من وراء أزمة الأسمنت؟!

> أحمد يسلم صالح :

> لم تزل أزمة تموين السوق بمادة الأسمنت هي الأزمة الطازجة والأكثر حضوراً في سلسلة أزمات متلاحقة ومتواصلة عشناها بتفاصيلها وتأثيراتها النفسية والمادية والمعنوية.

ولهذا وفي ظل اضطراب السوق وعدم الاستقرار التمويني فكأنما أضحى مسلسل حياتنا لا يبارح دوامة الاختناقات والأزمات المتوالية المنفذة التي لا ترحم.

فمن أزمة للديزل إلى أخرى في الدقيق إلى وقود الطبخ إلى الحديد وإلى أزمة الطماط ثم إلى وزن رغيف الخبز إلخ وأخيراً إلى أزمة الأسمنت.

وهكذا ننام على أزمة ونصحو بغيرها حتى ليقال عنا بأننا جيل الأزمات أو الجبل المأزوم والعياذ بالله.

وقصة أزمة الأسمنت واختناقات السوق بهذه السلعة التي مازالت ماثلة ونعيش فصولها التراجيدية هي الأخرى قد هيجت في خلاياه أجسادنا المنهكة هرمونات (الدماسة) وأصابتنا بميكروب السذاجة وعدم الاكثرات وصرنا نتعامل مع الأمور بكل بساطة وسذاجة وببرود أعصاب أيضاً وكأنما الأمر لا يعنينا ولا يعني الحكومة طبعاً.

تماماً كقصة ذلك الكاهن الذي أراد اختبار ذكاء ابنه بإحضار مجموعة فيران محبوسة في كيس مغلق وعندما أمره بفتح الكيس مع ضمان التقاط وعودة جميع الفئران إلى كيسها بعد تحريرها. طبعاً مما يعني فشل الابن في نهاية التجربة وهروب جميع الفئران بيدأن الكاهن مع سابق خبرية أحضر كيساً هو الاخر مملوء بالفئران وأداره دورات لولبية عدة في الهواء إلى أن أيقن بأن كل الفئران قد أصابها الدوار وهكذا فتح الكيس فجأة فخرجت فىران الأب ولم تتحرك قيد أنملة فأعادها بكل هدوء إلى كيسها مستسلمة راضية لا حول لها ولا قوة.

ومن هذه الرواية الطريفة كما لو كنا على ما يبدو أشبه بتلك الفئران تماماً وبفعل دوامة الأزمات المتلاحقة وتصاعد الأسعار غير المبرر، معها تقف الحكومة عاجزة مكتوفة الأيدي مما أوجد مناخات مناسبة لضعفاء النفوس من المرابين والجشعين في استغلال الناس وليضربوا ضرباتهم الجامدة

ولامن رادع أو مشارع الأمر الذي هيأ لأجواء مناسبة ليسارع البعض في الرفع والرفع المستمر للأسعار بدءً من صاحب المطعم وبائع السلطة والفاصوليا إلى إيجار المحلات وهكذا وصل الأمر إلى بائعي الحجارة والكري والنيس، وهكذا كله ومازال الأمر بدون إعلان جرعة قيل عنها قادمة، وعودة إلى ارتفاع سعر الأسمنت يبرز الآن نظرية هندسية وحين إذا وجدت الأزمة ابحث عن المستفيد أو فتش عن المستفيد ولاجدال هناك مستفيدون كثر على طريقة قول الشاعر مصائب قوم عند قوم فوائد فهل من المعقول مثلاً أن يتصاعد سعر كيس الأسمنت ليبلغ الضعف وأكثر في المناطق والمدن الغربية والبعيدة في ظروف أيام معدودات بل وتجاوز 100% ومع كل سيل التصريحات والبرجندا الإعلامية عن فتح الاستيراد وانتها فترة صيانة المصانع الثلاثة المحلية التي حدثت كما قيل في فترة واحدة أمر متقاربة جداً حتى إنها راحت تقول للناس إنها تبيع بنفس السعر السابق وحتى في ذروة الطلب.

فكل المؤشرات تدل على أن الأزمة مفتعلة ومبرمجة كي يستفيد من تداعياتها أصحاب الخبرة والدراسة وكله على حساب الناس ومعيشتهم.

إذا قيل لنا: إن هذه الأزمة بفعل تزايد الطلب على الأسمنت نظراً لكثافة المشاريع التي سيتم افتتاحها بعيد الوحدة فهذا كلام (برضة) مردود على أصحابه فأي قيمة وأي معنى لعيد إذا كان مصحوباً بأزمة.

حتى نحن هنا في أبين بعد أن من الله بالأمطار على معظم المناطق استبشر الناس خيراً بموسم جيد ما لبثت أن أطلت علينا تعويذة طفى/ لصي أزمة كهرباء في صيف حار خانق.

الم أقل لكم إننا جيل الأزمات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى