فوناس وبطيرة من ليبيا...يسيران 7 سنوات بأقدام عربية ويحملان شعار (لا للتعصب والإرهاب) واليمن الدولة 67 التي يصلان إليها.. فهل تعبت أقدامهما؟

> «الأيام الرياضي» علوي بن سميط :

> وصف الشابان نوري فرج فوناس، وعمر بلعيد بطيرة من ليبيا لـ «الأيام»، أنهما شعرا بالأمان والاطمئنان إثر وصولهما وادي حضرموت قادمين من المهرة التي وصلا إليها من المنفذ الحدودي البري، بعد زيارتهما لسلطنة عمان وقالا:

«قرأنا في ليبيا أثناء الدراسة عن حضرموت، وعن اليمن ككل واليوم نصل إليها ونتعرف على حضارتها. الناس هنا طيبون مسالمون لا نشعر أننا غرباء، ننزل في سيئون وكل يوم نأتي الى شبام، وهي مدينة تاريخية قديمة، عظيمة وما إن وصلنا اليمن في المهرة ووادي حضرموت، أكلنا مع الناس تحدثنا وإياهم، وكأننا نعرفهم منذ سنين، استغربوا في بداية الأمر بأن رحلتنا ووصولنا إلى هنا عبر السير على أقدامنا، ربما لم يشاهدوا سياحاً من الشباب العربي، فقط يشاهدون الغربيين، وهذه نقطة يلزم أن تهتم الدول العربية بالسياحة الداخلية بين الشباب العرب»، ومن أهداف رحلتهم الطويلة التي وصلت حتى الآن نحو سبع سنوات من السير على الأقدام، أجاب بطيرة وفوناس: «التفكير في الرحلة هو أن نثبت للعالم أن الشباب العربي يجيد الأسفار وكسر الحصار، والمعروف أن البداية كانت في شهر يناير 98م، ومازال الحصار على بلادنا، فبدأنا الفكرة إذ أنه لم تكن طائرات تذهب أو تجيئ أو تحلق، فكان سفرنا على الأقدام وشعارنا الذي رفعناه ووصلنا به إلى أوربا :(تحدي الحصار سيراً على الأقدام)، وحملنا هدف التعريف بالشباب العربي، وإعطاء الصورة الحقيقية للعرب، وطموحات الشباب وخلق العلاقة الإنسانية، وكان الهدف مقبولاً لدى الشباب في أوروبا، وطفنا الدول الأوروبية جميعها، وتوقفنا كثيراً في الأندلس، وتذكرنا الحضارة العربية والتأريخ المجيد».

الشابان الليبيان قرابة 26 عاماً من العمر عندما ساقتهما أقدامهما لم يتجاوزا سن التاسعة عشر، تخرجا من الثانوية وتحركا نحو التحدي وضحيا بحياتهما تغرباً وتنقلاً في ثلاث قارات و67 دولة، وقطعا أكثر من 70 ألف كيلومترا سيراً على أرجلهم، ناما في الصحاري يحملان على ظهريهما كل واحد 25 كيلو من الحاجيات الضرورية، وصلوا اليمن براً، فأين ستكون محطتهم التالية؟ أجابا: «نحن الآن بوادي حضرموت، وسنتحرك إلى المكلا سيرا على الأقدام الأربعاء 4 مايو، ثم شبوة وحتى نصل عدن، ثم سنزور صنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى، ومن بعد ذلك نتوجه إلى الدول الافريقية أثيوبيا، كينيا، تنزانيا، وعلى أعلى قمة في كليمنجاروا سنرفع العلم، ونختتم أهم الفصول في الرحلة، ونعود إلى الجماهيرية».

الفصل الأول لرحلتهما استمر قرابة ثلاثة أعوام جابا فيها أوروبا وشمال أفريقيا، ثم واصلا رافعين شعاراً جديداً، ربما وبعد أن علق الحصار عن ليبيا، وانفرجت علاقات بلادهم مع الغرب هذه المرة يقولان أن شعارهما هو :« نعم للسلام والأمان .. لا للتعصب والإرهاب»، ويسعيان أيضاً للتعريف بأن العرب لا يحبون التعصب، ويسعون للسلام والتبادل والانفتاح على حضارة الآخرين، وحدثني عمر ونوري :«دخلنا أوروبا بفيزة واحدة من أول دولة وصلناها وتجولنا بها في أوروبا جميعها، ونحن هنا في الدول العربية تعرضنا لبعض الصعوبات في الفيزا».

فقلت لهما أن أوروبا موحدة يضمها اتحاد واحد وعملة واحدة،وأشياء كثيرة تجمعهم أكثر مننا نحن العرب، فأجابوا «صحيح نحن العرب متفرقين ظاهرياً وأن الدول الأوروبية متحدة، ولكن كعرب نرى أننا لسنا متفرقين أيضا لأن ما يجمعنا هو لغة واحدة ودين وثقافة وعاطفة، وأشياء مشتركة أكثر من معنى الوحدة السياسية»..قالا أنهما زارا كل البلدان العربية، واليمن مسك ختام زيارتهما للبيت العربي، إلا أنهما لم يزورا دولتين عربيتين، هما الكويت والمملكة العربية السعودية، وكما أنهما زارا آسيا والوطن العربي وأوروبا، وعند سؤالي تحديد الدول، أجاب الشابان بموجب تصنيفهما للدول، بأنها مجموعات تكتل أو كتل قائلين زرنا: «شمال أفريقيا وما يسمى بالشرق الأوسط والشرق الأقصى، وصولاً للصين، وزرنا أوروبا كاملة والدول الإسكندنافية، في كل الدول وخصوصاً العربية وقابلنا شخصيات ووزراء وزعماء، وفي اوروبا عرفنا بالعالم العربي، وقدمنا الدعوة للشباب العربي للمشاركة في مهرجان ماراثون اليوم العالمي للاقلاع عن التدخين المقام في ليبيا يوم 31/5، حيث سيحضر شباب من سوريا والأردن ومصر والبحرين، وهنا في اليمن أيضاً نجدد الدعوة».

الحديث معهما طويل وفي كل شيء، ولكن التركيز على رحلتهما والهدف منها هو ما سطرناه،فقد تعرضا لعدد من الصعوبات، ولكن لم تثنيهما عن مواصلة المشوار أنهما يفتقدان بنغازي مسقط رأسيهما، وبالطبع سيعودان إليها فهل ينامون على فراش كغيرهم من البشر؟ هل يأكلون في المطاعم أكلا فاخرا ومن أين التمويل وهل يتصلون بأهلهم؟ .. يقولان :«صدقنا ليس هناك تمويل بالمعنى الذي تقصده تجارياً، أولاً لأننا نأكل أي شيء في أي دولة نصل إليها، نأكل الأكلات الشعبية، يستضيفنا الناس، نتصل بأهالينا عندما نجد الفرصة مثلاً من المكاتب الشعبية، مكاتب الأخوة السفارات الليبية، عموماً نلاقي التشجيع من أمناء المكاتب بالخارج، وتتعاون معنا بعض المؤسسات الليبية، وتعرف أن الرحلات المتواصلة نقطعها سيراً على الأقدام إلا إذا صادفتنا عوائق كالبحار، وهذه نعبرها بالوسائل المعروفة، ولدينا خيمة صغيرة ننام بها في أي مكان».

هل تابعتكم الوسائل الإعلامية وكتبت عنكم؟

- يجيب نوري وعمر :«كان الاهتمام بنا في عدد من الوسائل الإعلامية، وأنتم في «الأىام» أول صحيفة يمنية تلتقينا منذ وصولنا إلى بلادكم الطيبة، كثيرة هي وسائل الإعلام ونذكر من التي تابعت رحلتنا قناة وراديو تلفزيون العرب، صحيفة الشرق، العلم المغربية، الرأي الأردنية والصحف السورية والوطن القطرية، مجلة الوسط، البيان الإماراتية، الخليج الإماراتية، الاتحاد الرياضي، الصحف العمانية، وصحف هولندا وإيطاليا وإسبانيا، وعدد من الصحف البريطانية والأوروبية الأخرى، وأنتم أول صحيفة يمنية «الأيام» ونشكركم على ذلك».

ويفكر فوناس وبطيرة في أن ينطلقا مرة أخرى إلى أمريكا الجنوبية واللاتينية، ورحلتهما التي تقف في دول أفريقيا المتحدثة بالسواحلية، هما يدونان يومياتهما وسوف يصدران كتاباً لما اكتسبوه في الرحلات عموماً من عادات الشعوب.

وصادفت الرحلة الطويلة عددا من المواقف، ففي 99م حضرا زلزال تركيا وفي ايران كذلك واليونان، وعاشا في ثنايا جبال الألب في بروده 18 درجة تحت الصفر وأكلا أيضا غذاء معلبا.

صعوبات ومغامرات خاضوها وتجاوزوها، تحدثا باللغات وبالإشارات أحياناً وتفاوتت زياراتهما من بلد لآخر إلا أن أطول فترة هي في الصين 8 أشهر كاملة. اليوم مازال الليبيان يجوبان اليمن ولم تكل بعد قدميهما فأمامهما مشوار طويل حتى يعودا الى ليبيا، ولم تخر قواهما بعد ما دامت لديهم عزيمة بدأت منذ سبع سنوات.. ثم أليس في الأسفار سبع فوائد؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى