رحل عوض سعيد الجابري والأمل في طباعة ديوانه

> «الأيام الرياضي» عمر فرج عبّد :

> (حسن الخلق).. كلمتان تفتح الطريق لصاحبها، وتضيء له نوراً في أوساط الناس أثناء حياته، وبعد مماته، ،فهناك طابور طويل من هؤلاء الطيبين على مر الأزمان، ولا زال غيرهم ممن يتصفون بالأخلاص الحميدة والكريمة، وعند ما يرحل أمثال هؤلاء عن دنيانا نتأسى عليهم، لأن فراقهم خسارة فادحة على المجتمع، لكن عزاءنا أن تظل ذكراهم فواحة وخالدة، وفي الديس الشرقية، التي تبعد عن المكلا بتسعين كيلو متر تقريباً يعيش أناس متميزون بأخلاقهم مثل غيرهم من أبناء المناطق المختلفة.

أنا لم أكن أعرف الفقيد(عوض سعيد الجابري) لاعب فريق نادي الشبيبه بالديس الشرقية ومنتخب حضرموت الأسبق، والذي كان فيما مضى يشكل مع زميليه اللاعبين صالح الصنح ومحمد بن إسماعيل ثلاثي الرعب في الملاعب ،حيث رفعوا اسم وسمعة نادي الشبيبة إلى مصاف الكبار، نعم لم أكن أعرف الفقيد عن قرب، مثلما عرفته في مرضه العضال وبعد وفاته، فقد سمعت عنه الكثير من الصفات النبيلة..هذه الصفات والأخلاق الحميدة للفقيد هي التي عكست نفسها على الزيارات المتكررة لأصدقائه وأحبابه من كل مكان إلى بيت الفقيد أثناء مرضه، عندما أقعده المرض على الفراش، ورغم المسافات الطويلة التي كان محبوه يتكبدون عناء قطعها ظل التدفق على منزله مستمرا حتى وافته المنية في يوم 26/2/2005م، وحينها خرج الكل في موكب جنائزي مهيب لتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير، حيث كان في مقدمتهم الإخوة المسئولين في السلطة المحلية بالمحافظة.

وقد كان الفقيد الجابري يطلق عليه غزال الملاعب حينما كان يمارس هوايته المحببة،حيث كسب شهرة واسعة في المجتمع الرياضي الحضرمي،كما كان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أيضاً (غزالاً) في قرض الشعر، وله ديوان شعري جميل، وقد أعطت زيارات أصدقائه ومحبيه وزملائه من لاعبي الأمس واليوم أثناء مرضه، انطباعات جميلة في شعره، فقد ألقيت قصيدتين في يوم تأبينه الذي جرى في يوم الأربعاء 7/4/2005م من قبل صديق عمره وزميله في الشعر(حسن عبدالصمد باوزير) أثارت الأشجان والأحزان.. نقتطف منها هذين البيتين:

( وين الثريا من الثرى وين زحل وسهيل .. الغيل وأهل الغيل أحبابي وأصحابي وناسي )

( فيهم حمد وسعيد وعمارو وكم لاعب أساسي وعيال باعامر نجوم الليل).

(أنا من الوادي أنا من الديس شفها هي بلادي ..فيها أبو مشتاق الصنح وبوصالح(بن اسماعيل)والجابري لي مثل الخيل).

لقد أعطى لنا الفقيد عوض سعيد الجابري دلالات واضحة لما يدور في واقعنا الرياضي أيام الكرة الجميلة، وحول أوضاع الكرة اليوم المتردية، وحول كل من سأل عنه أثناء مرضه.

نعم لقد رحل عنا الجابري، لكن بقيت أخلاقه وأمجاده وذكراه العطرة معنا وبيننا، وكأنه لا يزال يعيش بين ظهرانينا.

الذي نأمله حالياً ويأمله كل الخيرين والمحبين والأصدقاء أن يطبع ديوان الفقيد الشعري من قبل المسؤولين تقديراً للدور الذي اضطلع به المرحوم في حياته الرياضية والأدبية، وهذه المناشدة قد قامت بإطلاقها أسرة الفقيد في حفل تأبين ابنها الغالي ، فهل نرى قريبا جدا الديوان مطبوع ؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى