ما أقسى أن يموت الوطن!!

> «الأيام» علي غالب الصبيحي / كلية التربية - صبر

> كم هو جليل الخطب يا وطني، فكل شيء فيك يدعو للتحسر والوجوم، حدائقك بزهورها أصابها الذبول، وعصافيرك لم تعد تغرد ولا تغني، وحتى جداولك وينابيعك نضبت، وخف خرير سواقيك. طفولة مهدورة بلا كرامة، معروضة للبيع في أسواق النخاسة، وشباب ضائع، ضنك في العيش، ونواح هنا وعويل هناك، في المستشفى وفي البيت وفي المسجد وفي الشارع، لكأنما أصبح وطننا وطناً للجراح والدموع.

مشاهد لا حصر لها، وقلوب نضبت حيويتها، فطلاب وطالبات في ربيع العمر وعنفوان الشباب جفت قلوبهم من عاطفة شيء كبير اسمه وطن، ولا عجب في ذلك، فالأوطان التي تصبح فيها كسرة الخبز وشربة الماء وحبة الدواء عصية المنال، هي أوطان لا نصيب لها من الحب، والرحيل منها حلم للصغار قبل الكبار، لأن الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ويا عيني ابكي واذرفي الدموع، ويا قلبي انتحب، فقد مات الوطن، ولا وطن لك بعد اليوم. وعلى الدنيا السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى