حل اللغز يا شاطر!

> م. عبدالله محمد أحمد فريد :

> تعودنا من مدرس مادة الرياضيات ونحن في الثاني إعدادي عند دخوله الفصل وقبل البدء بالدرس، أن يعطي لغزاً رياضياً أو يبدأ حل مسألة صعبة من التمارين البيتية، وقد كان رجلاً شديد الذكاء أصلع، وأتذكر أنه في يوم من أيام سنة 1976م وقد كانت الحصتان الأولى والثانية رياضيات، إذا به يدخل الصف ويطرح اللغز الرياضي ويقول: «حل اللغز يا شاطر» فيبدأ بسرد اللغز كالتالي:

كانت هناك قريتان متجاورتان أراد سكانهما شراء مولد كهرباء، فكل قرية شكلت لها لجنة أهلية للقيام بجمع المساهمات من المستفيدين، وشاءت الأقدار أن تكون القريتان متقاربتين في عدد السكان وعدد المنازل، وكل لجنة جمعت من المال خمسة وعشرين مليوناً، أي أن ما تم جمعه من القريتين هو خمسون مليوناً، وعند الذهاب إلى التاجر لشراء مولد الكهرباء ذي المواصفات الخاصة المتفق عليها كانت قيمة المولد 50 مليوناً، فتم دفع المبلغ كاملاً وذهبوا لإحضار الشاحنة لأخذ المولد من التاجر، وعند عودتهم فاجأهم التاجر عبر ولده بإعادة خمسة ملايين لمساعدتهم في توريد وتركيب المولد، فأخفى الولد مليونين وأعاد لهم 3 ملايين.

لذا صار ما دفعه كل واحد منهم هو 5.23 مليون (أي أن الماطور أصبح بـ 47 مليوناً)، ومليونان مع الولد (49 مليوناً) إذن أين ضاع المليون؟

وقتها لم نكن ندرك اللغز واعتبرنا أن ذلك من (نظرية الاحتمالات)، ودعانا لترك اللغز وحله خلال الأعوام القادمة.

مرت الأيام وبقيت الذكريات، وترانا اليوم يحدث لنا مثل هذا اللغز إذ يبدأ الموظف شهره براتب شهري نفرض أنه 18600 ريال وهي تساوي مائة دولار، وكون كل شيء مربوطاً بسعر الدولار يصل الموظف إلى نهاية الشهر وقد وصل راتبه الشهري 97 دولارا (أي سعر المائة الدولار= 19200 ريال) يا سبحان الله، في بداية الشهر والراتب مائة دولار وفي نهايته نستلم سبعة وتسعين دولارا؟ إذن حل اللغز يا شاطر أين ضاعت الدولارات الثلاثة؟ هنا تذكرت أستاذنا الجليل وقلت في قرارة نفسي إنها حقيقة، فُقدت ثلاثة دولارات ولا تدخل فيها نظرية الاحتمالات.

أضف إلى ذلك أننا موعودون بالهيكل الوظيفي الجديد، الذي سيعطينا الزيادة في الرواتب بواقع 000% لكل مجموعة وكل فئة، فلا نعلم أن الرواتب قد فقدت منها الزيادة بفعل ارتفاع الدولار من (180) إلى (192) يا سبحان الله! محلّك سر.

إننا نعرف جميعاً حكومة وشعباً أن التاجر يبحث عن الربح وبضاعته بالدولار، فقط رواتب موظفينا بالريال اليمني، وعرفت أن الحكومة تستخدم معنا (كموظفين) مثلما قاله (مايكل كوردا) مؤلف كتاب القوة (power): «إن على مدراء الشركات إذا أرادوا طرد موظف لديهم من دون أن يحسوا بتأنيب الضمير أن يستحضروا كل الأمور الصغيرة التي كانت تزعجهم في ذلك الموظف كارتداء مثلاً بذلة زرقاء وحذاء بني وربطة عنق صفراء مع ما في ذلك من عدم تناسب بينها، فحينذاك يصبح طرده أسهل عليهم من أن يستحضروا في ذهنهم إهماله وأخطاءه الكثيرة».

فهل طريقة الزيادة الموعودة في الرواتب يا حكومة هي المثلى في عدم الإحساس بتأنيب الضمير؟

المنسق الإقليمي لمشروع التنمية الريفية في محافظتي لحج وأبين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى