مع الأيــام...دعوة إلى التراحم والتسامح

> أحمد القمع :

> نأسف لما وصل إليه الحال من تحولات خطيرة داخل المجتمع اليمني، أدت فيما أدت إليه إلى حدوث الصراعات والتوترات وحمى التنافسات والمماحكات والمكايدات والتنابز بالألفاظ بين الأهالي في الأحياء والحارات والتجمعات القروية في الأرياف، والتي وصلت إلى أعلى مستوى، حد الاحتراب وخلق الحواجز وفرض طوق العزلة دونما استجابة لصوت العقل والمنطق الداعي إلى إيقاف مسلسل الرعب الذي ينتجه ويخرجه الفكر القبلي.

أيها الأهالي المتمترسون، الخائفون، الجائعون، التائهون، يقال: خذ من الماضي النصيحة وخذ من اليوم العمل وخذ من الغد الأمل، ففي الماضي الذي ابتعدنا عنه كثيراً أكدت جميع الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية،عدم تفوق عرق على عرق بفضل عوامل الوراثة، وجاءت معظم التعاليم لتحث على المساواة والعدل وبعث قيم الخير، داعية إلى التراحم والوئام والتسامح وكبح جماح الشر في النفوس والانتصار لإنسانية الإنسان.

قال كونفوشيوس: الطيبون فقط هم الذين يقدرون على حب الخير وكراهية الشر.. ولو تكاتف الناس حول معنى الإنسانية لانهزم الشر في النفوس. وقال: إذا فرغ قلب رجل من الإنسانية فلا الفقر يزجره ولا الغنى ينفعه، فهو في الأولى مارق جاحد وفي الثانية مسرف باذخ، فمن عمر قلبه بالرحمة توطدت في أعماقه نوازع الخير، واعلم أن العاقل من ابتغى إلى التراحم وسيلة يجني بها نفعاً إن لم تكن غاية تحسن بها أخلاقه.

ويقول بوذا: إن القانون الأول للحياة هو أنه من الخير يجب أن يأتي الخير، ومن الشر لا بد أن يأتي الشر. ومن تعاليمه المسماة بالطريق ذي الشعب الثمانية من أجل الحياة الصالحة: لا فرق بين شخص وآخر إلا بالجهد الصالح الذي يبذله لبلوغ السمو النفسي والإيمان بأن الحقيقة هي الهادي له، وبالسعي دائماً إلى كل ما هو خير والابتعاد عما هو شر، وبالهدوء دائماً وعدم الاستسلام للفرح أو الحزن وبلوغ مرحلة السلام الكامل.

أيها الأهالي المتمترسون داخل حدود عشائركم، افتحوا نوافذ الأمل وبوابات الإخاء والتسامح، وتعالوا بنا لنكبر ويكبر هذا الفضاء الإنساني الذي يتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية إلى ما هو أوسع وأرحب من تكويناتكم الاخروية الارتدادية إلى الحدود العشائرية والقبلية، التي أسهمت وتسهم في تفتيت النفوس وتدميرها وفي تحطيم الوطن ومستقبل أجيالنا القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى