مقتل خمسة أشخاص في أعمال عنف بالضفة الغربية وغزة رغم الهدنة

> رام الله/تل أبيب «الأيام» د.ب.أ :

>
الجيش الاسرائيلي يتفقد الوضع
الجيش الاسرائيلي يتفقد الوضع
تجددت أعمال العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة امس الثلاثاء ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح 12 آخرين على الاقل في أحد أكثر الايام دموية منذ إعلان إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقهما على هدنة قبل أربعة أشهر.

فقد اجتاحت القوات الاسرائيلية بلدة في شمال الضفة الغربية لاعتقال قيادي في حركة الجهاد الاسلامي قالت إسرائيل إنه كان يخطط لتفجير انتحاري داخل الدولة العبرية لكن القوات أطلقت النار عليه بعد أن رفض الاستسلام. كما قتل في الاشتباك شرطي فلسطيني يرتدي زيا مدنيا قالت إسرائيل إنه شارك في المعركة.

وفي قطاع غزة سقطت قذيفة هاون أطلقها نشطاء فلسطينيون على مجموعة من العمال في مستوطنة جاني طال جنوب القطاع ما أسفر عن مقتل عامل فلسطيني وآخر أجنبي وإصابة خمسة عمال بجروح.

وقتل جنود إسرائيليون يتولون حراسة الحدود بين قطاع غزة ومصر رجلا بالرصاص الليلة الماضية بعد أن جرى تجاه الحدود من الجانب المصري وتسلق السياج الحدودي وبدأ يحفر في الارض فيما ظن الجنود أنه محاولة لزرع قنبلة. وقال سكان مدينة رفح جنوبي القطاع إنهم لم يتعرفوا على الرجل معربين عن
اعتقادهم بأنه مصري.

جانب من الجرحى
جانب من الجرحى
في غضون ذلك استأنف النشطاء في غزة هجماتهم على المستوطنات الاسرائيلية في القطاع حيث أطلقوا ست قذائف هاون خلال فترة بعد الظهر سقط معظمها على مجمع مستوطنات غوش قطيف وأطلقوا ثلاثة صواريخ قسام على بلدة سديروت جنوب إسرائيل الواقعة شرق القطاع مباشرة وذلك في الصباح الباكر.

وأعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ قائلة إنها أطلقت ردا على الانتهاكات الاسرائيلية لاعلان التهدئة الهش وما قالت انها محاولات من جانب المتشددين اليهود لاقتحام باحة المسجد الاقصى في القدس. وكان حشد من الفلسطينيين قد هاجم أمس الاول الاثنين مجموعة من اليهود خارج المسجد أثناء زيارتهم للحرم القدسي الشريف (جبل الهيكل).

لكن مراقبين سياسيين فلسطينيين قالوا إن حماس أطلقت الصواريخ لتوجيه رسالة إلى الرئيس محمود عباس احتجاجا على قراره بتأجيل انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني لاجل غير مسمى وهي انتخابات يتوقع لحماس أن تحرز فيها إنجازا كبيرا.

كما يتوقع مراقبون إسرائيليون أن يتزايد العنف في غزة قبيل الانسحاب الاسرائيلي المزمع من القطاع في منتصف آب/أغسطس القادم في مسعى من جانب الفصائل المسلحة لتصوير الانسحاب الذي قرره رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بأنه نتيجة لهجماتهم. من ناحية أخرى وصل المبعوث الدولي جيمس ولفنسون إلى المنطقة مساء أمس الاول الاثنين في جولة تستغرق خمسة أيام لمناقشة خطة الانسحاب من غزة التي تسميها إسرائيل "خطة فك الارتباط" مع المسئولين الاسرائيليين والفلسطينيين.

جانب من الجرحى
جانب من الجرحى
واجتمع مدير البنك الدولي السابق الذي عينته اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الاوسط- الامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا - مبعوثا لها بخصوص خطة فك الارتباط مع وزير الشئون المدنية الفلسطيني محمد دحلان في رام الله صباح امس ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز في تل أبيب.

واتهم دحلان إسرائيل برفض تسليم خرائط مستوطناتها في غزة رغم أهميتها بالنسبة للفلسطينيين عقب الانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة.

وقال دحلان في بيان إن الفلسطينيين قدموا طلبا للخرائط الشهر الماضي ولكن خلال اجتماع أمس الاثنين بين الفريقين الفنيين الاسرائيلي والفلسطيني المكلفين بتنسيق الانسحاب من غزة قدم الاسرائيليون خرائط يرجع تاريخها إلى عام 1994.

ووصف دحلان الخرائط بأنها "عديمة الفائدة" مشيرا إلى أن الحكومة الاسرائيلية وسعت المستوطنات في قطاع غزة مرارا منذ ذلك التاريخ.

مقتل خمسة أشخاص وجرح 12 آخرين على الاقل في أحد أكثر الايام دموية
مقتل خمسة أشخاص وجرح 12 آخرين على الاقل في أحد أكثر الايام دموية
ومن المقرر أن يجتمع ولفنسون مع عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في رام الله اليوم الاربعاء.


في غضون ذلك قالت مصادر فلسطينية إن قيادي حركة الجهاد الاسلامي الذي قتل في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية هو مروح كميل (22 عاماً).

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن كميل كان قد فر من سجن تابع للسلطة الفلسطينية في أيار/مايو عام 2004 وانخرط منذ ذلك الحين في دعم البنية التحتية للجهاد الاسلامي في شمال الضفة الغربية,وأعلنت الحركة رفضها الالتزام بالهدنة التي أعلنها عباس وشارون خلال قمة في مصر في الثامن من شباط/فبراير الماضي.

وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن قباطية من معاقل الجهاد الاسلامي.

وأضافت تلك المصادر أن القتيل الثاني في البلدة هو ناصر سعيد زكارنة (23 عاماً) وهو من أفراد الاستخبارات العسكرية الفلسطينية وكان ضمن حشد من المدنيين العزل الذين رشقوا الجنود الاسرائيليين بالحجارة لكن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت إن زكارنة كان يرتدي ملابس مدنية وفتح النار على الجنود.

وقالت مصادر طبية فلسطينية وعسكرية إسرائيلية إن ستة فلسطينيين آخرين وجنديا إسرائيليا أصيبوا بجروح طفيفة في اشتباكات قباطية.

القتيل ناصر سعيد زكارنة
القتيل ناصر سعيد زكارنة
على صعيد آخر اعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين امس الثلاثاء الحديث الاسرائيلي عن القدس مدينة موحدة لاسرائيل "يتناقض مع أسس عملية السلام وخطة خارطة الطريق ومبدأ الارض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية".

وكان شارون قد قال في تصريحات صحفية إن مدينة القدس ستبقى ملكا لاسرائيل إلى الابد.

وقال عريقات في تصريحات لاذاعة "صوت فلسطين" أنه "لا يمكن تحقيق السلام ما دامت هناك أملاك استولت عليها إسرائيل بالقوة.. وأن القدس مدينة محتلة والذي يقرر مصيرها هو الشعب الفلسطيني".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى