رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
د. حرسي يتوسط الصورة والى يمينه د. احمد سعيد صدقة والى جانبه العقيد حسين عشال في مطار عدن
د. حرسي يتوسط الصورة والى يمينه د. احمد سعيد صدقة والى جانبه العقيد حسين عشال في مطار عدن
د. صالح حرسي البان: الطبيب الخاص للرئيس قحطان الشعبي...الولادة والمنشأ:قرية الحمراء وأهل البان ورد في كتاب «هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن» للأمير أحمد فضل القمندان «ومن قرى لحج (الحمراء) يسكنها أهل البان والمحارزة، وفيها تربى السلطان محسن فضل بعد أن قتل جده محسن فضل بن علي بأمر السلطان عبدالهادي، ثم انتقل منها إلى الحوطة بعد وفاة عمه السلطان أحمد عبدالكريم».

«وفي الحمراء ولد السلطان علي محسن والسلطان فضل محسن والسلطان أحمد محسن وأخواهم عبدالله ومحمد، ولذلك يعد أهل البان عكفة السلطان العبدلي».

صالح حرسي عوض البان من مواليد 1939م في قرية الحمراء بسلطنة لحج في أسرة عريقة وشقيقه الأكبر يحيى حرسي كان قائداً للجيش اللحجي، ونزح مع السلطان فضل بن عبدالكريم أثناء هروب الأخير إلى تعز ليلة 27 رجب 1371هـ الموافق 21 أبريل 1952م، بعد أن أصدر الحاكم البريطاني سير هيكن بوثم أوامره لجيش محمية عدن باحتلال الحوطة، بعد إقدام السلطان على إعدام اثنين من أقاربه.

تلقى صالح حرسي دراسته الابتدائية في المدرسة المحسنية في الحوطة، وأنهى دراسته الابتدائية عام 1952م وتوجه بعد ذلك إلى مصر ضمن بعثة السلطنة اللحجية، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية العامة بامتياز عام 1958م وكان من زملائه في البعثة أحمد سعيد صدقة وفضل حسين عنبول وناصر محمد عامر وفيصل عبداللطيف الشعبي وعبدالله أحمد شهاب وخالد فضل منصور وناصر صالح أحمد ومحمد عوض دبا ومحسن منصر ومحمد العبد المنتصر.

التحق صالح حرسي عوض بكلية الطب بجامعة عين شمس بالقاهرة عام 1958م، وحصل على بكلاريوس الطب والجراحة العامة في 16 مارس 1965م وعاد إلى ربوع الوطن والتحق بالخدمات الطبية.

د. حرسي وهو يتحدث مع د. عبدالعزيز الدالي وزير الصحة
د. حرسي وهو يتحدث مع د. عبدالعزيز الدالي وزير الصحة
د. حرسي وشهادة المناضل قائد
قاسم سعيد

بمناسبة الذكرى (19) لثورة 14 أكتوبر 1963م، استضافت صحيفة «14 أكتوبر» في عددها الصادر في 15 أكتوبر 1982م المناضل قائد قاسم سعيد سعيد (عبدالحكيم)، الذي أدلى بشهادته للتاريخ، حيث ورد في سياقها: «وكنت أيضاً ضابط اتصال بين اللجنة التنفيذية للجبهة القومية وجبهات القتال.

لقد كنت استقبل المرضى والجرحى من جبهات القتال وأرتب وضعهم في عدن..ثم أقوم بأخذهم إلى عند الدكتور حرسي، الذي تعاون كثيراً جداً وقدم خدماته بدون مقابل.»

د. حرسي الطبيب الخاص للرئيس قحطان
من ضمن الوثائق الخاصة بالدكتور صالح حرسي، هناك بطاقة صادرة عن دار الرئاسة في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وحاملها:دكتور صالح حرسي عوض، ووظيفته: وكيل وزارة الصحة وطبيب الرئيس الخاص. إلى جانب ختم رئاسة الجمهورية، وردت ملاحظة نصها: «يسمح لحامل هذا الترخيص بالدخول إلى مقر دار الرئاسة».

د. حرسي مع محمد صالح عولقي وزير الخارجية
د. حرسي مع محمد صالح عولقي وزير الخارجية
الزعيم عبدالناصر يكرم الطبيب الخاص
انعم الزعيم العربي الخالد جمال عبدالناصر بوسام «الاستحقاق» من الطبقة الثالثة على الدكتور حرسي، وورد في الشهادة المرفقة ما يلي: من جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة إلى السيد الدكتور صالح حرسي، الطبيب الخاص لفخامة رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، تقديراً لحميد صفاتكم وجليل خدماتكم، فقد منحناكم وسام «الاستحقاق» من الطبقة الثالثة وأمرنا بإصدار هذه البراءة إيذاناً بذلك.

تحريراً بقصر الجمهورية بالقاهرة في اليوم الثاني من شهر ربيع الآخر لسنة ألف وثلاثمائة وثمان وثمانين من هجرة خاتم المرسلين 28 يونيه 1968م.

الزعيم كيم إيل سونج يكرم الطبيب الخاص
رافق د. صالح حرسي عوض الوفد الرسمي اليمني الجنوبي برئاسة قحطان الشعبي، رئيس الجمهورية في جولة زياراته الرسمية في يونيو 1969م، التي شملت كوريا الديمقراطية وسوريا مروراً بالاتحاد السوفيتي ومصر، وصرف شؤون البلاد أثناء غيابه فيصل عبداللطيف الشعبي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

كان د. صالح حرسي، طبيب الرئيس الخاص من ضمن المكرمين أثناء الزيارة الرسمية لجمهورية كوريا الديمقراطية، حيث أنعم عليه الرئيس كيم إيل سونج بوسام الشرف.

د. صالح حرسي في بريطانيا:
بعد تنحي الرئيس قحطان الشعبي عن السلطة أوفد د. صالح حرسي إلى بريطانيا للتخصص في طب التخدير، وعاد إلى ربوع الوطن حاملاً معه شهادة التخصص عام 1971م. تحمل د. صالح حرسي مهامه بكل تفان وإخلاص وإتقان في مواقع شتى، بين ديوان الوزارة ومستشفى الجمهورية.

د. صالح حرسي البان
د. صالح حرسي البان
كان د. حرسي من الأعضاء المؤسسين لنقابة الأطباء، وكان يتعامل مع الوظيفة في أي موقع كان برؤية إدارية ومهنية ثاقبة ويتحاشى العمل غير المنظم والإجراء غير المدروس، ويوزع وقته بين العمل المكتبي والعمل الميداني، وقد كان - يرحمه الله - من المؤمنين بترجمة العمل من الورق على أرض الواقع.

د. أبوبكر سالم أحد شهود العصر
كما أسلفنا أن د.صالح حرسي قد زين صدره بوسام الواجب، من خلال تحمله عدة مسؤوليات، وأسهم بشكل فعال في تأسيس القواعد واللوائح والقوانين التي انتفعت بها المرافق الطبية والصحية، تعليمياً وإكلينيكياً ومن ضمن المسؤوليات التي تحملها إدارته لمستشفى الجمهورية التعليمي، وكان د. أبوبكر أحمد سالم أحد أشهر اختصاصيي الباطنة، من الذين عملوا تحت قيادته الإدارية. وقال لي د. أبوبكر: «يرحم الله د. صالح حرسي، لقد كان رجلاً إدارياً بمواصفات خاصة، وإذا عملت معه يتولد عندك انطباع بأن هذا الرجل كان شديد الحرص على دقة العمل وسيره بكامل وتيرته، وكان حريصاً على المال العام وكأنه ماله».

د. حرسي أحد رواد مبرز السادة آل العيدروس
اشتهرت عدن بالمبارز التي كان يرتادها شخصيات اجتماعية وسياسية وثقافية من مختلف الأطياف، ومن مبارز عدن كان مبرز (منتدى) السادة آل العيدروس، وكان كاتب هذا الموضوع أحد رواد منتدى السادة آل العيدروس في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، وشاركه في ارتياد المنتدى من مدينة الشيخ عثمان: فيصل محمد عبدالله وفضل العاقل وعوض علي باجناح وعبده علي بعيصي وحامد العصار.

كان من رواد المنتدى: د. صالح حرسي، حسين محمد ناصر، أسامة حسين عبدالنبي، عبدالجبار سلام، عبدالإله مبجر، م. عصمت خليل، م. محمد شفيق أمان، م. علي شفيق أمان، محمد أحمد حاجب، عادل عبدالحميد أمان، الكابتن طيار صديق زكريا وعبدالله الشلالي، وكنا نحاط برعاية منصب عدن، السيد مصطفى العيدروس وإخوانه الطيبين السادة حسين وشيخ وعيدروس العيدروس.. وراعي المنتدى محمد علي الاعجم، الذي ارتبط بالمبرز منذ أيام جد مصطفى العيدروس السيد ابوبكر العيدروس.

تولد لدى الجميع بأن د. صالح حرسي كان رجلاً بسيطاً ومتواضعاً وخدوماً، ومشاركاً حيوياً في النقاشات التي يستأنس لها، وكان - يرحمه الله - رجلاً مرحاً وقلّما تجده عابس الوجه.

د. حرسي والمشروع الطموح
بعد قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م وقيام أول حكومة، صدر قرار رئاسي بتعيين د. صالح حرسي مستشاراًَ لوزير الصحة بدرجة نائب وزير، وأسندت للدكتور حرسي مهمة إعداد مستشفى عدن العام ليكون مستشفى نموذجياً وكللت مهمته بالنجاح نظرياً، حيث وضعت خطته في الأدراج.

وفي العام 1993م انتقل د. صالح حرسي إلى جوار ربه مخلفاً وراءه أعمالاً جليلة وذكراً حسناً وولدين هما: 1- صالح، 2- محمد و(5) بنات وأرملة ومعاشاً شهرياً قدره (20) ألف ريال ومسكناً في خورمكسر تعرض جزء من مساحته للبسط.

أنظار أرملة د. صالح حرسي وأيتامها السبعة يتطلعون إلى رعاية الدولة وعناية نقابة الأطباء لتأمين المعاش الذي يليق بمكانة د. صالح حرسي، وتأمين السكن المناسب لأفراد أسرته الثمانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى