رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- عباس غلام حسين: قائد منتخب عدن الكروي في الدورة العربية الرابعة عام 1965م...الولادة والنشأة....عباس غلام حسين وارس، من مواليد شارع الشيخ عبدالله بكريتر (عدن) في 25 نوفمبر 1934م، ونشأ في حواريها. تلقى دروسه القرآنية في كتّاب (معلامة) «جدة جبرة»، ثم تلقى تعليمه النظامي في المدرسة الابتدائية الحكومية، ثم انتقل إلى مدرسة القديس يوسف العالية St.Joseph high School بكريتر وتلقى فيهادراسة المرحلتين المتوسطة والثانوية خلال الفترة الممتدة من عام 1945م حتى عام 1951م، ومن زملاء دراسته محمد عمر الزيدي.

عباس غلام يكتسب العراقة من إدارة الأراضي
عباس غلام صاحب سجل طويل وحافل في المرفق العريق الذي كان يعرف باسم «إدارة الأراضـــي» Lands Department وكانت الأراضي حينئذ معروفة باسم أراضي التاج CROWN LANDS التي أخذت بالنظام المدني والحضاري المعروف باسم «تخطيط المدن» Town Planning وبدأت خدمات عباس غلام في ذلك المرفق العريق في 4 يناير 1954م، وكان مبنى ذلك المرفق مجاوراً لإدارة المياه والصرف الصحي حالياً. تدرج عباس غلام في سلم الوظيفة من مفتش أراض فمسجل وثائق الملكية، وأصبحت إدارة الأراضي جزءاً من وزارة الإسكان بعد الاستقلال وتحديداً بعد تأميم المساكن في أغسطس 1972م، وظفت خبرة عباس غلام في قسم تسكين الأجانب، وأصبح بعد ذلك مدير دائرة التسكين، حيث انتهت خدماته في 4 يناير 1989م واختتم في ذلك التاريخ سجلاً حافلاً وناصعاً دام (35) عاماً بالوفاء والتمام .

عباس غلام يكتسب عراقته الرياضية من عراقة نوادي عدن
كان «نادي الترفية المتحد» United Recreation Clup أول ناد لكرة القدم يؤسس في عدن، بل وفي الجزيرة العربية، وذلك عام 1902م وكان مقره بجانب مسجد «خواص» بكريتر ومؤسسوه: يوسف محمد خان، سعيد عبدالله خليفة، عبدالقادر مكاوي، إبراهيم خان، عبدالرحمن نورجي والقاضي رستم خان.

برزت الحاجة الماسة لتوسيع إطار لعبة كرة القــــدم فبـرز «نادي الاتحاد المحـمدي» Mohamedan Combined Clup.

الذي اشتهر باسم MCC (الأحرف الثلاثة الأولى من الاسم بالإنجليزية) ومؤسسوه: عيدروس حسن العيدروس(رئيس النادي)، محمد عبده شيباني، محمود علي جعفر، ياسين خان، حسن حاشي، أحمد بده، سعيد سالم بامدهف، حرسي بره وهره (الملقب سامبو)، محمد حسن حاشي، عطر حسين، حسين الصومالي، عيسى مكاوي، عبدالمجيد مكاوي، محمد حسن باشرين ومحمد علي حيدري.

اتسعت دائرة الحركة الرياضية فبرزت إلى حيز الوجود النوادي التالية: 1- نادي الحسيني الرياضي، 1924م ، 2- نادي العيدروس الرياضي 1935م، 3- نادي الشباب الرياضي 1948م، 4- النادي الأهلي الرياضي 1948م، 5- نادي الأحرار الرياضي 1952م، 6- نادي القطيعي الرياضي 1955م، 7- نادي الخساف الرياضي 1957م، 8- نادي الطويلة الرياضي 1958م، 9- نادي الكوثر الرياضي 1960م، 10- نادي التضامن الرياضي 1968م، 11- نادي التضامن المحمدي الرياضي 1969م، فيما انتشرت نواد رياضية في مدن عدن الأخرى منذ عشرينات القرن الماضي.

بداية المشوار «نادي الاتحاد المحمدي».. وخاتمته «النجم اللامع الأحرار»
تفتقت شرنقة موهبة وإبداع عباس غلام الكروية عام 1950م، عندما لعب في صفوف «نادي الاتحاد المحمدي»، وفي العام 1952م التحق عباس غلام بالنادي الأهلي الرياضي وعزم على الاستقرار وحتى النهاية مع «نادي النجم اللامع» (نادي الأحرار الرياضي لاحقاً) وذلك عام 1954م.

قاد عباس غلام فريق ناديه من نصر الى نصر، وشفع له ذلك تمتعه بلياقة بدنية ممتازة وأخلاق رياضية مثالية (راجع كتاب: كرة القدم في اليمن الديمقراطي للمؤرخ الرياضي عبدالرزاق معتوق)، كان عباس غلام أحسن من يجيد الضربة الركنية وكانت جماهير الأحرار تردد:

ازبط كونة يا عباس

خلِّ الأحرار يشل الكاس

عباس غلام القائد في مواجهة «الموردة» السوداني و«الإسماعيلي» المصري
استضافت عدن فريق الموردة السوداني الذي وصل اليها في 31 يناير 1963م، وقاد عباس غلام منتخب الفرق العدنية لكرة القدم، كما قاد نفس المنتخب عندما استضافت عدن فريق نادي الإسماعيلي المصري الذي وصل اليها في 10 سبتمبر 1963م، وقد أعجب لاعبو الفريقين السوداني والمصري بمهارات وقدرات عباس غلام.

عباس غلام قائد منتخب عدن في الدورة العربية الرابعة
مثل عباس غلام عدن كقائد منتخب الفريق الوطني في الدورة العربية الرابعة التي أقيمت في مصر عام 1965م، فشد إعجاب الناظرين في مصر، كما شد إعجابهم في عدن وذكرهم بفنيات لاعبي الرعيل الأول.

عباس غلام في طابور اللاعبين المخضرمين
ورد في شهادة المؤرخ الرياضي عبدالرزاق معتوق أن عباس غلام من اللاعبين الذين ظهروا في الخمسينات وحافظوا على مستواهم المتألق حتى عام 1964م (عام إعداد الكتاب) وهم: يوسف بوجي خان، عبدالجبار عوض، جواد محسن، صالح ثابت عريجة، عبدالله منصوري، ناصر حسين يافعي، عبدالكريم هتاري، عبدالله أحمد إسماعيل، نديم عبده حزام، ناصر إبراهيم الماس، معتوق خوباني، نورالدين سعيد، جعفر علي محمود، يسلم صالح، ثابت زعير، عبدالعزيز حاتم، رفيق عوض، عبدالله علي ومحمد علي حبيشي.

عباس غلام يتجه نحو التدريب
بعد أن صال وجال في الملاعب داخل عدن وخارجها مدة (20) عاماً، اتجه عباس غلام نحو التدريب ليعطي بسخاء اللاعبين الشباب من مخزون خبرته ومعارفه، وتفرغ للتدريب مع فريق البريقة (الشعلة حالياً) خلال الفترة 1970- 1975م ودرب فريق الوحدة الرياضي في الشيخ عثمان خلال الفترة 1979-1981م، ودرب فريق الميناء في التواهي خلال الفترة 1989م-1991م ودرب فريق التلال موسماً واحداً ولم يكمله.

زملاء في ذاكرة عباس غلام
تقدم العمر بعباس غلام الذي بلغ عمره الآن (71) عاماً، ونسأل الله أن يطيل عمره ويمتعه بالصحة، ورغم تقدم العمر، إلا أنه لا يزال يدين بالشكر والذكريات الجميلة مع زملاء شاركوه في محطات العمر المختلفة ومنهم الأستاذ كمال حيدر، يرحمه الله، والأستاذ نصر شاذلي، متعه الله بالصحة والأستاذ عبدالله مجاهد، متعه الله بالصحة ومحمد ميه، متعه الله بالصحة، والمرحوم عبده سودي وزملاء آخرين.

عباس غلام متزوج وله ابن واحد (ايهاب) وبنتان (أنسام وبثينة).

2- أحمد محسن أحمد: رئيس بعثة اليمن الديمقراطي الكروية في كأس آسيا للشباب عام 1978م...الولادة والنشأة...أحمد محسن أحمد مشدلي، اليافعي الجذور المعلاوي الهوىة، من مواليد حافون بالمعلا (عدن) في 5 ديسمبر 1945م. يقف أحمد محسن بإجلال وإكبار أمام ذكرياته في المدرسة الأهلية بالتواهي لكونها مسرحاً لظهوره التعليمي ومعمعاناً لظهوره الرياضي حملت العجائب والغرائب. المدرسة الأهلية بالتواهي بالنسبة لأحمد محسن مدرسة قامات وهامات بحجم الأساتذة الأجلاء أحمد عبده حمزة وعبده عبدالله سعدان ومحمد سعيد شمسان وسعد قعطبي وعبدالله عبدالرحمن وعبدالله خليفة وسليمان طربوش وعبدالكريم هتاري ومحفوظ خليفة وعبدالله عبدالوهاب وعلي عبدالعزيز نصر وغيرهم. إنها ذكريات الدراسة التي شاركه فيها زملاء أمثال الفقيد عبدالله شرف والفقيد أحمد سالم عيدروس والعميد عبدالكريم الماس والأستاذ أحمد عبدالرحمن الذبحاني ومحمد صالح قعطبي.

الطالب أحمد محسن ينازل أستاذيه طربوش والهتاري
احتضن ملعب البلدية (الشهيد الحبيشي حالياً) بكريتر اللقاء الكروي التاريخي بين فريقي الجزيرة بالمعلا وشباب التواهي، وجاء ذلك اللقاء في الهزيع الأخير من فترة دراسة أحمد محسن بالمدرسة الأهلية بالتواهي. وجد أحمد محسن نفسه في مواجهة أستاذيه اللاعبين البارزين عبدالكريم هتاري وسليمان طربوش، وتميز الأخير بخفة دمه وغليانه متى تعرض للاستفزاز من طلابه أثناء التراشق الكروي، وامتزجت المرارة بالعذوبة أو بالتعبير الفني «حامض حلو».

أحمد محسن في مدرسة مديرها مهووس بالرياضة
ينتقل أحمد محسن من عشق إلى عشق بانتقاله إلى مدرسة القديس أنطونيو ST. ANTONY بالتواهي لتلقي دراسته الثانوية ولقاء زملاء أفذاذ من نجوم الكرة أمثال عبدالله جامع ونجيب راجح وأحمد عمر، يرحمه الله، ومحمد عبداللاهي سليمان (القربع) وكيف حال العاشق عند لقاء عاشقين من الزملاء، بل وطفح العشق بمدير المدرسة الفاذر فريريا FATHER FRERIA المهووس بالرياضة، وهي مرحلة يعجز لسان أحمد محسن عن وصفها، وشاءت محاسن الصدف أن يجاور المدرسة عاشق آخر وهو مدير عام شرق البرق واللاسلكي البريطانية العريقة CABLE & WIRELESS الذي شارك مدير المدرسة حضور مباراة في كرة القدم على ملعب فتح بالتواهي بين منتخب عدن وفريق القاعدة البريطانية بعدن عام 1963م قبيل سفر المنتخب العدني إلى مصر العربية (وكانت حينئذ تعرف بالجمهورية العربية المتحدة) U.A.R. وحظي أحمد محسن ببذلة رياضية جميلة قدمت هدية له من مدير عام الشركة، وكانت مقدمة جميلة لالتحاق أحمد محسن بشركة البرق واللا سلكي عام 1964م.

أحمد محسن في صفوف نادي الجزيرة
كان أحمد محسن أحد لاعبي نادي الجزيرة الرياضي بالمعلا، وكان واحداً من اللاعبين المتألقين في ذلك النادي الذي تأسس عام 1951م على أكتاف جيل العمالقة أمثال المناضل الوطني حسين سالم باوزير وأحمد يوسف النهاري، الذي أنفق دم قلبه من أجل راحة الآخرين ومحمد علي عوض وغيرهم من الشخصيات الطيبة التي دعمت نادي العمالقة عبدالله خوباني وعبدالجبار عوض ورفيق عوض وأحمد محسن ومحمد عبدالرب عوذلي وجامع دبالة وصالح ميوني وتوفيق أحمد قائد وزكي أحمد قائد وأبوبكر وزان ومحمد سليمان زيد وعبده محمد وأحمد عبده مرشد (حارس المرمى والمعروف بأحمد فضل مرشد من التربويين المعروفين).

برزت حاجة نادي شباب الجزيرة لجهود أحمد محسن في المجال الإداري وانتخب أميناً عاماً للنادي عام 1968م واصبح رئيساً للنادي عام 1972م.

أحمد محسن في اتحاد كرة القدم...الراصد لسيرة أحمد محسن أحمد يجد تنوعاً في المهام وتقلباً في الظروف التي عمل فيها، سواء على مستوى الداخل أو الخارج، المحلي أو الإقليمي، وسار على طريق محفوف بالشوك والألغام.

ترأس أحمد محسن بعثة كرة القدم في أولى مشاركات اليمن الديمقراطية في كأس آسيا للشباب في كرة القدم، التي عقدت في بنجلادش عام 1978م، وكان أحمد محسن حينئذ أميناً عاماً لفرع اتحاد كرة القدم بعدن وانتخب اميناً عاماً للاتحاد العام لكرة القدم عام 1980م، وترأس بعثة كرة القدم في أول مشاركة لكأس آسيا للناشئين في الرياض، وجاءت اليمن الديمقراطية في المرتبة الأولى واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية وواصل الفريق رحلة التأهيل للتصفيات النهائية لكأس آسيا في قطر عام 1985م وكان أحمد محسن رئيساً للبعثة.

أحمد محسن يحسم الخلاف بين إيران والبحرين
شارك أحمد محسن في اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم في بكين عام 1985م، الذي تم فيه تحديد مجموعات الدول المشاركة في التصفيات الأولى لكأس العالم، وكان اليمن الديمقراطي ضمن مجموعة إيران والبحرين، وكانت حرب الخليج الأولى قد بلغت ذروتها، فرفضت البحرين اللعب في إيران أو اللعب معها في البحرين، وعندئذ تدخل أحمد محسن وعرض استضافة اليمن الديمقراطية المجموعة كاملة فدوت القاعة بالتصفيق الحار، ورفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي آيات الثناء والتقدير للاتحاد العام لكرة القدم اليمني في عدن، واحتضن استاد ساحة الشهداء بأبين أولى مباريات تصفيات كأس العالم في اليمن بين اليمن والبحرين.

أحمد محسن يجتاز حقول الألغام...انخرط أحمد محسن أحمد في نشاطات متوازية متزامنة بدأت في الستينات، وكان قد حدد مساره السياسي والحزبي مع التيار القومي (حركة القوميين العرب) الذي بدأ يكتسب قوته بالاعتماد على الحركة العمالية والكفاح المسلح الذي اختارته الجبهة القومية سبيلاً للخلاص من الإدارة البريطانية، وكانت حركة القوميين العرب هي القوة الرئيسية المحركة للجبهة القومية، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي القوة المؤثرة في جبهة التحرير.

عاشت المحافظات الجنوبية فترة عصيبة خلال الفترة التي أعقبت حركة 22 يونيو 1969م (التصحيحية)، حيث تعرضت العديد من المؤسسات الاقتصادية للتأميم واستثنيت شركة البرق واللا سلكي البريطانية. ومن الذين زاملوا أحمد محسن في اللجنة النقابية للشركة: الإخوة محمد سالم عبدالله، محمد عبدالولي، أنور خان، الخضر عبدربه، محمد حميد فارع، كما لم تخلُ الشركة من رموز وطنية أمثال الإخوة: علي باصهي، أحمد عمر صلاح، عبدالقادر حسين، ياسين عايش، أحمد ا لوردي، نصر داعر، عادل جاوي، قاسم هادي، بدر سالم، كمال حسن، علي محسن، عبداللاه ناصر وآخرين.

أحيطت الشركة بأجواء غير مواتية ومشاعر معادية، وانعكس ذلك سلباً على قيادة إدارة الشركة التي بدأت تتذمر وتقلص العمالة، وشاءت مساوئ الصدف أن بثت وسائل الإعلام في دول أوربا الشرقية والبلدان المتحالفة معها أنباء وتقارير عن ضلوع شركة ITT للاتصالات العالمية في قلب النظام الوطني في تشيلي، وراح من يشيع بأن الشركة البريطانية في عدن تخطط لقلب النظام في اليمن الديمقراطية، كما وجهت أصابع الاتهام لأحمد محسن وبعض من زملائه النقابيين، ووجه رئيس الدولة حينئذ سالم ربيع علي، يرحمه الله، بتشكيل لجنة للتحقيق مع المتهمين، وبالمقابل كانت الشركة مصرة على قرارها بتحويل أحمد محسن وزميله محمد سالم عبدالله، اللذين أقنعا بالانتقال والمواصلات وذلك عام 1977م.

الرجل الأولمبي.. الجدارة والحقارة
في العام 1999م تقدم بترشيح نفسه كرجل أولمبي لذلك العام، وقدم سيرته الذاتية ببيانات مفصلة عن مؤهلاته التعليمية والمناصب التي تحملها في ناديه وعلى مستوى المحافظة وعلى مستوى الجمهورية واللجان والاتحادات الرياضية التي رأسها، ومشاركاته الداخلية والخارجية سواء على مستوى الممارسة أو الإدارة.

لم يظهر أي منافس لأحمد محسن، ومع ذلك أصر الحاقدون على إسقاط ترشيحه، ولو بعثوا بها إلى اللجنة الأولمبية الدولية لرسا اختيارها على أحمد محسن لرصيده الكبير في مجال الرياضة، ومثل ذلك السلوك يعطي دلالة قاطعة أن المواطنة باتت في خطر. أحمد محسن متزوج وله (3) أبناء و(3) بنات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى