بلدة ايطالية تتخصص في نحت التماثيل الرخامية

> بييتراسانتا/ايطاليا «الأيام» رويترز :

> لو كان فنان عصر النهضة الايطالي مايكل انجلو على قيد الحياة في وقتنا هذا ربما كان يعكف على النحت او تدريس الفن.. او عله كان ينطلق في سورة غضبه المعهودة هنا في منطقة "الحجر المقدس".

انها بييتراسانتا احدى بلدات مقاطعة توسكانيا وتعرف ايضا باسم مستعمرة الفنانين ذات الصيت وبها قسم لفن النحت ومنطقة اخرى بها متحف مفتوح وصالة للعرض.

ويعشق الفنانون هناك في بييتراسانتا وهي كلمة ايطالية تعني "الحجر المقدس" شيئا واحدا لا غير سواه.. انه الرخام.

وقالت كيرا مكمارتن مديرة ستوديو سيم الاسطوري في بييتراسانتا "هذه المنطقة بأسرها مخصصة للنحاتين. انه مجتمع يقتصر على الفنانين لذا فانه فريد من نوعه.

"واضافت فيما كان النحاتون ينهمكون في ابداع اعمالهم الفنية "ما من مكان آخر في العالم لديه مثل هذه الامكانات والبنية المساعدة."

واذا سرت عبر مناطق بييتراسانتا لاكتسى الحذاء على الفور بطبقة رقيقة ناعمة من غبار الرخام الابيض الذي ترتفع اعمدته تحت اشعة شمس توسكانيا.

وتنتشر في بييتراسانتا ستوديوهات عديدة للرخام ومسابك البرونز حيث يساعد فنانون متمرسون ممن تجري في عروقهم فنون النحت من اسلافهم منذ قرون فنانين آخرين وغيرهم من المشاهير في انجاز ابداعاتهم.

والفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو مجرد واحد من الفنانين ممن يعيشون هنا ويعملون جانبا من الوقت خلال العام.

ومن بين الفنانين المعاصرين الاخرين ممن يعملون مع اساتذة فن النحت والبرونز في بييتراسانتا الامريكي جيف كونز والنرويجي نوت شتين والبريطاني مارك كوين.

ومن بين المنحوتات الضخمة للفنان كوين "السيدة أليسون لابر" وهو تمثال رخامي لام معوقة سيعرض لمدة نحو 15 شهرا في العام القادم في ميدان الطرف الاغر بالعاصمة البريطانية لندن. ويجري الان على قدم وساق العمل في نحت التمثال في ستوديو فرانكو شيرفيتي.

أما الممثلة الشهيرة جينا لولو بريجيدا فقد عادت مع تقدمها في العمر الى عشقها القديم.. النحت. وهي تعيش الان وتعمل في بييتراسانتا بعض الوقت خلال العام.

وقالت "هنا اشعر أنني شخص طبيعي. الناس يعرفون من أكون الا انهم يتركونني وشأني كي أتنفس وأركز في عملي."

وأضافت "في السينما يجب ان أعمل وفق تعليمات المخرجين. لكن في فن النحت أصبح سيدة نفسي وأترك ذاتي على سجيتها لتعبر عما أريد."

ويتلمس الفنانون بوتيرو وكوين ولولو بريجيدا وكونز وآخرون آثار اسلافهم في بييتراسانتا.

في العام 1518 وبناء على أوامر من البابا ليو الخامس الذي ينحدر من اسرة مديتشي طفق الفنان مايكل انجلو يجوب محاجر منطقة جبل التيسيمو القريبة بحثا عن الرخام لينحت بعضا من تحفه الفنية الخالدة.

وقالت مكمارتن وهي امريكية انتقلت الى بييتراسانتا عام 1980 وترأس الان ستوديو سيم "لو كان (مايكل انجلو) بيننا اليوم فربما جعلنا جميعا نعمل معه وربما كنت انا اتنقل جيئة وذهابا بين هنا وفلورنسا."

ويعتقد البعض ان الفنانين هم الذي يقومون بنحت جميع التماثيل الا انه في حقيقة الامر فان فناني بييتراسانتا والى جانبهم فنانون آخرن من منطقة تعرف باسم "حزام الرخام" يشاركون في معظم الاعمال النحتية بالاستعانة بنماذج مصنوعة من الخشب أو الجص.

وقالت مكمارتن "انها فكرة رومانسية للغاية الا ان نحاتين لا يملكون المال هم الذين يقومون بكل العمل." واضافت "قد يستغرق عمل كبير نحو عام. خلال هذه الفترة تدور في ذهنه عشرة مشروعات مستقبلية."

ويستعين فنانو بييتراسانتا بادوات قياس بسيطة عتيقة الطراز لقياس الاطوال ومعايرتها بين مختلف النقاط فيما يستخدم بعضهم معدات عصرية تعمل بضغط الهواء.

ويقول شيرفيتي "يجب الا يستغرب احد. حتى مايكل انجلو كان معه من يساعده في اعداد العمل."

وبخلاف العمل مع الفنانين المعاصرين لانتاج ابداعات يتولى ستوديو شيرفيتي مهمة انتاج نسخ بالحجم الطبيعي من التماثيل الكلاسيكية مثل اعمال مايكل انجلو النحنية.

وعلى سبيل المثال تتكلف النسخة من الرخام لاحد اعمال مايكل انجلو 80 الف يورو (120 الف دولار).

وفيما تضطلع ستوديوهات شيرفيتي وسيم بالاعمال الضخمة الباهظة الثمن تتعامل لين ستيتر وهي من كاليفورنيا وعمرها 50 عاما تعيش بعض الوقت في بييتراسانتا منذ عشرين عاما مع الاعمال النحتية الصغيرة للفنانين المبتدئين.

تقول ستيتر وقد غطت شعرها وسط غبار الرخام "للفنانين هنا تاريخ حافل."

ووزعت ستيتر المتحمسة للرخام قمصانا على طلبتها مكتوب عليها شعار "لا تخلطوا بين الرخام والجرانيت."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى