اقصوصة بعنوان (صابرين)

> «الأيام» سالم العبد:

> عرفتها حين عرفتها «ليلى».. صغيرة مثل زهور الوديان البرية الفواحة بأريج الأرض والماء والهواء بُعيد انسياح الغيث كالدموع الكبيرة.. ثم يافعة تراوح بين براءة الطفولة وإشراقتها، وتطلُّعات الأنثى المغوية، كانت لا تنوه تطرق أبوابنا، ترتدي روباً ناحلاً اسودّت منه معالم عجيزتها المتحولة! لفترة ما..كانت تترقبني عند الباب لحظة خروجي، تنسجُ كل يوم قصة مؤثرة لتختلس مني مالاً ضئيلاً. ثم وهي لا تعي.. أو تتجاهل تكعب نهديها المتبرعمين، واستدارة كتفيها الرخصين، وامتلاء عجيزتها اللولبيَّة.. أحسست يومها وأنا أُمثِّل تصديق هذرها الجديد، أنني أشتهيها! تكاملت فيها روح الأنثى المغوية المغلَّفة بكوامن مسكرة لم تكتمل.. داريت زخم الفجاجة في داخلي، موالياً نقدها بما يجود به زهد الجيب، وسخاء القلب ولكنها كانت تطلب المزيد.

ذات يوم ، لمحتها تنسلُّ من دار جارنا وضحكةٌ وقحة تضجُّ بها قسماتها العذبة .. وإذن .. هل؟!

طردت الهاجس اللعين، ومضيت خبباً حتى لا أواجه نتوءات قرون سوداء، انبجست من ثنايا شعرها السَّبط، المسكوب على روبها الجديد!

ولما لم تعد تنتظرني لحظة خروجي عند الباب، ناسجة حكاياتها المؤثرة .. ولم أعد أرى تهللُّ وجهها الباذخ الفتنة وهي تتابع يدي تنسل داخل جيبي.. أدركت أنها نضجت، أو أنها تمثَّل النضج محاكاة لمأرب في نفسها.. وبعد تصرُّم سنوات من الجدب والمحل، سألت عنها .. ماذا أضحت؟ ولمن؟ قيل لي إن كهلاً قبيحاً قد اقترن بها، باسطاً كل ثروته وقبحه أمام ساقيها المدملجين.. ولم أعثر بعد ذلك حتى على حزني المؤثل لأنسجة حول قدّها الفريد، وعذوبة وجهها العميقة.. سيما وأنها قد استبدلت باسمها القديم.. اسماً جديداً لحظة عقدها العرفي.. أظن أنه «صابرين»!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى