زمن بلا تضحية

> «الأيام» عبدالله علوي المقدي / المقد- حضرموت

> قال الإمام الغزالي رحمه الله: أقبل على النفس فاستكمل فضائها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان .. صحيح إن الحياة أخذ وعطاء، ولكن الإنسان مخلوق ومجبول على التضحية حتى يطلق عليه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والأخلاق الحميدة من تضحية وغيرها تضيف الى رصيد إنسانية المرء، فالمرء الذي لا يضحي إنما هو شخص ناقص الإنسانية. ورحمة الله على الأوائل الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن نعيش نحن حياة عزيزة وكريمة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا فعلنا نحن من بعدهم؟ لقد ودعنا البراءة والتلقائية، واستحوذت علينا الأنانية وتلاشت الإنسانية، فمن المعروف أن الطفل بريء في أفعاله وتصرفاته، ويؤسفني جداً أنه حتى الأطفال قد خلعوا ثوب البراءة، وصاروا ينافسون في أسواق الأنانية فهل هذا يعقل؟ ويا أسفاه .. أين هم الذي يضحون بلا انتظار مقابل، أين أولئك الذين يشعرونك بأن الدنيا لا تزال بخير، أين الذين ترتقي الروح بأفعالهم وأقوالهم وأين هم الذين يبعثون الحياة في وجه الموت؟

آه من هذا الزمان، لقد رحل المضحون وبقي الأنانيون، فلا تجد من يضحي إلا وينتظر المقابل، إلا من رحم ربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى