الحكيمي وكلام خارج عن نطاق الحكمة

> «الأيام» عبدالسلام مقبل:

> يستغرب الإنسان السوي للمنطق العدمي الذي اتكأ عليه الأخ عبدالله سلام الحكيمي في حواره مع موقع «ايلاف»، الذي أعادت نشر بعضه «الأيام» في عددها (4514) الصادر يوم الأربعاء 22 يونيو 2005م وانكشف موقف الحكيمي من الوهلة الأولى وأوقع نفسه في شبهة لا يختلف فيها اثنان فبدأ حواره بالنفي والإنكار وأنهاه بالنسف والانحدار.

رابط الحكيمي في كل مفصل من مفاصل الحوار في موقف المعادي الذي لم يمنح خصمه ولو قدراً من الإنصاف وبدأ مجاهرته بالعداء بأن أنكر وجود وساطة بين النظام وحسين بدر الدين الحوثي وانحاز تماماً للحوثي وآله وأنصاره بل وراح يبالغ في تقدير الخسائر في الأرواح والممتلكات وصورها وكأنها قضية الأرمن في حرب الإبادة التي تعرضوا لها من الأتراك.

الغريب في الأمر أن الأخ الحكيمي قد أصبح أحد رموز المعارضة في الخارج على الرغم من مشاركته الفعلية في الانقلاب العسكري الناصري على النظام بعيد فترة وجيزة من تولي الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد السلطة في صنعاء وطال حكم الإعدام العشرات من الناصريين فيما مُنح الحكيمي مسبحة الأمان، فعلامَ الخوف والتشكيك في الأمن والأمان وأنت الذي وصلت إلى بره في وقت عصيب كالذي عرفته صنعاء في نهاية السبعينات من القرن الفائت.

فقد الحكيمي جوهر ولب لقبه عندما خاض في مشروع الفيدرالية وراح يقسم البلاد مثنى وثلاثاً ورباعاً فاختص مناطق النفط في إقليم واحد ومنحه الحكيمي رقم (1) وأجاز الحكيمي في فتواه بأن من حق المقاطعة أو الإقليم طلب الانفصال.. إلى آخر الهلوسة التي جادت بها قريحة الحكيمي.

نسف الحكيمي كل شيء في سياق هلوسته عندما طالب بالتغيير الجذري للنظام، ولا ندري ما الذي يقصده بالتغيير الجذري: هل هو النظام الجمهوري؟ هل هي الوحدة ؟ وهل .. وهل .. وضاقت رؤية الحكيمي وعدميته عندما وصف السلطة السياسية بأنها فاقدة الشيء التي لا تعطي وهنا يبرر الحكيمي لأي غزو خارجي أو إنها تمنياته.

كما جاهر الحكيمي بعدائه السافر للسلطة السياسية عندما صور الأستاذ علي سالم البيض بأنه الصانع الحقيقي للوحدة ولو أنصف لقال بأنه شريك لشقيقه علي عبدالله صالح في صنع الوحدة، وبدت مناكفة الحكيمي عندما وصف العطاس بأنه رجل دولة من طراز رفيع واللهم لا اعتراض على ذلك فالرأي والرأي الآخر مكفول في حدود السياق الموضوعي وليس في حدود المناكفة، التي انحدرت عند تطرقه لشخص الأخ السفير أحمد عبدالله الحسني عندما قال: «وأشعر بأني أجد صدى لبعض جوانب من شخصيتي في شخصيته وأنا معجب به حقيقة.. » أهذا كلام يا حكيمي؟ فأنت معجب بالحوثي وبالرزامي وبالبيض وبحيدر العطاس وبأحمد عبدالله الحسني واختتمت هذيانك بأن سألت الله أن يحفظ الشيخ الأحمر، ألا تعتقد أنها المناكفة بعينها؟

لقد تابع الناس في الداخل الحوارات التي أجرتها بعض الصحف العربية مع الأخ السفير الحسني وكان رجلاً معقولاً في بعض طروحاته وحافظ على توازن أفكاره ومزاجه ولو انفرطت حبات مسبحته لقدرنا ظروفه الذهنية والنفسية، لكن مثلك لا يُعذَر، لأن أحداً لم يمسسك سواء وأنت متورط حتى الأذنين أو أنت خالي الوفاض.

متى يستعيد الحكيمي لقبه حتى نجد المتعة في كتاباته؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى