كل الدروب في ايران تؤدي .. الى قم

> ايران «الأيام» ا.ف.ب :

> كل شيء بدأ من هنا من قم "مهد الثورة" واليوم وبعد مضي 42 عاما تؤكد الرحلة الى هذه المدينة المقدسة على ابواب الصحراء ان القادة الروحيين في الجمهورية الاسلامية غير مستعدين اطلاقا للعودة الى ما قبل الثورة.

نقطة البداية الفاصلة والحاسمة التي سجلها تاريخ المدينة المقدسة التي فتحها ابو موسى الاشعري في القرن السابع كانت الثالث من حزيران/يونيو 1963 حين هاجم رجل دين غير معروف يدعى روح الله الخميني في خطبة اصبحت تاريخية الشاه محمد رضا بهلوي ووصفه بانه حاكم "حقير" متهما النظام القائم بالفساد والتواطؤ مع اسرائيل.

منذ تلك اللحظات تدافعت وتراكمت سلسلة احداث افضت الى ثورة هزت العالم عام 1979.

قد تكون الجمهورية الاسلامية التي انشأها الامام الخميني لدى عودته من منفاه الفرنسي شهدت الكثير من الازمات والانتصارات لكن الاصوات التي تجرؤ اليوم على معارضتها تبدو وكانها صرخة في واد محكومة بالبقاء داخل جدران حوزة الفيضية في قم التي كانت المهد الروحي للثورة.

وقال علي اصغر خليلي مشيرا الى المكان من حيث تحدى آية الله الخميني عام 1963 الشاه الذي كان يهاجم +العمائم السود+ (رجال الدين) "هنا القى الامام خطبته".

ويوضح آخذا نفسا عميقا لحبس دموعه "هنا بدأت ثورتنا.احمد الله كل يوم على ما اقوم به من عمل ولا اشعر لحظة بالتعب".

وخليلي (45 عاما) ضابط في ميليشيا البسدران التي انشأها الامام الخميني لحماية الثورة وهو يشرف الان على امن حوزة الفيضية وطلاب العلوم الدينية الخمسمئة المقيمين فيها.

وتحول خليلي وهو من قدامى المقاتلين في الحرب الايرانية العراقية (1980-1988) الى مرشد لزائري هذه الحوزة التي تعتبر احدى تحف فن العمارة الاسلامي.

ويشير خليلي الى الموقع حيث شنت قوات الشاه هجوما قبل عشرات السنين والقاعة تحت الارض حيث كان الطلاب يحتمون من قيظ الصيف والغرفة البسيطة حيث كان الخميني يرسم معالم الجمهورية الاسلامية المقبلة.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 17 حزيران/يونيو، يتساءل البعض حول السلطات التي ارساها الخميني وهو من اوائل من اخذوا بمبدأ ولاية الفقيه واعتمدوه بما يعني ذلك من تداخل بين الدين والدولة والحد من صلاحيات رئيس الدولة الذي يجعل منه الدستور احد كبار الموظفين لا يصبح انتخابه نافذا الا بعد مصادقة الولي الفقيه.

والتشكيك في السلطات المطلقة التي يتمتع بها المرشد في نظام ولاية الفقيه هو امر عبثي تماما بنظر اصغر خليلي الذي دافع على مدى 23 عاما في صفوف القوات المسلحة عن كلمة مؤسس الجمهورية الاسلامية.

والحقيقة ان ولاية الفقيه كانت ولا تزال موضع جدل بين رجال الدين حتى في قم حيث لا تزال موضع تجاذبات ومداولات فقهية.

وقال خليلي "ينبغي الامتناع عن تغيير اي شيء" متكلما بهدوء في حين ان مثل هذه المسائل يمكن ان تثير الغضب والانفعال لدى غيره.

واضاف "هذا اساسي وجوهري. فبدون الدين لن يكون هناك سياسة وسيحكم علينا بالهلاك".

ويتوزع في ارجاء الفناء طلاب ايرانيون وكذلك عراقيون وافغان يمكن التعرف اليهم من ملابسهم، يقرأون بصوت عال قبل بدء الدروس.

ويقول احدهم ويدعى جواد اسفار نجفي (31 عاما) ان حوزة الفيضية الواقعة على مسافة نحو 120 كلم جنوب طهران متصلة اتصالا عضويا بالحياة السياسية.

ويوضح الطالب الايراني المقيم في قم منذ 12 عاما ان "بعض الطلاب موجودون هنا بدافع الطموح السياسي وبعضهم الاخر طلبا للعلم والمعرفة".

ويختم "في نهاية الامر، الدين والسياسة امر واحد. الاسلام قادر على ادارة شؤون الدولة ..هذه قناعة لن تتبدل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى