قسمات في وجه التاريخ

> «الايام» ناصر عيدروس العنبري / مودية - أبين

> دب الذعر وانتشر الخوف والهلع في كل بقعة من بقاع الأرض وضيعت الأمانة وأصبحت الدماء رخيصة وكثرت الفتن وأصبح الحليم حيرانا، انقلبت الموازين رأساً على عقب. فريش الطائر له قيمة وحماية وسم أفعى تحميه القوانين ، ومخالب ثعلب تشيد به كل الحضارات، كل ذلك وأكثر يشهد عليه التاريخ ولن ينساه، مهزلة حلت وطغت وكأنها تجاعيد وجه التاريخ الأخيرة والتي تبين قلة الاحترام وانتكاسة الشرف وعدم الشعور بما يكتبه ويؤرخه التاريخ.

قد تبقى جثة الحيوان كما هي على وضعيتها ، وبمجرد ما تتحول من مكانها أو يقوم أحد بتحريكها تطلع الرائحة الكريهة والنتنة ويظهر أصل هذه الجثة وبشكل واضح وجلي.

قد تحمل على ظهرك شيئا وأنت تظن أنه عسل وتعيش على آمال كبيرة وأحلام مثيرة وتكتشف بعد فترة أن الذي تحمله حنظل مرلا يستطيع الإنسان تذوقه وتتبخر الأحلام وتذهب في مهب الريح.

قد تعيش بين أفراد مدة لا بأس بها وتقتنع كل القناعة بأن هؤلاء هم الأمل وهم الحياة وهم من سيعود بهم العدل والمساواة وللأسف تظهر لك الحقائق ويتكشف ما في النفوس، الحقد، الكراهية، الحسد ، حب الذات، وكل هذا لن يرحمه التاريخ أو يعدل في بصماته.

قد تكون مقداما وشجاعا، لكن لا تتحكم بقوتك وإرادتك، فهناك من يملي عليك أفكارك ويوجهك حيث يشاء ويستخدمك لتحقيق أهدافه، وقد يدفع بك في مواقف صعبة ويجعلك القشة التي تقسم ظهر البعير، وهنا سيجدك التاريخ فريسة سهلة وسخيفة ويجعلك في صفحاته المشؤومة.

قد تشاهد برنامجا تظهر فيه أمور قد أكل وشرب عليها الدهر وبات يلعنها كل من يراها مما تحمل من مآس وآلام وظلم وفساد، فهل فكرت يوماً أن الله يعلم السر وما أخفى وأن هناك يوما يقول الله فيه: أيها المظلوم تقدم وأيها الظالم اسكت لا تتكلم.

إن الأمل موجود، ورجال المستقبل لا يهزهم أي حدث وسيتخطون الصعاب ،ومن لا يريد التاريخ أن يلعنه عليه أن يقول الحق ولو مات بحبل المشانق وطلقات الرصاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى