يوم من الأيــام...التسونامي الخفي ذلك القاتل الصامت

> خالد الشيباني:

>
خالد الشيباني
خالد الشيباني
عبارة «تسونامي» تعني باللغة اليابانية المرفأ المدمّر، وقد أطلقها الصيادون اليابانيون على المرافئ التي يرسون فيها قواربهم بعد عودتهم من رحلات الاصطياد. وكان الصيادون يستغربون كيف حدث ذلك الدمار الهائل في المرفأ جراء ضربات الأمواج المتتابعة، في حين أنهم لم يشاهدوا أية اضطرابات أو عواصف في عرض البحر وهم في طريق عودتهم من رحلاتهم إذ كان سطح البحر أهدأ ما يكون.

هذه المعلومات وردت في استطلاع لمجلة (العربي) عن آثار التسونامي الذي ضرب عدداً من سواحل البلدان الآسيوية وأحدث فيها دماراً رهيباً وابتلع مئات الآلاف من الضحايا، كما شاهدنا على شاشات التلفزيون.

والشيء بالشيء يذكر، فالخبر الذي نشرته «الأيام» عن شاب قدم إلى عدن للاستمتاع بالسباحة في بحر عدن وقضاء أيام جميلة على شواطئه، انتهى بمأساة الموت غرقاً.

والغريق الذماري ليس أول من اختطفه ذراع الأخطبوط الصامت الكامن تحت أمواج شواطئ عدن، ولن يكون الأخير.

ففي كل عام يتسلل هذا القاتل الصامت ليسحب إلى أعماق البحر ما يزيد على خمسة، إذا لم يكن أكثر ليلفظهم جثثاً هامدة.

ولاشك أن هناك إحصائية لدى الشرطة البحرية وحرس السواحل بعدد الضحايا خلال السنوات الماضية.

خطورة هذا «الميني» تسونامي الذي تندفع أمواجه الهادئة على رمال السواحل ثم ترتد بكل سلاسة، تجعل هواة السباحة يلقون بأنفسهم في الماء وكأنهم في حوض سباحة.

كاتب هذه السطور تعرض لهكذا تجربة في الجانب المفتوح بجوار النادي اليمني في التواهي .. حدث ذلك قبل عشرين عاماً وكنت أمارس السباحة قليلاً، ثم أستلقي على ظهري على سطح الماء وكنت أحرك أطراف جسدي لتتم عملية التوازن .. في ذلك اليوم، وبعد نحو عشر دقائق تنبهت إلى أنني قد ابتعدت كثيراً عن الساحل، عندئذ حاولت العودة، فكنت أحرك يديّ ورجليّ حركات بطيئة خشية أن يحدث لي شد عضلي يقيدني عن الحركة فتقع الكارثة، حاولت رفع صوتي منادياً بعض الشباب الذين لا يبعدون كثيراً، ولكن صوتي ضاع في الهواء ولم يصل إليهم. وبعد جهد شاق، وبعد أن كنت أتقدم خطوة نحو الساحل والقاتل الصامت يجرني خطوتين إلى الخلف، استطعت الخروج من البحر سالماً بقدرة قادر أو ربما لأنه ما زال في العمر بقية.

الآن وقد أوشك عقد أيام الدراسة على الانفراط، وبعد أن يكمل الطلبة امتحاناتهم، ستشهد عدن كما هو الحال في كل عام مئات الأسر والشباب القادمين من المدن والأرياف للاستمتاع بارتياد شواطئ عدن، فإن على وسائل ووسائط الإعلام القيام بدور فاعل لتوعية المواطنين بالمخاطر التي يمكن أن يواجهها الأطفال والشباب من الولوج إلى البحر، خاصة في موسم الرياح التي تبدأ في شهر يوليو، فحماية المواطنين قضية تضامنية، يتحمل مسؤوليتها الجميع في الصحف الحكومية والحزبية والمستقلة، وكذلك الإذاعة المركزية والمحلية. والشكر والتقدير موصول لصحيفة «الأيام» السباقة دوماً في تناول المواضيع التي ترتبط بحياة الناس في الوطن كله، من هنا إلى هناك ومن هناك إلى الخارج إلى حيث يوجد من يقول أنا يمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى