> افادت وكالة الاناضول التركية يوم امس السبت ان الرئيس التركي احمد نجدت سيزر، وبعد اشهر من المفاوضات، اصدر مرسوما يجيز للولايات المتحدة استعمال قاعدة انجرليك جنوب البلاد لاغراض لوجستية تتعلق بامداد قواتها المنتشرة في العراق وافغانستان.

ولم تعط الوكالة المزيد من التفاصيل حول هذا المرسوم الذي يجسد ارادة للتقارب بين واشنطن وانقرة بعد التوترات التي شابت علاقتهما بسبب التدخل العسكري الاميركي في العراق.

وكان الولايات المتحدة اكدت لانقرة انها ترغب "كحليفة" باستعمال هذه القاعدة وذلك لتسهيل تزويد قواتها في العراق وافغانستان بالمؤن مؤكدة ان القاعدة لن تستعمل كنقطة مرور للسلاح والجنود.

وتازمت العلاقات الاميركية التركية بشكل كبير بعد ان رفض البرلمان التركي في اذار/مارس 2003 السماح بمرور الجنود الاميركيين عبر الاراضي التركية في طريقهم الى غزو العراق.

كما تخشى انقرة من ان يعلن الاكراد في شمال العراق دولة مستقلة دون معارضة الولايات المتحدة لذلك. وحاولت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارة الى انقرة في شباط/فبراير الماضي، ان تبدد مخاوف انقرة في هذا السياق مشددة على تمسك بلادها بوحدة اراضي العراق.

ولن يخضع هذا القرار الجديد للتصويت في البرلمان اذ انه يندرج في اطار قرار سابق اتخذ للسماح للدول المشاركة في العمليات في العراق وافغانستان باستعمال البنى التحتية التركية لاغراض لوجستية او انسانية.

وكان الاميركيون يستعملون قاعدة انجرليك خلال الحرب الباردة كمنطلق لطائرات التجسس التي كانت ترسلها لتجوب اجواء الاتحاد السوفياتي. كما استعملت انجرليك كقاعدة جوية للطائرات الاميركية والبريطانية خلال حرب الخليج وخلال عملية "نورثرن ووتش" التي خاضها الاميركيون والبريطانيون قبل اعلان الحرب على صدام في اذار/مارس 2003.

وتركيا هي عضو في الحلف الاطلسي وهي تتراس حاليا القيادة الدورية للقوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) في افغانستان.