الأستاذة فتحية قاسم الشعيبي مستشارة المنظمة السويدية لرعاية الأطفال لـ «الأيام»:مشاركة الأطفال والأسرة والمجتمع مهمة جداً في التعليم الحديث

> «الأيام» عادل أحمد القحوم:

>
 فتحية قاسم الشعيبي
فتحية قاسم الشعيبي
تعتبر الأستاذة فتحية قاسم الشعيبي نموذجاً للمرأة اليمنية القادرة على شغل مناصب مهمة ربما يفكر البعض بأنها مقصورة على الرجال، تمكنت في العام 1997م من المساهمة في إنشاء إدارة التربية الشاملة بوزارة التربية والتعليم، وكانت أول مدير لهذه الدائرة منذ ذلك التاريخ حتى عام 2002م، وهو عام تقاعدها، إلى جانب شغلها منصب مستشارة وزير التربية والتعليم لشؤون المرأة، ولأنها من النوع الذي لا يهدأ في عمله فقد واصلت مشوارها العملي في منصب مستشارة المنظمة السويدية لرعاية الأطفال بمكتب المنظمة في صنعاء، الذي يتبع المكتب الإقليمي ومقره بيروت، لخبرتها الواسعة في العمل التربوي والدورات العديدة التي حصلت عليها في مجال التربية الشاملة.

ومن أجل الوقوف وفهم طبيعة نشاط هذه المنظمة في اليمن وخطوط التعاون بينها ووزارة التربية والتعليم، استغللنا فرصة وجودها في المكلا للإشراف على إحدى أنشطة المنظمة، وأجرينا معها هذا الحوار..

هل لكم أن تحدثونا عن المنظمة السـويدية لرعاية الأطفال، أهدافها ونشاطها؟

- المنظمة السويدية لرعاية الأطفال ومن اسمها تدل على أنها منظمة لرعاية الأطفال وكل الأطفال بدون استثناء، سواء أكانوا أطفالاً معاقين أو غير معاقين، فلها برامج واسعة ولها أكثر من أربعين سنة في الجمهورية اليمنية، ولها اهتمامات واسعة مع كثير من الوزارات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وعلى سبيل المثال الأحداث والمدارس والشؤون الاجتماعية والكثير من الجهات في الجمهورية اليمنية، تقوم المنظمة السويدية بمساعدتها في برامج الأطفال، كما أن لها برنامجاً خاصاً للاجئين على سبيل المثال الصومال في الجمهورية اليمنية، ترعاهم المنظمة السويدية إلى جانب برنامج الأمم المتحدة. المنظمة السويدية تعتبر من المؤسسين لبرامج التربية الشاملة في الجمهورية اليمنية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وقد بدأت هذا البرنامج منذ عام 1997م حتى يومنا هذا. وأيضاً لدينا ارتباط وثيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية (برنامج التأهيل المدني) الذي كانت تموله المنظمة السويدية للاطفال، بعد ذلك احتضنت منظمتنا جمعيات متخصصة تهتم بالأطفال وهي جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة تابعة لبرنامج التأهيل المجتمعي، وأيضاً كثير من الجمعيات مثل جمعية الإيمان، جمعية المعاقين جزئياً، جمعية التحدي، الجمعيات التي تعنى بالمعاقين، جمعية الصم التي ترعاها المنظمة السويدية، وذلك في سبيل تحقيق شعار وبرنامج التعليم للجميع وفي سبيل إعطاء الحق في العيش والحياة لكل الأطفال.

وماذا عن أنشطتكم في محافظة حضرموت؟

- بالنسبة لمحافظة حضرموت فهي إحدى المحافظات التي حظيت باهتمام وزارة التربية والتعليم في إدماج الأطفال المعاقين من مدارس التعليم العام، وتم تحويله إلى برامج التربية الشاملة التي تعنى بكل أطفال التعليم العام. فتم تحديد مدارس لتكون نواة لبداية البرنامج في التربية الشاملة حتى تنجح التجربة وهي (الجماهير، الخنساء، ابن خلدون، سمية، مجمع فوه التعليمي)، والحمد لله أن هذه المدارس قد بدأت تنال حقها من الخطة العامة لوزارة التربية والتعليم المشتركة مع المنظمة السويدية في إعداد وتأهيل المعلمين، وأيضاً في اللقاء بمكتب التربية والذين لهم علاقة بالتعليم الأساسي والثانوي.

أقمتم خلال شهر يونيو الفائت دورة خاصة بمعلمي الصفوف (1-3) لمدارس التعليم الأساسي لمدارس التربية الشاملة، كيف جاءت هذه الدورة ونتائجها؟

- هذه الدورة التي أقيمت ما هي إلاّ أول دورة تدريبية للمعلمين نقيمها في حضرموت، وهي بداية لعملنا وهناك عدة دورات قادمة ومن خلال خطة مشتركة مع وزارة التربية والتعليم والمنظمة السويدية، سيتم تدريب وتأهيل مدربين من محافظة حضرموت للقيام بعملية التدريب محلياً داخل المحافظة، وفي هذا الجانب نشكر مكتب التربية بمحافظة حضرموت، الذي قام مشكورآً بالاعداد والتهيئة لهذه الدورة ممثلاً بـ (دائرة التربية الشاملة) ونشكر وزارة التربية والتعليم التي وافقت على قيام مثل هذه الدورة في فترة صعبة تزامنت مع امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. بالنسبة للمعلمين والمعلمات المشاركين في هذه الدورة أرى أنهم لم يحظوا بدورات تأهيلية حسب المتغيرات الجديدة في العالم، فما زالوا مثلما تخرجوا من مراكزهم التعليمية السابقة.

نحن نعلم أن هناك صعوبات كثيرة منها أن المعلم لا يزال مهضوما في حقوقه في المدرسة وفي الصف، أعداد الطلاب كبيرة ومزدحمة، والمدرس لا يقدر أن يفي كل طالب حقه.. وأول ما بدأنا الدورة كنا قد لاحظنا أن المتدربين كانوا بعيدين للغاية عن الأساليب والطرق التي بدأنا العمل بها، ولكن في اليوم الثاني بدأ الاندماج والتأثير والتأثر، وأحسوا بأنهم كانوا بعيدين كثيراً عن الأساليب التعليمية الحديثة، وهي أن معظم العمل يجب أن يقوم به الطالب، أما المدرس فعمله إشرافي وتوجيهي.. وقديماً كان المعلم هو الملقن والطالب هو المتلقي، وبذلك فإن عملية التعليم غير مجدية بالإضافة إلى أن الإمكانيات شحيحة والظروف الأسرية صعبة.

وأتمنى بعد هذه الدورة أن يكون المعلم قد أرسى قاعدة في حياته وعرف المتغيرات الحاصلة في العملية التربوية والتعليمية وينقلها نقلة مباشرة الى المدرسة، أيضاً أتمنى لكل طاقم العمل التربوي في المدارس أن تكون لهم دورات مماثلة، بحيث يكون التأثير والتأثر بشكل جماعي حتى مجالس الآباء والأمهات لا بد أن تكون لهم دورات خاصة في هذا الجانب، وبذلك يكون الكل يساعد الكل، حتى عندما يبدأ المدرس بالعمل داخل المدرسة لا يتم تقديم أي لوم له. الأمر المهم أن تتهيأ لهؤلاء المتدربين الظروف المناسبة عند عودتهم لمدارسهم، ولكي يحصل كل طفل في الصف على حقه من التعليم ويعود للبيت وقد حصل على معلومات وحقائق جديدة.

وكما قلت في الماضي كان الطلاب الأذكياء هم الذين يحصلون على القسط الأكبر من التعليم.. فنرجو أن تتغير عملية التعليم الى تعلم، لأن مشاركة الأطفال ومشاركة الأسرة ومشاركة المجتمع مهمة جداً في التعليم الحديث.

بالنسبة للتعاون بينكم ووزارة التربية والتعليم ما طبيعته؟

- المنظمة السويدية هي الشريك الأول لوزارة التربية في برنامج التربية الشاملة، وسعت لجلب شركاء آخرين داعمين لبرنامج التربية الشاملة مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية، منظمة اليونسكو، منظمة اليونيسف والمنظمة الإيطالية (هوفي موندو).. وبجهود المنظمات الداعمة وجهود وزارة التربية سوف نصل إلى الهدف الأسمى الذي تنشده بلادنا، وهو تحقيق التعليم للجميع حتى عام 2015م، وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية التي عقدت في أمانة العاصمة عام 2000م، والتي هدفت أن التعليم للجميع في اليمن أسوة بكثير من دول العالم حتى لا يكون هناك طفل خارج منطقة التعليم.

ونسعى كثيراً لضم منظمات أخرى ستعمل في هذا البرنامج من خلال برنامج التربية الشاملة مع وزارة التربية والتعليم والصندوق الاجتماعي للتنمية، هناك خطة مستقبلية ستبنى بين هذه الجهات الثلاث غير هذه الخطة التي تعمل فيها، وإن شاء الله تكون في بداية العام الدراسي 2005-2006م، وستكون هناك دورات تخصصية مثل دورات الكفيفين ودورات للصم ودورات للمعاقين حركياً.

ما هي المحافظات التي يشملها برنامجكم؟

- بالنسبة للمحافظات التي بدأت فيها المشروع منذ عام 1997م وحتى عام 2002م، فهي محافظات لحج وأبين وتعز، وبعد ذلك توسعنا إلى الأمانة وعدن وحضرموت والحديدة والمحويت وإب وذمار.ونأمل أن نتوسع إلى محافظات أخرى، ولكن بعد أن ننجح في هذه المحافظات أولاً.

كلمة أخير تودين قولها.

- للأسف اكتشفنا أن بعض مدراء المدارس لديهم العصي وأدوات ضرب مختلفة، ويقومون بتوزيعها على المعلمين لضرب التلاميذ داخل الصفوف، وأرفع هذه العبارة لكل يمني تهمه العملية التربوية والتعليمية بأنه ممنوع ممنوع ممنوع ضرب الأطفال في المدارس. وهنا اقترح أن تعلق اللائحة المدرسية وأجزاء منها داخل المدرسة وتوزع على الآباء ولكل مهتم بالتعليم حتى يعرف كل واحد داخل المدرسة حقوقه وواجباته وما له وما عليه.. كما يجب على الآباء والأمهات أن تكون لديهم خلفية عن اللائحة المدرسية التي لا يعلمها إلاّ مدير المدرسة، وبذلك تشارك الأسرة في عملية التعلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى