تأملات في عيد الحب

> «الأيام» أبوبكر علي الجبولي / صحافة وإعلام - كلية الآداب

> الحب غريزة إنسانية وجزء من كيان الإنسان، تباينت فيه الأفهام، وتنوعت المواقف عبر التاريخ..ومع تسارع عجلة التطور تطورت أساليبه وطرق تعاطيه حتى صار له عيد يسمى باسمه (عيد الحب)، حقيقة لم أكن أدري أن للحب عيداً فحيرني ذلك، فهل هي محدودية اطلاعي أم أن إفرازات الواقع غيبت عنا معاني التآلف، وحكمت عليها بالنسيان.

ومع العيد أشياء كثيرة تجذب فكرك للتأمل: أولها الفهم الضيق لمعنى الحب، وظهور بعض الطقوس اللا أخلاقية في معظم الأحيان بدعوى الحب، والتخلي عن القيم والأدب والسلوك المنحرف لبعض الشبان والشابات تحت ذريعة الحب.

حتى الأماكن العامة ووسائل النقل ومقاعد والدراسة لم تسلم من عبارات الغرام.

عقول تائهة وملامح لشخصيات ممسوخة تدرك الأمور على غير حقيقتها، وتتصرف كالبهائم من فهمها الضيق للحب ومعانيه الرفيعة!

لقد أطل العيد والحب منتشر على كل الأصعدة، وإن كان ذلك الحب من نوع آخر بعيد كل البعد عن الحب الذي نعرفه، فحكومتنا يوم أحبت شعبها أثقلت كاهله بالجرع، وفرضت عليه سياسة الإفقار حباً في إصلاح أوضاعه ليس إلا.

وعلى الصعيد الدولي الحب بطرق أخرى تقوم على قصف الطائرات وضربات الصواريخ، والمزيد من القتل والدمار، فغزو العراق لم يكن إلاّ بدافع الحب، ليمارس الشعب العراقي ديمقراطية حرم منها طويلاً، وإن جاءت تحت الذل ونهب الخيرات.

كثر المحبون، وتعددت طرقهم مع تبديل الموازين وإشاعة الفوضى في عالم يرفع شعارات الوئام والمحبة الزائفة، بينما الواقع يظهر الكراهية وشرائع الغاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى