هناك دراسات متخصصة في قضايا اليمن نعتز بصدورها من قبل باحثين يمنيين يعالجون قضايا وطنهم ويبحثون فيها ويشرحونها ويبدون رأيهم فيما يحدث، والجانب الآخر هو أن نرفد هذا الجهد بترجمة كثير من الدراسات التي تصدر من مراكز الدراسات الاستراتيجية والدولية التي تصدر عن اليمن بقدر ما نستطيع ووفق أهمية المواضيع المطروحة.

والأستاذ نجيب يابلي كان قد ذكر عنوانين لاصدارات التي يصدرها المركز، وهنا سأنبه إلى قضية واحدة هي أن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية صاحب مرحلة نشوئه كانت هنالك متغيرات شديدة تعصف بالوطن العربي بسبب التغيرات الحاصلة في الوضع العالمي بعد انهيار القطبية الثنائية، فكان لا بد من التركيز على قضية المستقبل، فنحن ظللنا متكئين على الاتحاد السوفيتي منذ الخمسينات وحتى فطسناه، فمنذ نشوئه وحتى سقوطه والبلدان العربية جميعها معتمدة بشكل كامل ونحن نتكلم عن بلداننا العربية وليس عن العالم كاملا، نعاديه في المحافل الدولية ونشتغل ضده ولكن معتمدون عليه إذا نقص علينا السلاح أو القمح أو إذا نقصت لدينا العملة الصعبة، وكان هذا متغيرا جديدا ينبغي على الناس أن يستوعبوه وهو أنه أمامهم الآن الوحش الامريكي، وهذا الوحش الامريكي له سياسته وبرنامجه وخطته فكيف تتعاملون معها، والنقطة الثانية أن العالم بمجمله تغير جراء بدء التزاوج ما بين تكنلوجيا الاتصال وتكنلوجيا المعلومات ونتج عن ذلك أجهزة المعلوماتية التي حولت العالم الى قرية كونية صعب السيطرة عليها، لا سيما بعد دخولنا عصر الانترنت الذي أصبحت فيه الرسائل الالكترونية ضد الأنظمة أو معها أو تفضحها تتوالى من كل مكان، هذه القضايا كيف يتعامل معها المركز؟ وضعت هذه القضية في أعلى درجات الأهمية على أجندة نشاط المركز من خلال المؤتمرات الكبرى التي كان ينظمها المركز، فمثلا بعد المؤتمر التأسيسي انعقد المؤتمر الأول في عام 96م في القاهرة، وكانت مهمة هذا المؤتمر مناقشة عنوان واحد وهو موقع الوطن العربي على خريطة القرن الحادي والعشرين من خلال أفكار عامة كان الغرض منها أن نضع يدنا على جرس الانذار، وحينها أبدى وتكلم عدد من المفكرين المهتمين حول هذا الموضوع منهم سيد ياسين، حتى مستشار الأمن القومي المصري أسامة الباز، وجرى عرض ممتاز جدا لما ينتظر الوطن العربي في القرن الحادي والعشرين وكان ذلك بغاية الأهمية، وفي المؤتمر الثاني كان في دولة الأمارات وكان تكملة للمؤتمر الأول وانعقد تحت شعار إعداد الوطن العربي للقرن الحادي والعشرين في ظل ثورة المعلومات، وهذا يلقي الضوء على أن الوضع لم يشهد فقط تحولات سياسية، بل تحولات سياسية تصاحبها وتسير معها بشكل متواز وربما تسبقها في الأهمية تحولات تقنية متاحة لكل بيت سواء أكان ستلايت أو انترنت أسقطت الحواجز وحولت العالم كما قيل الى قرية واحدة بمعنى الكلمة، إذن نحن العرب بكل ما لدينا من مشاكل كيف نواجه هذه التحولات والمشاكل؟ كانت هذه مهمة المؤتمر الثاني، الذي طرحت فيه آراء ورؤى هامة وحساسة تستهدف إيقاظ القيادات العربية للتنبه لما هو قادم.

المؤتمر الثالث انعقد في بيروت في مايو 97م في إطار المؤتمرات المتلاحقة التي يحاول من خلالها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية أن يسد الفجوة في المعرفة العربية تجاه المتغيرات الحاصلة بين أقدامنا وأمامنا، وكان المؤتمر الثالث تحت عنوان (نحو مشروع للنهضة العربية في القرن الحادي والعشرين) وكانت قضية الهوية وكيفية الحفاظ عليها ومدى إنهاء المعلوماتية لهذه الهوية أسئلة مهمة فعلاً، وبالتالي وضع مشروع متكامل من نقاشات المفكرين العرب حول تحديد كيف نرى نهضة عربية في القرن الحادي والعشرين.

المؤتمر الرابع كان أيضا تكمله للمشاريع الفكرية الكبيرة التي طرحت في المؤتمرات السابقة، وانعقد في دمشق تحت عنوان (التحولات العالمية ومستقبل الوطن العربي في القرن الحادي والعشرين) فالعالم يتحرك ومتغيرات تحيط بنا من كل مكان وهذه الأمة محلك سر ولا زالت مشاريعها منذ الخمسينات كما هي لم تتغير وكل واحد من الأخوان ماسك في الكرسي «أنا ومن بعدي الطوفان» مثل ما يقال.

فكانت هذه كلها عبارة عن مشاريع فكرية تهدف إلى لفت انتباه صناع القرار رجال البرلمانات العربية ورجال الإعلام والصحافة والفكر برسالة مفادها: تيقظوا هنالك متغيرات يجب أن نفهمها لكي نحدد موقعنا منها أين يكون.

المؤتمر الخامس كان في الأردن في 2001م وكان عنوانه بسيطا (العرب والقرن الجديد) وهذا المؤتمر خصص بالكامل لدراسة الخطة السياسية العالمية والمتغيرات الحاصلة فيها، ففي هذا العام كانت التكتلات مثل ما نتذكر بدأت تبرز مثل تكتل الأسيان والمحيط الهادي والاتحاد الأوروبي تحرك بقوة صوب توحيد عملة أعضائه، بما معناه أن العالم بدأ يتجمع في تكتلات لم نجد أنفسنا في أي منه،ا حتى أنه دارت نقاشات في المواضيع التي طرحت حول قضية اليمن وما سبب عدم قدرة اليمن على الدخول إلى مجلس التعاون الخليجي وهو الأقرب لها، وكان هذا أحد الأسئلة التي طرحت في هذا المؤتمر كون هذا الوضع غريباً، فاليمن وهي دولة عربية ومجاورة لدول الخليج ذهبت للانضمام الى تجمع المحيط الهندي وما استطاعت أن تنظم إلى الجيران وتكون معهم وحدة اقتصادية وسياسية متكاملة رغم واقع الجغرافية الحاصل - ولندع التاريخ الآن وراءنا - فاليمن وعمان تمثلان البطن الجنوبي الرخو لنفط الجزيرة العربية وتمتلكان أطول سواحل ممتدة يمكن أن ينفذ من خلالها هذ النفط إلى العالم، وهي مشتركة ما بين عمان واليمن فلماذا عمان موجودة واليمن غير موجودة؟!.. وأثيرت الكثير من الأسئلة المهمة حول هذه المواضيع، أيضا المركز كنشاطات مكملة تبنى مبادرة الشيخ زائد رحمه الله أثناء أزمة العراق، وعقد مؤتمرا كبيرا في أبوظبي، وكان للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية الفضل في أن يجلس للمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية مفكرون من العراق والكويت على طاولة واحدة، وقبل ذلك لم يجتمعوا في أي مكان، لكن المركز العربي استطاع أن يجمعهم لطرح وجهات نظرهم وآرائهم، وتم صياغة بيان ختامي للمؤتمر أجمع عليه الطرفان، وكان هذا أهم انتصار أن ما وافق عليه الكويتيون والعراقيون مقبول من الجميع، وهذه واحدة من القضايا التي اضطلع بها المركز العربي على هامش أنشطته وفي إطار اهتمامه بالمتغيرات التي يشهدها الوضعان العربي والعالمي.

كما نظم المركز مؤتمرا في العاصمة اللبنانية بيروت بشأن مبادرة اليمن بإصلاح الجامعة العربية، نظرا لأهمية المبادرة كون واقع الجامعة العربية بحاجة إلى تحريك، واليمن كان لديها الجرأة على وضع مشروع وتتبناه وتدافع عنه وتطلب رأي المفكرين......يتبع------->

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى