عدن .. الحضن والحصن

> «الأيام»خلدون حنبلة / كلية العلوم الإدارية - عدن

> كانت ولا تزال وستبقى تحتضن الكثير من الناس (متعددة الأجناس)، فقد زارها الرحالة من مختلف بقاع المعمورة، وزارتها القوافل من البر والبحر. كانت ولا تزال وستبقى تذهل زوارها بجمالها وعظمة جبالها الشامخة وشواطئها النقية البراقة الجميلة.. جبالها حصن، ورمال شواطئها حضن، وفوهة بركانها قلب يحتضن أبناءها الطيبين والوافدين إليها، تلك هي عدن ثغر اليمن الباسم.

عدن.. هي الأجداد والآباء والأمهات والإخوان والأخوات، عدن لم ولن تتركنا لحظة واحدة، بل نحن الذين نتركها ونغيب عنها لزمن قد ينسيك بعضاً من ملامحها، ولكنها لا تنسى من كان في حضنها وحصنها يوماً ما.

تذكر دائماً إذا عدت إليها فسوف تغسلك بماء بحرها المحيط بها، وسوف تطعمك ثم ترويك من مياهها العذبة، وبعدها سيفوح من بحرها نسيم منعش، وستنام على أحضانها لتستيقظ من نومك لتصبح ابن عدن الخالص.

حاولت أن أخرج لأتأمل عدن من جهة شمال الميناء، وبقيت أرقبها للحظات، وبعدها أحسست وكأنها تناديني، وتركت المكان وأسرعت إليها، ودخلت في وسط قلبها تاركاً هناك دقائق الحنين.. ويا ليتني لم أكن هناك.

آه يا عدن.. لو عشت في ذلك الزمان قبل ظهور الديانات السماوية لوليت ساجداً راكعاً لك أسوة بمن كان يعبد الشمس والقمر والنجوم والكواكب وكل شيء على وجه هذه البسيطة، لكنت عبدك.

ولكني أحمد الله على أنني ولدت فيك، فأنت موطني ومسقط رأسي وتاجه وقرة عيني وبلسم جروحي..

عدن.. من عزها وعز أهلها فإن له عيشة راضية، ومن ذلها وذل أهلها فإن له معيشة ضنكا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى