كرة القدم .. سلعة رائجة

> «الأيام الرياضي» صالح علي بامقيشم / ثانوية نصاب - شبوة

> اختلفت آراء الفلاسفة والمفكرين حول تعريف الإنسان تعريفاً يميزه عن بقية المخلوقات .. الفلاسفة وصفوه بأنه مخلوق مفكر، وعلماء النفس قالوا مخلوق ضاحك، بينما قال علماء اللغة إنه مخلوق ناطق، وعلماء الأخلاق إنه مخلوق كاذب! ولم نلتفت إلى وصف الإنسان بأنه مخلوق لاعب! «اللعب جوهر الحضارة، فالحضارة تتطلب أولاً الاجتماع الانساني، اجتماع أولئك الذين يستطيعون اللعب ويفهمون كيفيته» (هويزنفا).

إن اللعب هو الملاذ الذي يسيطر فيه الانسان على قدره ويتحكم في مصيره ويتمرد على كل القيود ما عدا التي وضعها بنفسه والتزم باتباعها بقناعة وطواعية (قوانين اللعب)، ومع ذلك فقد بقي الإنسان اللاعب على فطرته فلم يتخلّ عن الغش والخداع والعنف والسعي إلى الفوز بأي وسيلة. إن أشهر لعبة وأكثرها متعة هي كرة القدم، وقد لفتت أنظار الباحثين لانتشارها في كل الدول وكل طبقات الشعوب، ويعتقد أن شعبيتها ناتجة عن أنها تسمح للفرد بالاندماج والانصهار في الجماعة، وتتيح له التعبير عن عواطفه وخاصة إذا كانت باسم الوطن، كما أن كرة القدم تفتح المجال للمفاجآت المثيرة، فكل مباراة أو بطولة حدث لن يتكرر، أي أنها شبيهة بالأسطورة التي تلغي تعقيدات الإنسان وتعطيه معنى بساطة الجوهر. وما تجمعات الكؤوس الأممية وبطولات كأس العالم إلا محاولة لأنسنة الطبيعة وامتلاكها للتحرر من سيطرتها. لكن كرة القدم أصبحت وسيلة بيد المؤسسات الصناعية لترويج سلعها من الملابس والتجهيزات وتحول اللاعبين والفرق إلى مروجين لمنتوجاتها من القمصان والشورتات والأحذية والحقائب، ونحن نرى الشعارات التجارية على ملابس اللاعبين واللوحات الإعلانية عند خطوط التماس. والآن فليحكم القارئ العزيز بنفسه أي التعابير أكثر رواجاً، (الأخلاقية): التضحية، البطولة والفوز أم (التجارية) العقد، البيع والشراء والتي تحول الإنسان من لاعب إلى (ملعوب بروحه).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى