> يبدو أن سنوات القحط الكروي التي عاشتها عدن في طريقها إلى النهاية.. وذلك بعد أن بدأت ملامح اللون الاحمر العدني تكسو درع الدوري للدرجة الأولى هذا الموسم، فالبطولة الكروية الأولى في الجمهورية اليمنية تشير كل المؤشرات إلى ذهابها إلى ثغر اليمن الباسم.. وبالتحديد إلى القلعة معقل التلال، لتنهي أربعة عشر عاماً من القطيعة، ولتضفي مظاهر الفرح والمسرات على احتفالية التلال بذكرى ميلاده المئوية، وتؤكد ريادة التلال للكرة اليمنية وزعامته التي افتقدها لسنوات طوال.. ولتؤكد أيضاً جدارة التلال بتحمله مسؤولية الحفاظ على تاريخ مدينة عدن الرياضي بعد انفراط عقدة السلسلة الرياضية العدنية بسقوط جميع أنديتها إلى الدرجة الثانية، ومن ثم عودة الشعلة مجدداً هذا الموسم، فأندية عدن العريقة الميناء، شمسان، وحدة عدن والشعلة بسقوطها إلى الدرجات الكروية الدنيا رمت على كاهل التلال حمل مسؤولية الحفاظ على تاريخ عدن الرياضي والدفاع عنه، والتلال كان في مستوى المسؤولية وها هو اليوم على وشك إضافة إنجاز جديد لإنجازات عدن الرياضية.

وبالمقابل هناك وفي حاضرة اليمن وعاصمتها السياسية صنعاء يبدو أن ناديها الجماهيري الأول الأهلي يهيئ نفسه مبكراًَ لتسلم راية الدفاع عن الكرة الصنعانية، وذلك بعد أن اتضحت له رؤية المشهد الكروي هذا الموسم جيداً. وأكدت له سقوط ثلاثة من أعرق أندية صنعاء على الأقل.. الزعيم (الوحدة) والشعب واليرموك، هذا إذا افلت 22 مايو بجلده من مقصلة الهبوط، وحينها لن يتبقى من يحمل اسم صنعاء إلى جانب اسمه غير الأهلي.. وبذلك سيكون الأهلي النادي الصنعاني الوحيد في جمهورية الكرة الأولى .. فيا ترى هل سيكون في مستوى المسؤولية التي حملها التلال سنوات طويلة وحافظ عليها، رغم مروره بظروف غاية في الصعوبة.. والكرة مرة هنا ومرة هناك وماحد أحسن من حد؟

بقي أن أقول إن على التلال، وهو النادي الكبير الذي دافع عن تاريخ الكرة العدنية طويلاً وسيتوّجها بطلا للدوري اليمني إن شاء الله، أن يتحمل المسؤولية في انتشال أندية عدن الأخرى من أوضاعها، وبالذات الوحدة، ليعود لقطبي عدن نكهة لقاءاتهما وليعيد الجماهير إلى مدرجات الحبيشي وليعيد لتاريخ عدن الكروي اعتباره.

ومن مصلحة التلال أن يبقى وحدة عدن فريقاً قوياً ومنافساً.. لذلك فإن مساعدة التلال للوحدة ضرورية ومطلوبة في كل المجالات، حتى يعود الفيحاء كما ألفناه.