الرئاسة البريطانية لاوروبا تشكل تحديا صعبا لتوني بلير

> بروكسل «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
يتسلم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الاول من تموز/يوليو رئاسة الاتحاد الاوروبي فيما القارة العجوز تمر بازمة,انه تحد صعب لبلير الذي يدعو الى "حوار في العمق" لكنه سيظل يتحمل مسؤولية فشل قمة بروكسل.

اصر بلير حتى النهاية على عدم التنازل في موضوع مساهمة بريطانيا في موازنة الاتحاد الاوروبي شرط ان يحصل في المقابل على ضمان اجراء اصلاح عام للموازنة. ولم يتغير شيء رغم 14 ساعة من المفاوضات المتوترة واقتراحي تسوية، وفشل التوصل الى اتفاق على الموازنة المستقبلية لفترة 2007-2013.

وفي حين وجهت انتقادات قاسية الى المسؤول البريطاني وندد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بما اسماه "انانية" البعض، دعا بلير الى "التجدد" معتبرا ان الازمة التاريخية التي يعانيها الاتحاد تشكل فرصة "لحوار في العمق" حول مستقبل اوروبا التي "ابتعد عنها" مواطنوها.

ودعا ايضا الى اعتماد "اولويات" جديدة في الموازنة تلبي تحديات العولمة، مكررا انتقاده لسياسة الاتحاد الزراعية التي تبتلع 40 في المئة من الموازنة وتحظى بدعم فرنسي.

وصرح يوم امس وقد بدا عليه الانزعاج انه سيقدم هذا الاسبوع الى برلمان الاتحاد برنامج الرئاسة البريطانية لاوروبا و"رؤيته لمستقبل" القارة.

وكان جان-كلود يونكر الرئيس الحالي للاتحاد الذي سيخلفه بلير لستة اشهر ادلى بتصريح ينطوي على سخرية ومرارة في الوقت نفسه بعد فشل القمة بقوله ان "الرئاسة البريطانية ستقدم برنامجها في 23 حزيران/يونيو ولن اكون حاضرا لان التاريخ يصادف العيد الوطني للوكسمبورغ"، واستقبلت عباراته بالتصفيق في قاعة الصحافة.

والواقع ان على بريطانيا ان تبذل جهودا جبارة لاقناع حلفائها، هي التي شككت دائما في اوروبا الموحدة رغم ان بلير اعتبر بلاده "في قلب" القارة.

ودعت الصحافة البريطانية امس السبت بلير الى قيادة الاصلاحات الاقتصادية في اوروبا.

لكن الانقسامات عميقة والمواجهة مع جاك شيراك تتجه الى مزيد من التصعيد.

فالرجلان تحولا خصمين بسبب الخلاف على الموازنة وتركيا تشكل استحقاقا صعبا اضافيا,ففيما يرغب بلير في ان تبدأ مفاوضات انضمامها في تشرين الاول/اكتوبر يبدو شيراك متحفظا اكثر منذ فشل الاستفتاء على الدستور في فرنسا.

وبلير جازف ايضا حين اصر على موقفه من حصة بلاده في الموازنة، جاعلا دول اوروبا الشرقية العشر التي انضمت العام الماضي الى الاتحاد تأخذ مسافة منه، علما انها بذلت كل ما في وسعها في بروكسل لانتزاع تسوية، حتى انها اقترحت تقليص حصتها من المساعدات المنتظرة من الدول الغنية.

وكتبت احدى الصحف البولندية الليبرالية امس السبت ان "بريطانيا نسفت قمة كانت ستؤمن عشرات المليارات لاوروبا الشرقية".

لكن بلير مقتنع بانه ليس معزولا، فهولندا والسويد وفنلندا واسبانيا رفضت بدورها مشروع الاتفاق حول الموازنة في بروكسل.

ويعول رئيس الوزراء البريطاني كثيرا على نتائج الانتخابات الالمانية في ايلول/سبتمبر، فالمحافظة انجيلا ميركيل هي الاوفر حظا لخلافة المستشار غيرهارد شرودر.

وكانت ميركيل عبرت الخميس الماضي عن دعمها لرغبة بلير في الربط بين البرنامج الزراعي للاتحاد واعادة النظر في مساهمة بريطانيا في الموازنة.

وطلبت من القادة الاوروبيين ما سمته "دليلا على تصميمهم"، وقالت "استمرارنا ببساطة على هذا النحو يعني تدمير اوروبا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى