الملعب الرياضي...كرة القدم اليمنية: من (لعبة) إلى (مليشيات مسلحة)!!

> «استراحة الرياضي» عادل الاعسم:

> الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس عام رعاية الشباب ، رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم، هنأ الشيخ أحمد العيسي، بمناسبة فوزه برئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم، متمنياً للاتحاد اليمني الجديد المزيد من النجاح والتقدم في قيادة الكرة اليمنية محلياً وخارجياً.

- هكذا جاءت التهنئة خالصة وصادقة بروح رياضية عالية، وذوق كروي، من شقيق عربي وغيره من الأشقاء والأصدقاء، من خارج الحدود، أما بعض الأشقاء اليمنيين داخل الوطن، فقد عز عليهم الفائز، وهم لم يستكثروا التهنئة بحد ذاتها على الشيخ العيسي، بل استكثروا عليه رئاسة الاتحاد.

- الشيخ أحمد العيسي، هو أول شخصية رياضية من المحافظات الجنوبية تتولى رئاسة اتحاد الكرة منذ تحقيق الوحدة عام 90م، ورحبت وباركت قيادة وزارة الشباب والرياضة وربما قيادة الدولة بفوز العيسي، وتوليه رئاسة أهم اتحاد رياضي على قاعدة أن الوطن للجميع ولا فرق بين (جنوبي) و (شمالي) في أي منصب ومكان.

- لكن في هذا الوطن، وبعد 15 عاما من وحدته، هناك من لا يزال يعتقد أن الوطن ملكهم وحدهم، وأن رئاسة اتحاد الكرة هو (منصب سيادي) متاح لهم وحدهم، وممنوع على غيرهم حتى وإن كانوا من عرق (آخر)، وأصل يمني خالص أبّاً عن جد.

- الشيخ حسين الأحمر، رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة، وليس رئيس اتحاد الكرة، رفض الاعتراف بفوز الشيخ أحمد، بل إنه رفض تسليم مقر اتحاد الكرة للمجلس الإداري الجديد (المنتخب)، وهدد باستخدام السلاح والمواجهات المسلحة ضد كل من يقترب من مقر الاتحاد، وكأن المقر (ملكية خاصة)، وليس اتحاداً أهلياً ملكاً لجميع شباب ورياضيي الوطن.

- يتذكر الجميع الانتخابات الصاخبة لاتحاد الكرة في الدورة الانتخابية السابقة، وما صاحبها من احتجاجات وفوضى وتجاوزات وزوامل، وأسفرت عن فوز الأستاذ محمد عبداللاه القاضي برئاسة الاتحاد، وحينها استسلم الفريق المهزوم بقيادة الأستاذ علي الأشول، لنتيجة الانتخابات وسلموا مقر الاتحاد بهدوء ولم يلجأوا لا (للداخل) أو (الخارج).

- ويتذكر الجميع الخلاف الذي نشب عقب (خليجي 16) بين وزير الشباب والرياضة عبدالرحمن الأكوع، واتحاد الكرة السابق (المنتخب) برئاسة الأستاذ محمد عبداللاه القاضي، الذي وافق على الحل الودي للخروج من الأزمة، ولم يلجأ (للقوة) وهو القادر، ولا (للفيفا) وهو الُُُمنتخب!!

- هذه المرة رفض الشيخ حسين الأحمر، وهو (المؤقت)، الاعتراف بنتيجة انتخابات اتحاد الكرة، مع أن عملية الاقتراع داخل القاعة جرت بهدوء ونظام وبصورة ديمقراطية، بدون (زوامل)، بغض النظر عن الاتفاقات والتربيطات خارج القاعة، وهي مشروعة لجميع المرشحين والمتنافسين، وبغض النظر عما سبق الانتخابات من اختلافات وجدل وتباينات حول اللائحة الوزارية الجديدة.

- الشيخ حسين الأحمر لجأ (محلياً) إلى (البرلمان) ولجأ (خارجياً) إلى (الفيفا) وراسلهم بصفته رئيس اتحاد (منتخب) وليس (مؤقتاً)، وهو مازال متشبثاً برئاسة الاتحاد بـ (الروح والدم) وبالضغط (الداخلي) و(الخارجي).

- المقربون منه يقولون إن خلافه مع وزارة الشباب والرياضة ووزيرها عبدالرحمن الأكوع، وليس مع الشيخ أحمد العيسي، لكن الواضح أن الخلاف تطور وانتقل من كونه بين (الشيخ) و(الوزير) وأصبح بين الشيخ الأحمر من جهة والغالبية العظمى لمنتسبي كرة القدم اليمنية، ويمثلهم الشيخ العيسي ومجلسه الإداري الجديد المنتخب من جهة أخرى.

- وفد (الفيفا) وصل إلى صنعاء يوم الاثنين الماضي ومكث يومين، التقى أولاً بالشيخ حسين الأحمر في منزله، ثم اجتمع (مرتين) بوزير الشباب والرياضة في مبنى الوزارة، واستمع إلى وجهة نظر الطرفين قبل أن يغادر، وهذا الوفد جاء لتقصي الحقائق ونقلها إلى المكتب التنفيذي لـ (الفيفا) الذي من المقرر أن يتخذ قراره يوم الأربعاء القادم.

- الشيخ حسين الأحمر يقول إنه بناءً على تعليمات من (الفيفا) لن يسّلم مقر اتحاد الكرة، وإن اضطر لاستخدام القوة، إلا بعد القرارالنهائي الذي سيتخذه (الفيفا).. ولكن هل يعقل من الاتحاد الدولي لأهم لعبة وأكثرها شعبية أن يطلب منه عدم تسليم المقر إلا بالقوة؟!.. وهل يمكن أن يوافق أكبر اتحاد رياضي عالمي على أن تتحول كرة القدم من (لعبة) و(لاعبين) إلى (مواجهات) و(مليشات) مسلحة؟!

- الجميع في انتطار قرار (الفيفا).. والكرة ليست في ملعب (الفيفا) وحده، ولكنها قبل ذلك في ملعب الوزير عبدالرحمن الأكوع، لأن الأمر لا يتعلق بكرة قدم فقط، وإنما بسيادة بلد وقانون وحقوق ديمقراطية ومواطنة متساوية.. والقرار الأهم بيد الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة، حتى لا تتحول القضية من رياضة إلى صراع (وحدوي) و (انفصالي) خارج حدود ملعب كرة القدم!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى