في مطار عتق صالة حديثة (ديكور) ومدرج فسيح (مرعى للجمال)

> «الأيام» أحمد بوصالح - محمد عبدالعليم:

>
مطار عتق
مطار عتق
حتى وقت قريب كان مطار عتق عبارة عن مساحة صغيرة من الإسفلت وغرفة صغيرة من (الزنك)، ومع ذلك يُسمع أزيز الطائرات فيه أسبوعياً. واليوم أصبح المطار مطارا حقيقياً .. به صالة حديثة مجهزة تجهيزا كاملا، ومدرج جاهز بعشرات الكيلومترات، ولكن لم نعد نشاهد الطائرات منذ أكثر من خمس سنوات تقريباً، حيث توقفت الرحلات الجوية من وإلى مطار عتق وظلت الأسئلة حائرة في رؤوس أبناء شبوة، وباتت مع الوقت ضربات متتالية تطرقها من دون توقف..«الأيام» التقت عدداً من المواطنين، وخرجت بآرائهم في حصيلة الاستطلاع التالي.

اكتمل المطار وتوقفت الرحلات!
في بداية هذا التحقيق التقينا الأخ علي بوست، مدير النظم والمعلومات بمكتب التربية والتعليم، الذي يعد أكثر ارتباطاً بالعاصمة صنعاء بحكم عمله الذي يحتم عليه السفر والعودة مرة كل شهر على أقل تقدير. وعند سؤالنا عن رأيه في انقطاع الرحلات عن مطار عتق قال:

«أولاً أرحب بكم وبصحيفة «الأيام» وأشكر لكم طرحكم هذا الموضوع الهام بالنسبة للمحافظة. فهذا المجال يكتسب أهمية كبيرة في عملية التواصل والترابط بين المحافظة وبين العاصمة السياسية صنعاء من جهة وبينها وبين المحافظات من جهة أخرى، خصوصا في عمل الوزارات والمكاتب، وكذلك ارتباطات المواطنين في الكثير من الامور المتعلقة بحياتهم اليومية كالسفر للعلاج والنزهة. وانقطاع هذا الشريان سبب للمحافظة الكثير من المعاناة، فالسبيل الوحيد للوصول الى صنعاء أو عدن عبر خطوط النقل البري، وما أدراك ما النقل البري وإشكالياته، والمسافة بين عتق وصنعاء 650كم تقطعها الحافلات في زمن لا يقل عن 8 ساعات مروراً بمئات المطبات ونقاط الوقوف وغيرها، وتخيل في ظل هذا الوضع ما يعانيه المسافر المريض وكبير السن والأطفال.. بينما المسافة بالطائرة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة، وسابقاً كان المسافر ينتظر الطائرة تحت ظل شجرة في ساحة مطار عتق وكانت الرحلات متوفرة، واليوم وبعد إنشاء صالة المطار والمدرج الذي كلف ملايين الريالات توقفت الرحلات! لهذا نطالب بضرورة إعادة تسيير الرحلات الجوية إلى مطار عتق».

صالة ديكور .. ومدرج للجمال!
أما الأخ محسن عمر القرنعة، القائم بأعمال مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بالمحافظة، فقال حول هذا الموضوع: «توقف الرحلات الجوية من وإلى عتق سبب معاناة لأبناء المحافظة في الداخل والخارج، خصوصاً وأن عشرات الآلاف من أبناء شبوة مغتربون في الخارج. بالإضافة إلى ارتباط المواطنين بالعاصمة صنعاء. وأعتقد أنه لا يوجد شيء يمنع تسيير رحلات جوية ولو أسبوعية إلى شبوة.. فالمسافرون موجودون والمطار جاهز ولا ينقصه شيء، فإذا نظرت إلى الرحلات البرية التي تغادر صباح كل يوم ستجد مئات الركاب المسافرين إلى صنعاء وعدن والمكلا والعكس، ولا شك أن الرحلات البرية شاقة وإن كان سعر التذكرة أقل، ولكن بإضافة مصاريف الغذاء والقات وتعب الطريق وعند نقاط التفتيش ستجد أن تذكرة الطائرة أرحم.

قاعة الاستقبال والمغادرة خاوية على عروشها
قاعة الاستقبال والمغادرة خاوية على عروشها
ومع أن هذا الموضوع مطروح منذ سنوات ويتم طرحه كلما وجدت مناسبة، إلاّ أنه لم يتحرك ولم يطرأ عليه أي جديد.. ظلت الصالة الحديثة التي استنزفت من خزينة الدولة عشرات الملايين (ديكوراً) تزين مدينة عتق ولكنها خاوية على عروشها، وبقي المدرج مكاناً آمناً للجمال تتمشى فيه بكل حرية».

يوم جو .. ويوم بر
الأخ تركي محمد باعوم، مغترب في الإمارات، شكر «الأيام» في بداية حديثه وثمن الدور الإعلامي الكبير الذي تقوم به في خدمة الوطن والمواطن معاً، وقال: «بالنسبة لتوقف الرحلات الجوية عن مدينة عتق والمحافظة بشكل عام، فهذا موضوع يثير الدهشة والاستغراب، فنحن مغتربون في دولة الإمارات التي وصلت إلى مستوى رفيع وعال في كافة مناحي الحياة، والمواصلات الجوية فيها متطورة جداً وهناك شركات مختلفة تختص بالطيران والنقل الجوي، وما نشاهده في وطننا، الذي نتمنى بل ندعو ليل نهار أن يتطور، يبعث على الأسى والحسرة في النفس .. بلدان ومطارات تقلع منها وتهبط فيها طائرة كل خمس دقائق، وعندنا مطار لم تصله طائرة خلال خمس سنوات .. فلماذا أُعيد بناؤه وتم تجهيزه؟ أليس ليقدم خدمة للمواطنين ويسهل تنقلاتهم؟ لكنه بني على ما يبدو للزينة وللتفاخر فقط بأنه منجز من منجزات الوحدة، مع أنه لم يقدم شيئا، فالمغترب عندما يريد أن يعود الى وطنه عليه أن يطير أولاً إلى المكلا أو صنعاء أو عدن ويصل إلى أهله بعد بضعة أيام، علماً أن البعض إجازته لا تتعدى أسبوعا يريد أن يقضيها في وطنه وبين أهله .. وعبر صحيفتكم الواسعة الانتشار أطالب الدولة بسرعة إعادة الرحلات الجوية إلى مطار عتق».

لا بد من وجود شركات منافسة
الأخ مبارك الحامد علي (موظف) طرق موضوعاً حساساً جداً، عندما قال: «توقف الرحلات عن مطار عتق ليس له ما يبرره، وأعتقد أن كل المقومات الاقتصادية والفنية موجودة، فقط المسألة كلها (مزاج) ولا غير. الإخوة في اليمنية لا يريدون تسيير رحلات إلى شبوة وخلاص (انتهى الموضوع)، وذلك يعود بكل بساطة لانعدام الشركات المنافسة العاملة في هذا المجال، وهو ما جعل اليمنية الشركة المحتكرة للطيران في البلاد تعمل على كيفها دون حسيب ولا رقيب. يا أخي السفر عن طريق البر شاق، خصوصاً للإنسان الذي لديه عمل مستعجل أو للمغتربين الذين إجازاتهم قصيرة، وهناك موضوع آخر خصوصاً بالنسبة لنا هنا في شبوة التي ابتلاها الله بلعنة الثأر، فالمواطن الذي ابتلاه الله بذلك يتردد ألف مرة قبل سفره براً.

خلاصة الموضوع أرى أنه على اليمنية وعلى الدولة عامة أن تفكر طويلاً في تغطية كل المحافظات بالرحلات الجوية، خصوصاً التي تتوفر فيها المطارات. وإلاّ فلتسمح بوجود شركات طيران خاصة وتشترط عليها تسيير رحلات داخلية».

الطائرة العسكرية الوحيدة التي تهبط في المطار
الطائرة العسكرية الوحيدة التي تهبط في المطار
توقف غير مبرر
وفي سياق استطلاعنا الصحفي التقينا الأخ صالح عوض الصويدر، رجل أعمال، الذي قال: «بالنسبة لتوقف بل منع الرحلات الجوية من وإلى محافظة شبوة عبر مطارها الوحيد (مطار عتق) لا شك أن له الكثير من السلبيات والتأثير على الكثير من المجالات، فبالإضافة إلى حرمان المواطنين من خدمة السفر بالطيران هناك تأثير على النشاط التجاري، فالعصر عصر السرعة كما تعرف، والتاجر على سبيل المثال يطلب مادة أو قطعة صغيرة لا يتعدى وزنها الكيلوجرام ولكنها مهمة جداً ولها قيمة في حسابات الوقت والالتزامات والاتفاقيات، فعندما نطلب قطعة صغيرة لمولد كهربائي بقيمة عشرة مليون ريال من دبي والأمر يخص عشرات الآلاف من المواطنين، في هذا الوضع القطعة تصل إلى صنعاء ومن ثم إلى شبوة هذا إذا سارت الأمور في مطار صنعاء على ما يرام، على الأقل نحتاج أسبوعاً.. والأمثلة كثيرة».

الحركة التجارية تأثرت
آخر محطات «الأيام» كانت في مبنى الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة شبوة، حيث التقينا بالأخ الشيخ سالم عوض سنان، رئيس الغرفة، ورداً على سؤالنا له هل لتوقف الرحلات الجوية إلى شبوة تأثير على النشاط التجاري، أجاب: «أول القطاعات المتأثرة من ذلك هو القطاع التجاري والصناعي، فالمحافظة أولاً تحتضن عدداً من الشركات العاملة في قطاع استشكاف وإنتاج النفط بالإضافة إلى وجود نشاط تجاري ملموس، وثانياً هناك نشاطات تجارية كبيرة قادمة على سبيل المثال في مجال الغاز الطبيعي المسال، وسيبدأ العمل قريباً في إنشاء ميناء لتصدير الغاز في بالحاف، وهذا مشروع ضخم وهام بالنسبة للوطن عامة وتصل تكلفته إلى مليارات الدولارات. ففي الوقت الذي كنا نطمح بعد إصلاح مطار عتق وتأهيله في تحويله إلى مطار دولي، نفاجأ بتهميشه كاملاً ووقف الرحلات الداخلية والخارجية عنه. فالحقيقة أن الموضوع يكاد يكون متعمداً لحرمان المحافظة خاصة، والوطن بشكل عام من خدمات الطيران. ونحن في الغرفة التجارية طالبنا مراراً وتكراراً بإعادة تشغيل المطار وإدخاله في الخدمة أسوة بمطارات الجمهورية الأخرى لما لذلك من فوائد على كافة الاصعدة. وأجدها فرصة عبر صحيفة «الأيام» أن أناشد فخامة الأخ رئيس الجمهورية شخصياً إصدار توجيهاته للجهات المختصة بإعادة الرحلات الجوية الداخلية والخارجية إلى مطار عتق.

من واقع الحال
تغادر العاصمة عتق صباح كل يوم 4 حافلات إلى العاصمة صنعاء حاملة 240 راكباً (متوسط)، ومثلها إلى عدن، كما تغادر يومياً 6 سيارات نقل ركاب أجرة وعلى متنها 60 راكباً إلى صنعاء ومثلها إلى عدن، يعني عدد المغادرين من عتق إلى كل من صنعاء وعدن فقط يصل إلى 600 راكب يومياً، والأمر ينطبق على القادمين إلى عتق، هذا بالإضافة إلى أن هناك رحلات سيارات أخرى يومية من عزان وبيحان.. يعني أن عدد المغادرين والقادمين من الركاب إلى المحافظات الأخرى من وإلى عتق يبلغ 1200 راكب يومياً. فهذه الأرقام كافية لفتح شهية أي شركة طيران في العالم.

حتى وقت قريب كان مطار عتق يحمل لافتتين واسمين مختلفين، الأول مطار عتق والثاني مطار الشهيد الشامي. اللافتة الثانية اختفت والأولى ما زالت باقية.

طائرة عسكرية تكاد تقوم برحلات أسبوعية إلى عتق، ولكنها لا تحمل على متنها إلا العسكريين وأقارب القيادات العسكرية.

حاولنا معرفة أسباب توقف الرحلات الجوية عن مطار عتق من مسؤولين كبار في السلطة، ولكن وجدنا أنهم لا يعرفون السبب ولا يملكون وضع الحلول (يعني مفتاحها بصنعاء).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى