> اللاعب المثقف لايعني أنه من يعرف القراءة والكتابة فقط، بل لابد أن يكون المعنى أشمل من ذلك، وأن يكون اللاعب قادراً على تحمل المسؤولية داخل الملعب وخارجه، وكيف يتغلب على أية مواقف يواجهها طيلة حياته، ويتخذ قراراته الشخصية والمصيرية بحنكة، بعيداً عن التعصب والعصيان والتمرد..فهناك الكثير من الناس ينظرون إلى اللاعب الرياضي نظرة إزدراء ويتهمونه بأنه ضحل الثقافة مادام رياضياً أو لاعباً، ذلك أن بعض الرياضيين لايقرأون أو يطّلعون على الأحداث العامة، التي تزودهم ولو بقليل من المعرفة وتسلحهم بالثقافة والاطلاع، والقليل جداً منهم لايقرأ إلاّ في مجال واحد وهو الأخبار الرياضية فقط، بينما هناك مجموعة من الرياضيين تشعر بالراحة وأنت تتبادل معهم الأحاديث فتستمتع في الحوار معهم، لأنهم ليسوا رياضيين فقط، بل لديهم الخلفية الواسعة والأرضية الصلبة في الثقافة، ولذلك فإن أحاديثهم تدفعك إلى الإنصات والاستماع إليهم، ويجعلونك تقتنع بأفكارهم، لأنهم يقدمون لك الأدلة والبراهين، ولايجادلونك في الحديث، بل إن الحوار الهادف المغلف بالعلم والمنطق هو لب حديثهم، مما يدفعنا إلى خلع القبعة إحتراماً وإجلالاً لهذا اللاعب المثقف، الذي فرض نفسه على المجتمع..وفي نفس الوقت هناك قلة من الرياضيين لاتود مجالستهم نتيجة لسلوكياتهم البعيدة عن الروح الرياضية الاخلاقية وخواء عقولهم، حيث لايفهمون غير مهارة الركض والجري وراء الكرة.