«الأيام» تتقصى انتشار حمى الضنك بشبوة

> «الأيام» محمدعبدالعليم:

>
المياه الراكدة أحد المصادر الأساسية لحمى الضنك
المياه الراكدة أحد المصادر الأساسية لحمى الضنك
السلطة المحلية تحمل وزارة الصحة والسكان التقصير والإهمال,والمواطنون: نناشد الجهات العليا إنقاذ المحافظة من المرض القاتل ... نظراً لتدهور الأوضاع الصحية في 12 مديرية من محافظة شبوة، وازدياد تدهورها مع انتشار الحمى فيها بشكل كبير بين المواطنين في ظل اهتمام رسمي ضعيف ولا يعنى بكل الاحتياجات لمكافحة حمى الضنك، التي انتشرت في الفترة الأخير في محافظة شبوة .. اقتربت «الأيام» من الإخوة في الجهات الرسمية والمواطنين لنقل معاناتهم للجهات العليا، ليتم مكافحة داء الحمى الذي أصبح يقلق أبناء شبوة بشكل عام، من خلال الاستطلاع التالي.

بداية الانطلاقة كانت من مديرية الروضة حيث التقينا د. ياسر أحمد صيبع، مدير مكتب الصحة والسكان بالمديرية، فقال: لقد تم إبلاغ الجهات المسؤولة بالمحافظة فور انتشار الحمى في المديرية، وكانت الاستجابة بطيئة وواجهنا صعوبة كبيرة في مستشفى المديرية الوحيد الذي يستقبل الحالات المصابة بالحمى، وعانينا فيه من تزايد عدد المصابين بالحمى، حيث لا يوجد في المستشفى سوى 18 سريراً، والمرضى المتوافدون كثر، مما اضطرهم إلى افتراش الأرض، ناهيك عن قلة الأدوية والإمكانيات والكوادر الصحية وغيرها من المستلزمات الضرورية لاستقبال المرضى.

وعن الحالات يقول: لقد تم رصد أكثر من 90 حالة مصابة بحمى الضنك في المديرية، كما أن المركز الصحي في عماقين يستقبل بعض الحالات المرضية المصابة بالحمى، وقد بعثت المحافظة بعض الأدوية ولكنها غير كافية، ولا تزال المديرية في حاجة لتوفير مزيد من العلاجات للحمى.

ثم اتجهنا إلى صيدلية مستشفى الروضة، والتقينا بالأخ الصيدلي هيثم عوض المسب، الذي أشار في حديثه إلى أنه «تم إسعافنا ببعض الأدوية لكنها غير كافية ونفدت خلال ثلاثة أيام بسبب زحمة المرضى وتفشي الحمى بصورة سريعة، فاضطررنا إلى إرسال المرضى إلى الصيدليات الخاصة لجلب العلاج الخاص بحمى الضنك». وطالب الجهات المعنية بالمحافظة توفير كافة المستلزمات والأدوية المضادة لمجابهة حمى الضنك.

في مديرية حبان التقينا الأخ صالح أبوبكر المحضار، الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية، الذي قال: إننا نستغرب التجاهل المتعمد من مكتب الصحة والسكان لحالات الحمى المنتشرة في المديرية، والتي بلغت 20 حالة، وكنا نتمنى أن نتوصل مع مكتب الصحة والسكان ليقوم بالرش ولكن استجابته كانت ضعيفة بل معدومة، وتم التواصل مع البرنامج الوطني مباشرة وبالتعاون مع جمعية حبان وبدأنا الرش ولكن ليس بالمستوى المطلوب، ونهيب من على منبر «الأيام» بكافة الجهات المختصة بالمحافظة ووزارة الصحة سرعة القضاء على هذا الداء المخيف، ونحملهم كافة المسؤولية لتدهور الأوضاع الصحية في المديرية.

الأخ محمد سالم الهيج، المدير المالي والإداري لمكتب الصحة والسكان بمديرية حبان، قال: إن الدور الحكومي سلبي سواءً من السلطة المحلية في المحافظة والمديرية أو مكتب الصحة، حيث أن أرقام حالات الإصابة بالحمى في ارتفاع، وإن وجدت جهود لمكافحتها فهي غير كافية .. لذلك نحملكم نقل صيحتنا لجهات الاختصاص.

ويقول المواطن أحمد طريش: لقد انتشرت الحمى في المنطقة انتشارا واسعا كانتشار النار في الهشيم، وأصبح الناس يعيشون في خوف وذعر شديد، والتقرير يظهر أن هذه المنطقة من المناطق الموبوءة بحمى الضنك، ورغم أن هناك جهودا لمكافحتها إلا أنها لا تزال ضعيفة، ونحن نطالب جميع الجهات ذات العلاقة في السلطة المحلية ووزارة الصحة بالحد من انتشار هذا المرض القاتل قبل استيطانه في المنطقة.

عارف عبدالرحمن بانافع، مدير عام مستشفى عتق المركزي، قال: لقد ساهم مستشفى عتق وفقاً لإمكانياته المتاحة في مجابهة هذا الوباء (حمى الضنك) منذ اللحظة الأولى لظهوره بين سكان بعض المناطق، حيث أرسلت المستشفى عددا من القوافل الطبية والأطباء لمعالجة ومساعدة المرضى المصابين، وأعتقد أن هناك مبالغة في الصحافة، وأنا من خلال «الأيام» أتوجه إلى المواطنين بأنه يجب أن تكون الجهود جماعية في مكافحة المرض، لأن الرش ليس كافيا وحده لطرد البعوض الناقل للحمى، فالحل هو في طرد البعوض الناقل من المنازل، فهو بعوض منزلي يعيش داخل المنازل وفي المياه الراكدة والأواني المهملة وأحواض المياه وحول المنازل.

وفي مديرية رضوم تحدث لنا الأخ هادي سعيد الخرماء، أمين عام المجلس المحلي بالمديرية، فقال: نحن نعاني منذ أعوام من انتشار الحمى في المديرية لكونها تقع على شريط ساحلي بطول 240 كم ويفد لنا سنوياً أعداد من القرن الافريقي والصومال لاجئين، ويكون ذلك سببا مباشرا لنقل الأمراض ومنها الضنك، ولا نخفي عليكم أنه في هذه الأيام قل انتشار الحمى مع ازدياده في فصل الشتاء، ولكون منطقة رضوم تقطع على البحر وهي طريق مرور فإننا نطالب بإنشاء فرع للترصد الوبائي حتى تتم مكافحة الأوبئة والأمراض والكشف عن المصابين بالحمى.

اطفال مصابون بحمى الضنك يفترشون الأرض بمستشفى الروضة بشبوة
اطفال مصابون بحمى الضنك يفترشون الأرض بمستشفى الروضة بشبوة
وتحدث الأخ د. محمد عبدالله سلمان، عضو المجلس المحلي بالمحافظة، فقال: محافظتكم شبوة تناديكم وتمد يدها كي تعينوها وتنقذوا إخوانكم وأبناءكم من حمى الضنك، التي تطاول نيرانها لتصل إلى كل منزل .. حمى الموت وقودها الناس. إن المحافظة تشكو من عملية الرش المنقطع وغياب المختصين والأدوية والمستلزمات المختبرية والطبية وكذا غياب الاطباء والعمال الصحيين الذين يملؤون (الفوشرات) بأسمائهم ومتابعة مستحقاتهم .. إننا نشكر الجهود التي تبذل من السلطة ومكتب الصحة ومستشفى عتق، ولكن مازلنا نطالب بمزيد من الاهتمام حتى يتم تطويق حمى الضنك، التي تفتك بالبشر في هذه المحافظة، ونحمل وزارة الصحة والسكان ما يجري للمحافظة وأبنائها.

ويقول الأخ حسين أحمد سالم عبدون، أصيب بالمريض وتم شفاؤه: إن الإصابة بحمى الضنك كانت شديدة جداً، فالأدوية لا تفيد إلا في تهدئة الأعراض فقط، حيث مكثت في المنزل أكثر من 11 يوماً لا أستطيع الحركة، ولكن استخدام الأدوية التقليدية العسل والليمون ساعدني، والحمد لله الذي شفاني من هذا الداء المميت.

أما المواطن حسين صالح الماضي، من عتق، فيقول: إن الأوبئة والأمراض أصبحت متمركزة في عاصمة المحافظة عتق، فكما تشاهدون بين الحين والآخر تنفجر البيارات وهي مغذ للبعوض الناقل لمرض حمى الضنك وغيره من الأوبئة، إننا نطالب السلطة بالمحافظة والمكاتب المختصة بالقيام بواجبهم في عملية مكافحة ومجابهة هذا الوباء والحد من انتشاره.

وفي مديرية الصعيد قال الأخ عوض رحيلة، عضو المجلس المحلي في مديرية الصعيد: هناك بعض الحالات المصابة بحمى الضنك أُبلغ عنها في المديرية، ونحن ما زلنا نتابع الإخوة في السلطة المحلية في المحافظة ومكتب الصحة والسكان لتوفير الأدوية. مضيفاً إنه تم الإعلان عن انتشار الحمى في المساجد لتوعية السكان، ونحمل مكتب الصحة والسكان المسؤولية الكاملة لما يجري من انتشار الحمى ووزارة الصحة السكان.

وفي ختام الاستطلاع التقينا في غرفة العمليات والمتابعة للسلطة المحلية الأخ عبدربه هشلة، رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالمحافظة، فقال: نشكر صحيفة «الأيام» على تعاونها المستمر في نشر هموم ومشاكل الناس بمختلف شرائحهم.

وعن جهود السلطة المحلية قال:«إننا في السلطة المحلية ممثلة بالأخ علي أحمد الرصاص، محافظ المحافظة، قمنا تشكيل غرفة عمليات للتواصل مع الجهات المختصة في المحافظة ووزارة الصحة والسكان،وتم رفع مذكرة لفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، ود. محمد النعمي وزير الصحة والسكان، وتم إحاطتهما بالأوضاع الصحية في مديريات المحافظة.إننا نشعر أن دور وزارة الصحة والسكان كان سلبيا حيث تمثل في عدم الاهتمام واللا مبالاة وعدم التحرك السريع، في محاولة فرض تعتيم إعلامي والتوجيه إلى الإعلام الرسمي بعدم النشر عن الحمى، ولكنهم بدؤوا مؤخراً يعترفون بانتشار الحمى لكنهم يحاولون إخفاء الارقام الحقيقة المصابة بحمى الضنك في المحافظة. أرسلت وزارة الصحة بعض الأدوية وسيارات الرش ولكنها غير كافية لمجابهة حمى الضنك، وأرسلت جهاز فحص «الإيسا» مخصص لحمى الضنك، ولكنه بدون حافظة حرارية، كما أنه لا يزال متوقفا. إن مكافحة المرض، وخاصة من المعنيين في وزارة الصحة والسكان، تتطلب وضع حلول استراتيجية ومركز ثابت لها بعيداً عن الحلول المستعجلة، وأن تبذل الوزارة جهوداً أكبر لأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن حياة المواطنين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى