اليماني: يمارسون التطرف والتعبئة الخاطئة والمدرسة ثكنة عسكرية,والحزمي:الدولة تلاحقنا بدلاً من ملاحقة الحوثيين

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
مدرسة الرحمن وأعمال التوسع بها
مدرسة الرحمن وأعمال التوسع بها
كان من المتوقع ان يجري أمس التوقيع على محاضر انتقال الإشراف على مدرسة الرحمن لتحفيظ القرآن الكريم من ادارتها الحالية الى وزارتي التربية والتعليم والأوقاف تنفيذا لتوجيه رئاسي وقرار صادر من مجلس الوزراء في وقت سابق، لكن ذلك لم يحدث كما كان مقررا له، بعد أن رفضت ادارة المدرسة التوقيع على تلك المحاضر معلنة أنها أجرت اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد صلاح الحزمي، خطيب مسجد الرحمن عضو مجلس النواب (صاحب المدرسة)، الذي بدوره وجهها «بعدم التوقيع على أية أوراق حتى يتم حضوره من قريته بمحافظة إب». ولم ينته هذا الموقف المفاجئ عند هذا الحد لكنه تحول الى مشهد تراجيدي أخذت وقائعه تتدافع باتجاه ذروة مأساوية وبصورة غير متوقعة، فقد قام احد المدرسين بالمدرسة برمي الأخ ياسر اليماني، مدير عام مديرية الوحدة بهاتف جوال ثم حاول الهجوم عليه وكاد ان ينال منه مستخدما (جنبية) كان يتمنطق بها.

وعند هذه النقطة الحرجة تدخل رجال الأمن في الوقت المناسب وقاموا بانتزاع الجنبية من الشخص المهاجم وعملوا على تحريزها.. ليمنعوا بذلك كارثة حقيقية كادت تقع داخل حرم جامع الرحمن المجاور للمدرسة.

ياسر اليماني يظهر الجنبية التي حاول أحد المدرسين الهجوم بها عليه
ياسر اليماني يظهر الجنبية التي حاول أحد المدرسين الهجوم بها عليه
شهد الموقف مندوب «الأيام» الذي كان قد تحرك حسب الموعد المحدد لتغطية فعاليات التوقيع على تلك المحاضر بين ادارة المدرسة وعدد من المسئولين هم الإخوة ياسر اليماني مدير عام مديرية الوحدة، المقدم عبدالعزيز الصماط مدير أمن منطقة الوحدة، خالد الغيل الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية، محمد الجميلي مدير ادارة التحفيظ بوزارة الأوقاف والإرشاد، وعادل المطري نائب مدير ادارة التحفيظ بمكتب التربية بالأمانة.

وفي مسرح تلك الوقائع أجرى مندوب «الأيام» استطلاعا لآراء الأطراف كافة.

عبدالوهاب السموي، مدرس بالمدرسة قال: «القضية ليست قضية إشراف وإنما قضية استيلاء وإغلاق كما حدث بمدرسة غزوة بدر، وهذا هو خوفنا من توقيع المحاضر، فنحن نرحب بالإشراف، لكن القضية هي قضية (استئصال) واغلاق وتهميش للمدرسة وللكادر الوظيفي فيها، وبشكل عام هذه المدرسة مفتوحة للجميع، فلدينا المناهج الحكومية والبرامج الصيفية أيضا.. فكيف تكون هذه المدارس مثيرة للفتنة؟! فالفتنة في رأينا هي في الاستحواذ واستئصال الآخرين».

من اليسار: مدير المدرسة عبدالوهاب السموي وإلى جانبه عبدالعزيز السماطي مدير أمن المنطقة
من اليسار: مدير المدرسة عبدالوهاب السموي وإلى جانبه عبدالعزيز السماطي مدير أمن المنطقة
عادل المطري، نائب مدير ادارة التحفيظ بمكتب التربية أمانة العاصمة قال: «بعد التحاور مع ممثلي الشيخ محمد الحزمي، تبين أن الشيخ اتصل هاتفيا بممثليه وأفادونا بان الشيخ الحزمي يرفض أي توقيع على أي محاضر للإشراف على المدرسة من قبل الدولة، حيث إن توجه الدولة واضح ويقضي ان تقوم بالإشراف على جميع المدارس الدينية بعموم محافظات الجمهورية، وهذا بتوجيهات من فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي كلف وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد بالإشراف الكامل والشامل على تلك المدارس من حيث الإدارة والمنهج والإشراف على الكادر، وهذا من شأنه تنظيم نشاط المدارس الدينية ويحول دون وجود فرص لظهور الفتن هنا وهناك سواء أكانت مذهبية او طائفية او متطرفة، ويقضي على النتوءات التي قد تحدث».

واضاف قائلا: «في ضوء ذلك قمنا بالنزول الى المدرسة وقابلنا الأخ عبدالوهاب السموي، مدير المدرسة الذي ابلغنا رفضه التوقيع على المحاضر معللا ذلك بأنه تلقى اتصالا من الشيخ محمد الحزمي، عضو مجلس النواب بمنعه من ذلك».

الدولة تلاحقنا بدلا من ملاحقة الحوثيين
وليد صلاح الحزمي (شقيق الشيخ الحزمي) قال: «نحن يا أخي أصبحنا لا ندري ما هو الوضع الحاصل، وما الذي يحدث في هذه الأيام؟ وبدلا من ملاحقة الحوثيين اصبحت الدولة تلاحقنا نحن الحلفاء الذين نخدم معها وفي نفس الخندق لمحاربة أعداء الوطن».

يمين: مدير التحفيظ بوزارة الأوقاف ونائب مدير التحفيظ بتربية الأمانة
يمين: مدير التحفيظ بوزارة الأوقاف ونائب مدير التحفيظ بتربية الأمانة
واوضح قائلا: «أعتقد ان الحملة الجارية على مدارس تحفيظ القرآن الكريم بشكل عام وعلى المساجد فهي تستهدف اجتثاثهما تلبية لمطالب امريكية وتأكيد واضح للتبعية الأمريكية، لذلك فنحن لن نوقع على أي محاضر من شأنها اغلاق المدرسة.. ونحن مرحبون بالإشراف على المدرسة من قبل الدولة ولكن بالشكل المعقول، وهذا هو كلام الشيخ محمد الحزمي لنا».

لماذا هم متخوفون؟!

خالد الغيل، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية الوحدة قال: «لماذا كل هذا الخوف؟ لماذا لا يريدون التوقيع على المحاضر؟ فليس هناك ما يستدعي حدوث هذا التوتر من قبلهم طالما ان الدولة تلتزم بالاحتفاظ بالمدرسة وكادرها وطلابها وستقوم وزارة الأوقاف والإرشاد بالإشراف عليها.. لماذا يحاولون اثارة فتنة؟ ان كل ذلك يوحي ان في الأمر شيئا يخفونه».

وأضاف قائلا: «تصور لقد وجدنا نموذج استمارة قبول لطلاب صف أول من صفحتين تحتوي على أسئلة ذات طابع نفسي لا استطيع أنا أن اجيب عليها، وهذا دليل على وجود شيء معين مجهول وتعبئة خاطئة للطلاب.

الأمر الآخر هو أن صاحب المدرسة عضو في مجلس النواب أعلى سلطة تشريعية في البلاد، كيف له وهو بهذا الموقع ان يرفض قرارا صادرا من مجلس الوزراء وبتوجيه من رئيس الجمهورية، مستغلا منصبه وعصابته التي شكلها داخل المسجد.. لماذا لا يواجه ويأتي بنفسه بدلا من التنفيذ والأمر عبر جهاز الهاتف الجوال؟

ثم إن تكاليف بناء هذه المدرسة من أين جاءت؟ ألم تأت من تبرعات المواطنين المقدمة للجوامع؟ علما أننا عند البدء ببناء المدرسة أتينا اليه حيث أبلغنا ان ما يجري هو توسعة للمصلين في الجامع، واذا بذلك يتحول الى مدرسة تقوم بممارسة نشاطات تسمى بالدفاع عن النفس والتعبئة الخاطئة للأطفال.. وكل ذلك يجري فيها باسم الدين».

النائب محمد الحزمي
النائب محمد الحزمي
لجئوا الى الاستفزاز لاختلاق مشكلة
ياسر اليماني، مدير عام مديرية الوحدة قال: «هذه المدرسة من (10) مدارس في مديرية الوحدة فقط، وهي غير خاضعة للإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد، وكجهة منفذة سنعمل بالتوجيهات وبأي طريقة كانت.

ان ما حدث اليوم من تهجم علي ورميي بهاتف، ولولا انني تمسكت بالحكمة لكانت حدثت كارثة، لأنهم أرادوا استفزازنا بأي طريقة ليستغلوها كفرصة لإثارة مشكلة، ولكنني عندما رأيت (الجنبية) تخرج عرفت ان الأمر استفزازي لذلك أمرت بانسحاب جميع العناصر من داخل حرم المسجد والمدرسة وحاولنا معهم بالحوار، الا ان الاتصالات الهاتفية التي كانت تصل الى ادارة المدرسة من الشيخ محمد الحزمي، عضو مجلس النواب قد حملت اليهم اوامر واضحة تقضي بعدم التوقيع، في وقت يقوم الشيخ نفسه بالتصريح بأنه يرغب بالتوقيع، وفي هذا مغالطة تكشف عن انهم يخفون أمرا ما نجهله».

المدرسة عبارة عن ثكنة عسكرية
ومضى اليماني متسائلا: «لماذا منعوا اللجنة من دخول المدرسة؟ أليس لأنهم لا يريدون ان يكشف أمرها كونها ثكنة عسكرية؟

ان ما يدل على موقفهم هذا حالة التعصب والهيجان والخوف التي يبدونها تجاه انتقال الإدارة والإشراف على المدرسة الى كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد.

لقد كان ردهم واضحا وصريحا وهو رفضهم القاطع للخضوع لأي إشراف على المدرسة من قبل الدولة، مؤكدين بمواقفهم تلك ممارستهم للتطرف والتعبئة الخاطئة للطلاب، وهذا لن يتم التساهل فيه مع أي طرف كان لكونه يشكل خطرا على الوطن وافراده.

لقد لمسنا اليوم انهم قاموا بدس عناصر جرى اخفاؤها في اماكن فوقنا، ما كشف لنا ان هناك أمرا خطيرا يدبرونه.. لهذا من المؤسف القول، انه اذا كان عضو في مجلس النواب أعلى سلطة تشريعية في البلاد يقف في وجه الدولة، من بعد ذلك سيطبق القانون ومن سيحترم مصلحة الوطن؟».

ما خفي هو الأعظم!!
وأضاف اليماني قائلا: «ان ما يجري في المدرسة هو في الظاهر مجرد ديكور، أما في الباطن فهم يمارسون التطرف والتعبئة الخاطئة المضرة بالوطن.

لقد قاموا بعد الصلاة بالقاء خطبة في المسجد هادفين الى تعبئة الناس، كما قاموا باستخدام الأطفال كدروع بشرية أمام المدرسة كي لا يدخلها أحد.

وإنني هنا أؤكد أننا بالصبر والحكمة لازلنا نتعامل معهم بلغة الحوار ولن نذهب الى ما يصبون اليه وهو اثارة فتنة واستخدام القوة، وأدعوهم للتقيد بالتوجيهات والقرارات وليس من حق أي شخص مهما كان موقعه ممارسة نشاطات تضر بالمصلحة والوحدة الوطنية وتعبئة الأطفال بأفكار متطرفة خاطئة باسم الدين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى