رجال في ذاكرة التاريخ1- شكيب أحمد جمن: المبدع الذي لم يجد حقه من التقدير رغم الرصيد الفني الكبير2- عثمان حسن كمراني: مشوار كفاحي بدأ في ميناء دولي وانتهى في مجلس محلي3- محمد دحان شرف: شربنا الحليب على يديه في الطابور الصباحي ايام النصارى

> «الأيام» نجيب محمد يابلي :

> 1- شكيب أحمد جمن:الميلاد والنشأة:شكيب أحمد جمن من مواليد عدن في 24 أكتوبر 1950م، تلقى كل مراحل دراسته في مدينة عدن والتي اختتمها في المعهد التقني في قسم «هندسة البناء» وإن كان البناء فناً، الا انه اتجه الى نوع آخر من الفنون وساعدته موهبته وجده واجتهاده حيث بدأ مشواره مع الموسيقى منذ نعومة أظفاره عندما شارك ضمن الفرقة الموسيقية في مدرسته.

تجاوزت موهبة وابداع شكيب جمن حدود المدرسة عندما بدأ مساهمته في برامج الاطفال عام 1960م، حيث قدم وهو في العاشرة أعمالاً في برامج الاطفال من خلال اذاعة وتلفزيون عدن.

شكيب جمن صانع نفسه:
أوردنا سلفاً أن بدايات تعامل شكيب جمن مع الموسيقى انطلقت من المدرسة وتضاعف اهتمامه وشغفه بالموسيقى عندما تمكن بجهوده الذاتية من تعلم قراءة وكتابة النوتة الموسيقية وذلك من خلال الاطلاع والممارسة مع الفرق الموسيقية.

سبر شكيب جمن أغوار الموسيقى وأصبح فارساً في العزف على الآلات الموسيقية منها الكمان والعود والاورج وكان شكيب ذاتياً في جهوده من أجل توسيع مداركه الموسيقية والفنية، لكنه لم يكن ذاتياً في حكر معارفه ومهاراته على ذاته بل نقلها الى البراعم والهواة وكان له الشرف في ابراز العديد من المواهب الفنية وتشجيعهم حتى أصبح لهم مواقع في عدة فرق موسيقية.

كما عرف عن شكيب جمن مساهماته الدائمة في الحفلات التي كانت تنظمها المدارس ورياض الاطفال وبلغ حبه للأطفال ذروته عندما صنع لهم العديد من الالحان جنباً لجنب مع مبادراته ومساهماته في تدريبهم على العزف وأداء الاغاني والاناشيد.

شكيب جمن متنوع الابداعات:
برزت ابداعات وتجليات شكيب جمن في عدة مساقات منها فنياته الرفيعة في الخط العربي بأنواعه ومدارسه والرسم وتصميم الديكور، وقد ساهم شكيب خلال الفترة من عام 1970م حتى عام 1989م في عمل الديكورات لمعظم برامج التلفزيون والتسجيلات الغنائية والسهرات الفنية والأعمال الدرامية ودون التاريخ صفحات ناصعة لشكيب جمن والتي جسدت ابداعاته في إعداد الموسيقى التصويرية للدراما التلفزيونية والفواصل الموسيقية للبرامج.

شكيب جمن في مشاركات خارجية:
شارك شكيب جمن في دورة إعداد برامج الأطفال التي نظمها المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني لاتحاد اذاعات الدول العربية بدمشق عام 1987م، كما شارك شكيب في عدة مهرجانات عربية وافريقية في الجانب الموسيقي منذ عام 1972م وكان آخرها مشاركته في مهرجان الفن الربيعي السابع في بيونج يانج عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية عام 1989م.

شكيب جمن وصراعه مع المرض:
انتقل شكيب جمن الى جوار ربه يوم 2 أغسطس 1992م عن عمر ناهز اثنين واربعين عاماً بعد صراع مع مرض السكر سبب له معاناة ومضاعفات عوامل خارجة عن مرض السكر وأقعده المرض الأشهر الأخيرة السابقة على تاريخ وفاته.

خلف شكيب جمن وراءه رصيداً كبيراً من الاعمال وحباً في قلوب من عرفوه، كما خلف ولداً واحداً اسمه «أحمد».

وسام وطموحات:أنعمت الدولة على شكيب جمن بوسام الآداب والفنون عام 1990م والخطوة الجميلة الأخرى أن المبدع الراحل شكيب دون طموحاته قبل وفاته وأبرزها:

1- ان تتوفر الامكانات المتطورة والحديثة لدراسة الفنون بكل أنواعها للحفاظ على التراث الفني اليمني وتحسينه من خلال كوادر مؤهلة.

2- ان تتوفر الامكانات الحديثة في التسجيل الموسيقي لرفع مستوى الأغنية اليمنية الى الأفضل.

3- ان تتوفر قاعات المسارح الصالحة لتقديم عروض فنية جميلة لمتعة الجمهور.

الفنان نجيب سعيد ثابت
وحفل تأبين الفقيد:أقام اتحاد الفنانين اليمنيين فرع عدن، في ظل رئاسة الفنان نجيب سعيد ثابت للفرع حفل تأبين الفقيد المبدع الراحل شكيب جمن وكان جميلاً ان عقد الحفل في الصالة الخاصة بالأطفال بالمكتبة الوطنية بعدن، ويسرني أن أسجل امتناني للفنان نجيب سعيد ثابت لوفائه للفنان الراحل عندما اقترح علي إدراج شخصية الفقيد ضمن رجال الذاكرة وزودني ببعض البيانات عن مسيرة الفقيد.

2- عثمان حسن كمراني:
الميلاد والنشأة:عثمان حسن مساوى الكمراني من مواليد منطقة البنجسار بمدينة التواهي عام 1941م. نشأ عثمان كمراني في أسرة فقيرة بأحد منازل عمال الموانئ في التواهي، وكان عميد الاسرة حسن محمد مساوى كمراني يعمل مشرف عمال البحر في ادارة كبير المهندسين التابعة للمؤسسة الاقتصادية العريقة أمانة ميناء عدن ADEN PORT TRUST وأحيل للمعاش عام 1950م وانتقل الى جوار ربه عام 1952م.

تلقى عثمان كمراني دراسته الابتدائية في مدرسة بندر جديد بالتواهي، ومن زملاء دراسته محمد عبدالله ناجي وعباد احمد اسماعيل وعبدالقوي طمبش ومحمد عبدالله فارع.

أكمل عثمان كمراني دراسته الابتدائية في مدرسة المعلا الابتدائية (فاطمة الزهراء حالياً)، ومن زملاء الدراسة: رفيق عوض سالم ومحمد الصبيحي ومحمد أوجله وسلطان الشامي وعبدالله عبدالعزيز.

مدرسة القديس انتوفي :ودعم «نادي الاصلاح العربي»:
تلقى عثمان كمراني دراسته المتوسطة في مدرسة القدرس انطوني SAINT ANTONY SCHOOL بالتواهي وسط ظروف مالية صعبة خفف أهل الخير من وطأتها من خلال نادي الاصلاح العربي بالتواهي الذي دعم الطلاب الفقراء، وتلقى عثمان كمراني الدعم المالي من النادي المذكور شهرياً بواسطة الاستاذ احمد عبدالملك ناجي والاستاذ محمد سلام ناجي شقيق الشاعر عبدالله سلام ناجي.

من زملاء دراسة الكمراني: سعيد عبدالله يافعي وفضل علي عبدالله وأحمد عمر صالح والشهيد سالم علي وآخرون، واكتفى الكمراني بذلك القدر من التحصيل وعزم على الخروج الى ميدان الحياة لدعم أسرته الفقيرة.

الكمراني في ميناء عدن الدولي:
رأي عثمان كمراني أن أنسب مؤسسة يلتحق بها هي أمانة ميناء عدن وكانت كبرى المؤسسات الاقتصادية وكان ميناء عدن آنذاك ثاني ميناء في العالم. شفع لعثمان كمراني ان والده حسن كمراني كان من ضمن الذين حظوا بالشهادة التقديرية المعروفة CERTIFICATE OF HONOUR فأشار الى تلك الحقيقة عندما قدم طلبه لمدير عام الميناء الانجليزي فتم استدعاؤه وتأكد المدير العام من الحقيقة فأحاله للاختبار وكان للشخصية الاجتماعية المعروفة خالد أحمد خليل، أحد موظفي الميناء أياد بيضاء مع آخرين في رعاية عثمان كمراني.

وأشار الكمراني في سياق تقديم سيرته الذاتية ان منهم : الاب الروحي الاستاذ مصطفى عبدالكريم مانا والاستاذ عثمان الخضر محسن، مدير الرصيف السابق، حيث شغل الكمراني منصب نائب مدير الرصيف لفترة تجاوزت الثماني سنوات، ويعتز الكمراني كثيراِ بذكرياته في ميناء عدن مع أصدقاء عمره وزملاء عمله، منهم صالح وناصر عرجي وعبده علي سعيد وفضل علي عبدالله وخالد أحمد خليل والشيخ عبدالله سالم الرماح وآخرون .

الكمراني في دورات خارجية وداخلية:
تلقى الكمراني عدة دورات تدريبية وتأهيلية داخل الوطن وخارجه منها دورة لمدة شهرين في الهند في الشؤون الادارية ودورة أخرى لمدة ثلاثة أشهر في جمهورية مصر العربية في الشحن والتفريغ. أما على المستوى الداخلي فقد تلقى دورات في معهد العلوم الادارية ومعهد الموانئ في شؤون الحاويات والشؤون الادارية والامن والسلامة.

الكمراني ناشطاً نقابياً:
وضع العمال ثقتهم في عثمان كمراني ممثلاً لهم في نقابة عمال الميناء وكان الفقيد صالح أحمد عرجي، الشخصية الوطنية والنقابية البارزة سكرتيراً عاماً لها وبعد عام واحد ترشح الكمراني لانتخابات النقابة وأصبح عضواً ادارياً فيها وبعد حدوث انشقاق في صفوف الحركة العمالية انبثقت النقابات الست الموالية للجبهة القومية وجرت انتخابات النقابة وأصبح الكمراني أحد اعضائها الإداريين.

الكمراني في الاتحاد السوفيتي:
كان عثمان كمراني أحد مرشحي النقابة للمشاركة في دورة نقابية في معهد النقابات السوفيتية خلال الفترة 1969/1970م ومن الزملاء الذين شاركوه الاستاذ أحمد ابراهيم أبكر والاستاذ محمد عبده جبل والاستاذ منصر حسن عطاء (من لحج) وعبدالجبار شرف.

بعد عودته من الاتحاد السوفيتي، تحمل عثمان كمراني مسؤولية المركز الثقافي للنقابات التابع لنقابة الموانئ وكان معه صديق عمره الاستاذ بدر عبده سعيد شيباني نجل المربي القدير الاستاذ عبده سعيد شيباني رحمه الله.

الكمراني لاعباً رياضياً:
كان عثمان كمراني من الذين يحتلون المركزالأولى في المسابقات المدرسية السنوية التي كانت تعقد بين مدارس عدن عندما كان طالباً في مدرسة القديس انتوني وقد اشتهر في مجال السباق.

أخذ الكمراني حظه من الشهرة عندما كان لاعباً في فريق «الوحش» في المعلا، الذي تأسس عام 1959م وكان من زملائه عبده علي سعيد ومحمد حسن عبدالله بيضاني وعبدالله علي خوباني، وكان الفريق من الدرجة الثالثة في منطقة المعلا، الا ان عبدالله خوباني وكان من أبرز اللاعبين انضم لفريق شباب الجزيرة في المعلا وأطلق عليه لقب «بوشكاش عدن»، ويشهد الكمراني بأن الاخ أحمد راجح وأخاه محمد راجح سعيد (ابوقيصر) كانا من اللاعبين الجيدين.

من الميناء الدولي الى المجلس المحلي:
تدرج عثمان كمراني في سلم الوظيفة في ميناء عدن عبر مشوار كفاحي طويل ووصل الى مرتبة قيادية عندما أصبح مدير الرصيف، حتى تقاعده في 30 يونيو 1993م، وتملكه احساس وقناعة بانه قدم ما عنده من خلال الوظيفة ومن خلال العمل الوطني بالتحاقه بالجبهة القومية وبالحركة العمالية عندما أصبح عضواً في الهيئة الادارية لنقابة عمال الميناء.

ساور الكمراني شعور بانه موجود في قلوب الناس فخاض انتخابات المجالس المحلية عن الدائرة 23 بالمعلا مرشحاً عن الحزب الاشتراكي اليمني وحظي بثقة الناخبين ليصبح عضواً في المجلس المحلي بالمعلا.

عثمان كمراني متزوج وأب لثلاثة أبناء وثلاث بنات
1- ايهاب، جامعي ويعمل لدى خفر السواحل، 2- هاني، جامعي ويعمل محاسباً في مصلحة ميناء عدن 3- أيمن، موظف لدى شركة شهاب، 4- بنت وتعمل مدرسة 5- بنت وتعمل موظفة في وزارة المالية 6- بنت متزوجة.

3- محمد دحان شرف:
الميلاد والنشأة:محمد دحان شرف مقبل من مواليد الزبيرة، قدس، لواء تعز عام 1925م. أمضى العقد الأول من عمره في قريته وبعد النصف الاول من أربعينات القرن الماضي نزح الى عدن مع جماعة من أهله ورجال قريته والتحق بأحد منازل الهنود المسيحيين (كرستان والمأخوذة من الكلمة الانجليزيةCHRISTIAN أي المسيحي) عاملاً في المطبخ، الا انه تأفف من تقديم الخمر المطلوب على مائدة الطعام فترك عمله بعد خدمة عام ونصف مع الكرستان في كريتر واتجه صوب مدينة الشيخ عثمان عام 1948م.

الاستاذ حسن ابوبكر العولقي اول انعطاف في حياة الدحان:
استوطن محمد دحان الشارع الذي يقع فيه «مكتب حنبلة لطباعة العرض حالات» (مركز ادريس حنبلة للتوثيق حالياً) وفي مسكن جماعي ضم ساكنين من قرية الدحان، طرق محمد دحان باب صناعة الآيسكريم وكان يبيعه على طلاب المدرسة الشرقية الحكومية للبنين في الشيخ عثمان المجاورة لمستشفى عفارة (نادي الوحدة الرياضي حالياً) وكان الدحان يقف عند بوابة المدرسة وكان بداية ممارسته لصناعة وبيع الآيسكريم أيام الاستاذ السيد محمد الباقر مدير المدرسة والد التربويين الراحلين علي باقر، وابوبكر باقر.

عندما آلت ادارة المدرسة للتربوي القدير الراحل الاستاذ حسن ابوبكر عولقي صادف ان رآه في أحد الأيام واقفاً عند باب المدرسة وقال له: أفضل ان تبيع آيسكريمك داخل المدرسة بدلاً من هذا الوضع المكشوف الضار بالطلاب.

دحان يسقينا الحليب ايام النصارى:
افتتحت المدرسة الابتدائية الشرقية (ردفان حالياً)، عام 1942م وتعاقب على ادارتها: 1- السيد محمد الباقر 2- السيد عبدالله محمد ابراهيم 3- الاستاذ محمد سعيد عقربي، 4- الاستاذ عبدالله نورالدين، 5- الاستاذ عثمان عبده محمد 6- الاستاذ محمد عبده رمزو 7- الاستاذ حسن ابوبكر ، 8- الاستاذ عبده سعيد شيباني، 9- الاستاذ احمد حامد خليفة، 10- الاستاذ حسن علي عوض، 11- الاستاذ سليمان طربوش، 12- الاستاذ عمر الخلاقي، 13- الاستاذ سعد قعطبي، 14- الاستاذ علي باموسى، 15- الاستاذ عبدالوهاب صبيحي 16- الاستاذ عبدالوهاب من سكان حافة المجزرة، 17- الاستاذ خالد علي صالح، 18- الست الهام علي نعمان 19- الست عيشة علي احمد منذ عام 2002م وحتى الآن.

تلقيت هذه المعلومة من الوالد محمد دحان وهو الذي كنا نتلقى كأس الحليب من يديه في الطابور الصباحي اضافة الى موزتين قبل دخول الصفوف وكان بحق نظام الرعاية الذي شمل فحصاً دورياً للعيون والاسنان أما الحالات الاخرى فقد كانت ادارة المدرسة تجمع الطلاب المرضى في طابور واحد يقوده أحد مراسلي المدرسة الى العيادة الحكومية لتلقي العلاج واخذ الدواء والعودة الى المدرسة اوالبيت.

الاعتراف رسمياً بدحان عام 1976م:
عمل محمد دحان في المدرسة الشرقية صانعاً وبائعاً للآيسكريم لحسابه الخاص وتطوع لتقديم الحليب منذ عام 1956م وتم توظيفه رسمياً عام 1976م واستحقت له السلطات بغرفة مجاورة للمقصف لتكون سكناًِ له مقابل خدماته الطويلة الا ان غرفته لحق بها ضرر عندما أقدمت ادارة نادي الوحدة على استحداث أعمال انشائية تعهدت له بإعادة بناء غرفته ولم تف بوعدها.

محمد دحان في أرذل العمر فقد تجاوز الثمانين عاماً ومفوض أمره لله وعساه ان يهدي ولاة أمر النادي بإنصافه.

محمد دحان متزوج ولديه 5 أبناء و31 حفيداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى