السجّان

> «الأيام» سونيا فؤاد مكي / كلية التربية - عدن

> أقمت الأمل كمنارة استنير بها في الليالي العتماء، وكنت سعيدة إلى أن جاء وقت الشقاء .. استسقيت من بئر الدماء كثيراً ولم أكف يوماً عن الاستقاء، واضطجعت في أحضان الفراق طويلاً، لم أكلّ من طول العيش والبقاء، وكنت لا أسمع إلا الصخب والعويل وكل هذا بسبب الحب والأحباء .. كان ذنبي أني أحببت شاباً لا أقول عنه وسيماً، فعوقبت وسجنت ولم أعلم ما الجزاء ؟حتى أني أطبقت شفتي عن قول كلمة حق في، وتركتهم ينهشون لحمي ويرمون عظمي في الصحراء، فانتهى المشوار إلى ما انتهى إليه السجناء، وكل هذا لأني أحببتهم حباً خالصاً خالياً من الرياء، فاحتملت قرع نعال الأحرار من العسعس واحتلمت قرع مطارق القضاة، فصحيح أن أبواب السجن حديدية، ولكني استطعت أن أقبل من أتوا لزيارتي من الأصدقاء، فالسجان لا يفتح الباب إلا مرة واحدة (عند تنفيذ أحكام القساة) فلم أشك حزني إلا لمن أقسم باستجابة الدعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى