> مرت الأيام وتوالت الشهور ومضت السنون، كان عبدالله ذلك الشاب الطموح الخلوق المتواضع يحلم بمستقبل مشرق، كان يستمد من الإيمان بالله ثم من الأمل قوته وتصميمه لتحقيق غاياته المنشودة، وتمنى أن يحققها بمجهوده وعرقه من خلال عمل شريف يحصل عليه، شرع عبدالله في البحث عن عمل في محافظته، فلم يوفق، فسافر وحط رحاله في محافظة أخرى، باشر البحث عن عمل وبعد جهد جهيد عمل محاسباً في أحد المطاعم، واستمر يعمل به حتى جاءه أحد معارفه عرض عليه أن يعمل معه في بقالة لبيع المواد الغذائية ومشتقاتها، على أن يكون له نصيب الثلث في الأرباح التي يحققها هذا المشروع، ودون تردد وافق على ذلك العرض، وكان يديره بأمانة وصدق وكفاءة، وبدأت حياته تتحسن نوعاً ما، غير أن الرياح أتت بما لا تهوى سفنه لترده على أعقابه، بعد أن أخبره رب العمل أن هناك أمراً ما قد حدث، وعليه أن يخلي طرفه، تساءل عبدالله كيف يمكن أن يحدث هذا بالرغم من تحقيق النجاح الملموس؟ ولماذا؟!