المحـطة الأخـيـرة...كهرباء عدن في القرن الـ 21

> ابراهيم الشاش:

>
ابراهيم الشاش
ابراهيم الشاش
لا أقول إنني كتبت هذه المقالة تحت ضوء النور أو حتى تحت ضوء الأبجورة، ولكنني سطرت أحرفها تحت ضوء شمعة متهالكة أخذت تنحني من شدة ضغط الغرفة، فراحت تذوب قبل أن يسيح مداد قلمي من جراء عرقي المتساقط من وجهي لتنطفئ الشمعة، ويسقط من يدي القلم إثر تعثر أمي المسكينة بي إذ لم تشعر بوجودي ساكناً كشبح أسطوري في الظلمة.

وهكذا دائماً تكون المعاناة أم هكذا تكون الاستهانة بمصير أهالي عدن الذين احترقت جلودهم من لهيب الصيف في الليالي المظلمات.. تساءلت كيف بحال الشيوخ المرضى بالسكر والقلب والربو.. وكيف بالأطفال الصغار الذين علت أصواتهم فملأت أرجاء الحي الموحش.. ولمَ كل ذلك؟ أحقاً نحن نعيش القرن الـ 21؟.. عصر من المفروض فيه أن نكون قد تجاوزنا حدوثة الـ «طفي لصي» التي تبلغ أحياناً مرتين وثلاثاً، أي والله.

تساءلت وأنا أحمل جسدي بحذر وأسير بحذر أكثر، هل أذهب لأستحم بعد كل هذا الماء المالح الذي غمرني حتى أسفل قدمي؟ ولكنني فجعت.. كيف و«الدينمة» لا تعمل؟ فليس حال الماء بأفضل لأن الماء يريد قوة دفع والقوة في الكهرباء والكهرباء عند إدارة الكهرباء وإدارة الكهرباء تشتي ردع والطلبة عندهم امتحان والامتحان يشتي تركيز و«يا بقرة صبّي لبن الحما داخل عدن»!

والسؤال هنا.. أين جهود قيادة المحافظة تجاه مشكلة كهذه؟ وهل يعقل ما يقوم به البعض من أصحاب العمارات الفارهة الجديدة ، التي تصل أدوار بعضها إلى السبعة وبعضها في قلب الأحياء السكنية من دون الأخذ بعين الاعتبار القوة الكهربائية الإضافية لهذه المباني التي يربط كثير منها بكيبل المحولات القديمة في المنطقة أو الحي وهي التي بالكاد تقوم بعملها لما خصصت له من المباني القديمة؟

هذا حال واقعنا يا أعزائي .. فهل يعلم القائمون ومن يهمهم الأمر في قيادة المحافظة وإدارة الكهرباء أن مدينة كبيرة كمدينة «بكين» في الصين احتفلت بمرور 50 عاماً «نصف قرن» لم تنطفئ خلالها الكهرباء؟ وإني أدرك أنها الصين الدولة العظمى، ولكن فلتعلموا يا أعزائي أن خدمات ضرورية ومهمة كالكهرباء والماء هي من أبسط مقومات الحياة التي يمكن أن توفرها أي دولة لمواطنيها، لا سيما أبناء المناطق الحارة في الصيف كعدن والحديدة والمكلا وغيرها.. أفلا يكفي الفاتورة الشهرية التي قصمت ظهر المواطن؟.. إننا لا نريد أن نغدو كالصين بل كل ما نطلبه الرحمة ولمدة 6 أشهر دون «طفي لصي» وإن «اتقبيلت» الدولة فلتسقط 50% من تسعيرة الكهرباء خلال أشهر الصيف.. أستميحكم عذراً الآن، فها أنا أتنفس الصعداء.. لقد أنيرت الكهرباء في حيي، والعزاء لسكان الحي المجاور الذين أطفئت الكهرباء الآن عندهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى