> اطلق سراح قائد الميليشيا السابق المناهض لدمشق سمير جعجع امس الثلاثاء بعد ان قضى في السجن اكثر من 11 عاما في خطوة تصالحية بين اللبنانيين بعد ان سحبت سوريا قواتها من لبنان في ابريل نيسان الماضي منهية 29 عاما من وجودها العسكري.

وكان جعجع قائدا لميليشيا القوات اللبنانية وهي ميليشيا مسيحية مناهضة لسوريا تحولت الى حزب سياسي.

وافرج عن جعجع (52 عاما) بعد ان اقر البرلمان اللبناني الذي يضم اغلبية معارضة لسوريا قانون عفو يسمح له بالعودة الى العمل السياسي.

وانتقل فور الافراج عنه من سجنه في وزارة الدفاع بمواكبة من الجيش اللبناني الى صالون الشرف في مطار بيروت حيث التقى بمجموعة من مناصريه ومسؤولين سياسيين قبل مغادرته البلاد برفقة زوجته النائبة في البرلمان ستريدا جعجع لاجراء فحوص طبية والاستجمام.

ووصل سمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" المسيحي المنحل مساء امس الثلاثاء الى باريس بعد ساعات من اطلاقه بعدما امضى 11 عاما في الاعتقال، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وغادر الزعيم المسيحي المناهض لسوريا الذي حظي بالعفو الاسبوع الماضي مطار رواسي الباريسي بعيدا عن الاضواء

وتوجه جعجع الذي بدا شاحبا قليلا الى اللبنانيين بكلمة قائلا "ايها اللبنانيون..خرجتم من السجن الكبير الذي كنتم قد وضعتم فيه فأخرجتموني معكم بالفعل ذاته من السجن الصغير الذي كنت قد وضعت فيه."

واردف جعجع قائلا بنبرة قوية كما عهده اللبنانيون في السابق "لا اخفي عليكم ان امامنا اطنانا من اثقال العمل لكنني اعاهدكم على اننا لن نرزح تحتها ولا اخفي عليكم ان بيتنا اللبناني الداخلي في حالة اختلال وعدم توازن نتيجة الخمسة عشر عاما من القهر لكننا لن نألوا جهدا لمزيد من التفاهم مع حلفائنا على اعادة التأهيل اللازمة."

ومضى يقول "قضيت احد عشر عاما في زنزانة ضيقة تحت الارض معزولا تماما عن العالم الخارجي ومن دون اختلاط داخل السجن قطعا حتى في خلال النزهة اليومية."

وقال "كانت ظروف اعتقالي قاسية حقا قاسية."

وفي لهجة تصالحية وفي دعوة لنسيان سنوات الحرب أضاف "علينا ان نتعاون جميعا بروح مختلفة كليا عن سنوات الحرب. ولكي نتعاون جميعا يجب ان لا ننظر الى الاخرين معتمدين على احكام مسبقة مبنية على نظرتنا السابقة اليهم ابان سنوات الحرب لانه كان لتلك الحرب منطقها الذي لم يعد قائما او صالحا ليومنا هذا فلننظر نحو المستقبل."

ووجه جعجع تحية الى البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الذي شوهد على شاشة التلفزيون وهو يتابع من مقره في الديمان في شمال لبنان وقائع كلمة جعجع.

كما حيا جعجع من وصفهم بحلفائه ومنهم سعد الحريري نجل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير شباط الماضي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي خاض معه حربا عنيفة خلال الحرب الاهلية قتل فيها المئات وانتهت بهزيمة القوات اللبنانية ونزوح الاف المسيحيين من منطقة الشوف جنوب شرقي بيروت في عام 1983 .

وحكم على جعجع بالسجن مدى الحياة في اربع قضايا تتعلق بجرائم ارتكبت ابان الحرب الاهلية. وبعد أن امضى بالسجن اكثر من 11 عاما اطلق سراحه بعد ان توحد معظم اللبنانيين في المطالبة بالافراج عنه تكريسا لما اسموه بالمصالحة الوطنية الشاملة.

ويلقي مؤيدوه باللوم في سجنه على التدخل السوري قائلين ان دمشق اعتبرت موقفه المناهض لسوريا يمثل تهديدا لها.

ويأتي اطلاق سراح جعجع بعد اكثر من شهرين على عودة الزعيم المسيحي العماد ميشيل عون من المنفى في السابع من مايو ايار الماضي والذي كان خاض ضده حربا في عام 1990 سميت بحرب الالغاء وانتهت بخسارة الاثنين وقادت احدهما الى المنفى والثاني الى السجن.

واليوم يعود التيار الوطني الحر بزعامة عون والقوات اللبنانية بزعامة جعجع كقطبين اساسيين على الساحة المسيحية بعد ان اثبتا حضورهما من خلال الانتخابات الاخيرة التي جرت خلال الشهرين الماضيين حين حصد عون وتحالفه 21 مقعدا في البرلمان وتمكنت القوات اللبنانية من ادخال ستة نواب الى المجلس النيابي بعد التحالف مع سعد الحريري ووليد جنبلاط.

وعمت الاحتفالات باطلاق سراح جعجع المناطق المسيحية وارتدى بعض مناصريه قمصانا تحمل صورته كتب عليها "جعجع ..المارد المتمرد" وكتب على خلف القميص عبارة "بك ننتصر".

وفي ساحة ساسين في منطقة الاشرفية ذات الغالبية المسيحية رقصت الحشود على انغام اناشيد القوات اللبنانية التي تهتف لجعجع ولزوجته وحمل الشباب والشابات ومعظمهم من المراهقين اعلام القوات اللبنانية بينما كان بعضهم يوقف سيارات المارة ليوزع عليهم الحلوى والورود الحمراء وينثرون عليهم الارز,وانتشر رجال الامن بكثرة في المنطقة.

وقالت رشال التي تبلغ من العمر 17 عاما "لا توجد كلمة تعبر عن مدى السعادة التي نشعرها. اليوم هو يوم استقلال لبنان الحقيقي..هو يمثل امل لبنان وخلاصه."وقال جو وعمره 17 عاما "اليوم يعني ان الحرب الاهلية انتهت وحان الوقت لنذهب الى الامام ونعزز الوحدة الوطنية."

وفي قطاع غزة تظاهر العشرات من اللاجئين الفلسطينين احتجاجا على اطلاق سراح الرجل الذي يتهمونه بانه مجرم حرب بسبب دوره في عمليات القتل التي ارتكبت ضدهم من قبل ميليشيا مسيحية موالية لاسرائيل في مخيمات اللاجئين في لبنان عام 1982.

وقال عبد الرؤوف بربخ احد منظمي المظاهرة"نحث الامم المتحدة على ان تحاكم جعجع في محكمة العدل في لاهاي بسبب دوره في مجازر صبرا وشاتيلا."