الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم وتجربة عمرها أربعون عاما

> «الأيام» محمد حمود أحمد :

> يقول الشاعر الغنائي الكبير عبدالله عبدالكريم في حديث الذكريات: «أحمد قاسم هذا الإنسان الفنان والموسيقار المبدع، كيف أستطيع أن أنساه، وبفضله أصبح اسمي بارزاً كشاعر أغنية يرن حتى اللحظة في آذان محبيه وعشاق فنه»، ويقول عن لطفي أمان ومحمد عبده غانم وعلي أمان:هؤلاء جاؤوا وارتقوا بكلمات الأغنية وهم الرواد ونحن نعد امتداداً لهم». لقد حل الأستاذ الشاعر والتربوي عبدالله عبدالكريم، ضيفاً على منتدى باهيصمي في أمسية احتفالية شعرية وغنائية، وقد أشار كل من عميد المنتدى فرحان علي حسن، ورئيسه محمد سالم باهيصمي، إلى أن الأمسية هي عرس لهذا الشاعر الكبير وتظاهرة للوقوف إلى جانبه وجمع أعماله وطباعتها وكذلك تكريمه بما يليق بعطائه الكبير منذ أوائل الستينات.

الشاعر عبدالله عبدالكريم يستهل حديث الذكريات قائلاً: «لعله من حسن حظي أنني عاصرت كثيرًا من الشعراء الكبار والفنانين القدامى وكنت من محبي الأغنية الوجدانية وكتبت الكثير من النصوص الغنائية وكنت أحد المعجبين بالموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم.

لقد كنت من المتتبعين للأغنية وإن بدا مستواها في الكثير من الأحيان هابطاً. وجاء لطفي ومحمد عبده غانم وعلي عبدالله أمان لينتشلوا الأغنية وينقلوها إلى مستوى أرقى. وتفوق لطفي أمان في تقديم الأغنية الوجدانية بقالب جديد متطور. وأتذكر بهذا الصدد جمعية مؤلفي الأغاني، وكيف تشكلت ودورها. ولقد أسهم لطفي في تقديم أغان لعبدالرحمن باجنيد وعلي أحمد جاوي وياسين فارع، ثم أعطى لكبار الفنانين أحمد قاسم، أبوبكر بلفقيه ومحمد مرشد ناجي».

رحلة إلى البدايات
وعن البداية يقول الشاعر عبدالله عبدالكريم: شجعني لطفي على تقديم أغنياتي للفنانين.

قمنا بزيارة للطفي أمان، وكانت معي كراسة تضم مجموعة من الأغاني كنت قد كتبتها ولما عرضتها عليه قال لي لطفي «وزع كلماتك للفنانين وإذا رجعك أحد عد إلي».

لماذا ضعف الأغنية؟

يقول الشاعر عبدالله عبدالكريم: يرجع ضعف مستوى الأغنية الآن إلى عدم وجود لجان لمراجعة النصوص واختيار الأغاني، كما كانت في السابق، وهذه اللجان مهمة جداً لمراجعة الأغاني ليس لأن الناس لا يحملون المعاناة ولكنهم لا يجيدون التعبير عنها. وتعود بي الذاكرة إلى البدايات فقد كتبت عام 1964م أربع أغنيات سلمتها لأحمد قاسم منها (بعد هجرك) وهي أول أغنية يغنيها لي:

بعد هجرك.. بعد غدرك

بعد سهدي والجراح

إيش يفيد ترجع لي ثان

والا تترجّى السماح

وأغنية أخرى هي (أخاف منك) وغيرها أماعن أول أغنية كتبتها فكانت في مرحلة الدراسة وأنا طالب حين وجدت فناناً يغني أغاني أحمد قاسم كما أتذكر فاروق عبدالقادر الذي أعطيته اغنية «عيديه» وأغنية لرمضان.

قبل أحمد قاسم شكلتُ ثنائياً مع فرسان خليفة
ثم جاء فرسان خليفة وكان أول لقائي معه في أغنية (صدقيني لما أقولك) وتتالت الأغنيات فشكلت معه ثنائياً، وهذا قبل أن أتعرف على أحمد قاسم، كما تعاملت أيضاً مع عدد من الفنانين. وهذا كان قبل الاستقلال. أما بعد الاستقلال فقد غلب على الأغنية طابع المناسباتية. بل وكثرت المناسبات وأتذكر من تلك الأغاني: (الله..الله.. يا أكتوبر.. الله على نورك في بلدنا) أعطيتها ليوسف أحمد سالم - على سبيل المثال - وأصبح لي ما يقارب 250 عملاً غنائياً مع الإذاعة والتلفاز، مع أحمد قاسم، محمد عبده زيدي، محمد سعد عبدالله، وهو أيضاً شاعر كبير في مجال الغناء، محمد مرشد ناجي، حسن فقيه، علي أحمد جاوي، فاروق عبدالقادر، جعفر عبدالوهاب، فتحية الصغيرة، فرسان خليفة وطه فارع وغيرهم.

ولي ديوان يتضمن (100) أغنية وجدانية يحمل عنوان (يا سلام عليك يا حب) وهناك أيضاً ديوان مخطوط بعنوان (قلب يحترق)

تكريم الشاعر.. وكلمة وفاء
قام الأستاذ فرحان علي حسن والشاعر محمد سالم باهيصمي بتسليم المحتفى به شهادة تقديرية من المنتدى وهدية رمزية تقديراً وعرفاناً لدوره في إثراء الأغنية الوجدانية والوطنية على مدى أربعين عاماً. وقد ألقى الشاعر عبدالله باكدادة مدير عام الثقافة بعدن، عبر الهاتف كلمة وفاء ومحبة للشاعر عبدالله عبدالكريم وأعرب عن عزم مكتب الثقافة تنظيم فعالية احتفالية كبيرة تليق بمكانته، وكذلك الإعلان عن تكريمه في إحدى المناسبات الوطنية القادمة بمعية الفنان القدير صالح باعيسى. ثم ألقى الأستاذ جميل محسن كلمة، حيا فيها الشاعر الكبير وقال: عبدالله عبدالكريم هو واحد من الشعراء الذين كتبوا الأغنية في عهد لطفي وغانم وعلي أمان والجرادة ولقمان، وشكل تعويضاً كبيراً بعد غياب جيل الرواد.

وفي كلمته الختامية عبر الرئيس الفخري للمنتدى الشاعر عبدالرحمن ابراهيم عن تقديره لمكانة الاستاذ عبدالله عبدالكريم، كتربوي وشاعر كبير أثرى الحركة الفنية. وقال: إنه لم ينل حظه بعد من التكريم اللائق به، وكذلك طباعة أعماله. وأبدى أسفه لغياب النقد الفني الذي يعطي المبدع حقه ويقيم الأعمال الشعرية والفنية على أسس صحيحة بعيداً عن المحاباة والمجاملة أو التحامل والنظرة القاصرة لهذه الأعمال. إن هذا النقد والتقييم سيبرز القيمة الابداعية لأعمال شعراء وقامات لها مكانتها كعبدالله عبدالكريم. وكان المنتدى قد تلقى مكالمة هاتفية أيضاً من الأستاذ محمد صالح الشعبي، مدير عام الثقافة بلحج، حيا فيها الضيوف والحاضرين في الأمسية. وضم صوته إلى جانب مكتب الثقافة في عدن وأعلن اشتراك لحج في تكريم الشاعر عبدالله عبدالكريم. وتحدث في الأمسية عدد من الأدباء والمثقفين: أحمد السعيد، عوض سالم عوض، علي مهدي محلتي، جمال حجيري، طه عثمان غانم، عمر مكرم عنتر، صالح حنش وعبدالله مقبل. وحضرها من الضيوف الأساتذة الدكتور طلال عمر بافقيه ومحمد عبدالله بازرعة، والفنانون صالح باعيسى وسعودي أحمد صالح، وعلي حسن دعبش. وأحيا الأمسية غناءً وطرباً الفنان القدير أنور مبارك ومحمد علي محسن وهشام وجلال شاهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى