لوحة حكومي!

> «الأيام» لطفي يسلم بن عويد / المعلا - عدن

> إنها لحظات مريرة وأنت ترى سيارة منطلقة كالريح، تعترض وتتجاوز الناس، وكل من يراها يستعيذ بالله منها.

كان معي ركاب في سيارتي، فالتمست لصاحب السيارة بعض العذر، ومن سرعة الانطلاق لم نستطع مشاهدة اللوحة، وبدون سابق إنذار سمعنا صوت الفرامل المدوية، ورأينا السيارة تتخبط ولا تجد بداً من صعود طريق المارة المرتفع، وعلت صيحات الركاب (الله يستر) وزاد التخبط عندما وجد السائق نفسه يقترب من المواسير الحديدية التي وضعت على الجوانب، فاضطر إلى العودة للطريق بعد أن سنحت له فرصة بذلك.

وكلنا تشوقعنا أن ينزل السائق ومن معه لتهدأ وترتاح أعصابهم، ويحمدوا الله على السلامة، ولكن للأسف عاود الانطلاق مرة ثانية ليلحق بالسيارة التي ضايقته ويستوقفها ليلقي عليه باللوم ووابل من الشتائم، لأنه كاد أن يوقعه في ما لا يحمد عقباه، وفوجئنا جميعاً أن السيارة تحمل لوحة حكومي، وأن اللوحة التي تحملها السيارة هي التي جعلته يمشي مسرعاً ولا يلقي بالاً لا للطريق ولا لطريق المشاة، وأعطته نوعا من الفخر والتعالي وأنه فوق الناس والقانون. ويروي شاهد عيان أن البعض من رجال المرور، عندما يرون سيارات من هذا النوع، يغضون النظر عنها، مستلهمين ذلك من قول عنترة: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى