> تسبب هجوم بسيارة ملغومة على قافلة للحرس الوطني العراقي في مقتل تسعة جنود يوم امس السبت في إطار موجة من الهجمات تصاعدت في وقت اختلف فيه زعماء العراق السياسيون وأخفقوا في تشكيل حكومة جديدة,وتسبب العنف المتصاعد خلال الأسبوعين المنصرمين في تشديد الضغوط الواقعة على زعماء العراق الجدد لحل خلافاتهم والوفاء بتعهداتهم بتحسين الأمن بعد الانتخابات التاريخية التي جرت في 30 يناير كانون الثاني الماضي.

واوقع الهجوم الذي تعرضت له قافلة الحرس الوطني اكبر عدد من القتلى من بين خمسة تفجيرات على الأقل بسيارات ملغومة وقعت امس السبت. وقالت الشرطة إن الهجوم استهدف قافلة للحرس الوطني في منطقة أبو غريب التي يقع بها السجن الأمريكي على بعد 20 كيلومترا غربي بغداد وتسبب كذلك في إصابة 20 من افراد الحرس.

وقالت الشرطة إن هجوما على دورية أمريكية في غرب بغداد تسبب في مقتل اثنين من المدنيين. وقال الجيش الأمريكي إن الانفجار أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين وسبعة مدنيين عراقيين.

وأضاف الجيش الأمريكي أن مركبة أمريكية وسيارتين عراقيتين دمرت من جراء الانفجار الذي أدى أيضا إلى انقطاع خطوط الكهرباء.

وقالت الشرطة إن أحد أفراد الحرس الوطني العراقي قتل وأصيب اثنان آخران في انفجار قنبلة مزروعة على جانب أحد الطرق في اليوسفية الواقعة
على بعد نحو 75 كيلومترا جنوبي بغداد.

وذكرت الشرطة أن مهاجمين انتحاريين بسيارات ملغومة أصابا سبعة عراقيين بجروح على طريق سريع يبعد عشرة كيلومترات جنوبي مدينة البصرة الجنوبية.

وقال مراسل لرويترز في مدينة الموصل إن صحفيا قتل بالرصاص في المدينة الواقعة على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد وأصيب آخر.

وكانت النيران قد أصابتهما خلال معركة بين مسلحين وقوات أمن تتضمن قوات أمريكية اندلعت بعد انفجار سيارة ملغومة.

وقال الجيش الامريكي انه اعتقل ستة عراقيين فيما يتصل باسقاط طائرة هليكوبتر تجارية الاسبوع الماضي مما اسفر عن مقتل 11 شخصا من بينهم ستة امريكيين.

واشار الى ان الاعتقالات تمت بناء على معلومات من عراقيين مدنيين ارشدوا القوات الامريكية الى مكان اقامة المهاجمين.

وقال الجيش الامريكي ان ثلاثة رجال اعتقلوا كما ضبطت مواد لتصنيع قنابل في اول منزل جرى تفتيشه. واسفرت عمليات تفتيش لاحقة عن ضبط ثلاثة رجال اخرين بينما كانوا يصنعون قنابل.

وقالت مصادر سياسية إن محادثات مكثفة تركز على استمالة الأقلية السنية العربية التي كانت الطائفة المهيمنة في عهد الرئيس المخلوع صدام
حسين للمشاركة في الحكومة مع الأغلبية الشيعية والأكراد.

وقال مصدر مطلع على المحادثات "إنها حقا بحاجة لأن تكون حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب لا أن تكون مجرد حكومة شيعة وأكراد."

وأضاف المصدر أن الاجتماعات تعقد لما يصل إلى عشر ساعات كل يوم للخروج من المأزق الراهن.

وتشير الانقسامات بين الائتلاف الشيعي الرئيسي الذي فاز بالانتخابات وبين الأحزاب الأخرى بما فيها الأكراد والحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته إياد علاوي إلى أن الحكومة قد لا تشكل قبل الموعد النهائي المقرر لتشكيلها في السابع من مايو أيار.

وقد يدفع مثل هذا الإخفاق بالبلاد نحو المزيد من عدم اليقين بينما تشير الدلائل إلى أن تأخر تشكيل الحكومة قرابة ثلاثة أشهر قد عزز حتى الآن من حالة التمرد.

وتتركز الخلافات حول توزيع المناصب الرئيسية. وتريد الكتلة الشيعية الرئيسية وزارة الداخلية الحيوية بالنسبة للأمن القومي لكنها في الوقت
ذاته لا ترغب في السماح بحصول السنة على وزارة الدفاع.

وقالت مصادر كردية وشيعية إن علاوي وهو شيعي معتدل يصر على ضرورة حصول حزبه على أربع وزارات ـ من بينها الدفاع ـ فضلا عن منصب نائب رئيس الوزراء.

ومضت المصادر قائلة إن الأكراد يريدون مشاركة علاوي في الحكومة الجديدة إلى جانب السنة لكن الائتلاف الشيعي الرئيسي محبط بسبب مطالب علاوي.