أيــام الأيــام...صَهْ..!!

> عبود الشعبي :

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
لو صمت الصوت الإعلامي الرسمي في بلاد العرب التي يضيّق عليها أهلها، لكان أفضل من هذا الذي «حبله قصير» !! لذا يستحق أن لا نستمع إلى هذا الصوت الذي لا تسافر نبرته إلا لمسافة قريبة وهو غالباً لا يغادر الحلقة المفرغة.

المستمع العربي اليوم في ظل «الفضاء المفتوح» الذي يطيّر المعلومة ويرسل الحروف «حرة»، لا يشرفه أن يصغي لصوت يرسم «هالة» حول الحاكم، أو يقرأ عبارات تصوغها أقلام «مرتزقة» يتزلفون بمداد الكتابة، ليس لأن «أنظمة» العرب تهوى المديح فحسب، لكنها تقدسه للتخفيف من قبح فعلتها بالشعوب.

ولما كان بعض أفراد الشعب يُستقطبون إلى الوظائف الحكومية، ويجيدون فن مناصبة مواطنتهم العداء، فإن بعض المأجورين الذين يصعدون إلى المطابخ الإعلامية العربية هم السبب وراء جعل الأنظمة تلوح بالعصا الغليظة تجاه المواطن إذا حاول أن يعترض على سياسات الحكومات المُرة.

أما جاك شيراك فربما هو الآن يشكر شعبه الذي عارضه، وقال «لا» للدستور الأوروبي، رغم أن الرئيس بذل جهداً كبيراً من أجل التصويت، وكان بإمكانه أن يستعين بالديمقراطية العربية لتزوير نتائج الاستفتاء بما يتوافق مع مزاج الطبقة السياسية في فرنسا، لكن لأن أولئك عشاق حرية، فإنهم لا يرضون بغير قناعات شعوبهم مهما تعارضت مع رؤاهم وأطروحاتهم.

كما أن توني بلير لن يستطيع أن يوجه الـ BBC أو الصحافة البريطانية للتسبيح بحمده، لأنه حقق نجاحاً كبيراً للاقتصاد البريطاني، أو يخفف من لهجة «الراديو» ضده بسبب تحالفه مع واشنطن في الحرب ضد العراق.

لكن النظام العربي الذي يتصف بالهزال يوظف إمكانات الدولة لصالح المطبخ الإعلامي، الذي «يلمّع» صور الحكومات وإن كانت تنضح بالفساد لوناً ورائحة.

إذن متى يكون إعمال العقل العربي، خاصة العقل الحاكم ، لا سيما وأن في بلاد الغرب من يسخر من هكذا تفكير لأنظمة نتمنى - للأسف- لو أن بيننا وبينها أمداً بعيداً.

بينما يكون أقرب إلى مشاعر الإنسان العربي كلمات الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو يصرّح في معرض حديثه عن الشرق الأوسط قائلاً:

«إن الحكم الشمولي ليس الموجة التي تسود المستقبل، إنه في النزع الأخير لماض شائن». إن أمريكا قادرة أن تقطع على هذه «الأنظمة» متعة اللهو الفظيع ولحظات التشهي بدوس الكرامات وصناعة «المقصلة»!

إذن لنقل للإعلام الرسمي العربي إشفاقاً عليه .. «صه»!!

لافتة: «الأيام» مملكة الصحافة الحرة في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى