مع الأيـام...(سوار الذهب) آخر أم (مانديلا) بالعربي؟

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
لا نذيع سراً إذا قلنا إن إعلان الرئيس عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة كان سيد أحاديث المنتديات واللقاءات على مختلف المشارب، وقد تباينت وجهات النظر بين مصدق ومكذب، ولكل رأي أسبابه ومبرراته، وبغض النظر عن أي حسابات فإن مآثر الزعماء لا يمكن أن تتوقف عند السوداني (عبدالرحمن سوار الذهب) أو الجنوب افريقي (نيلسون مانديلا).

عبدالرحمن سوار الذهب الذي يوصف بأنه أشرف انقلابي عربي على الإطلاق تخلى عن عرشه كحاكم للسودان خلال عام واحد من توليه السلطة إثر انقلابه على حكم النميري، الذي اشتعلت في آخر أيام حكمه اضطرابات هددت وحدة السودان واستقراره، وقد كان تخليه لحكومة شرعية انتخبها أهل السودان بمطلق الحرية، وكان الحال الذي تجاذب النخب السياسية في السودان بعد تنحي سوار الذهب ومجيء حكومة الصادق المهدي ثم انقلاب (الإنقاذ) هو (وحدة السودان على أساس مواطنة متساوية وفرص متكافئة، أو وحدة إلحاق أعداد أخرى من دافعي الضرائب ومساحات من الأراضي ينهب خيراتها غير أهلها)، صحيح أن النخب عادت إلى جادة الصواب بعد الاتفاق الأخير وبعد ثمن غال، لكن مع ذلك بقيت مكانة سوار الذهب سودانياً وعربياً بوصفه (استثناء) كحاكم عربي.

أما الزعيم الجنوب افريقي (نيلسون مانديلا) فقد خرج من زنزانته التي مكث فيها (27) عاماً إلى كرسي الرئاسة، وقد وصلت مكانته في عقول وقلوب مواطنيه حد (التقديس)، ومع ذلك زهد في السلطة حتى يؤسس لمفهوم التداول السلمي، وظلت مكانته رفيعة بما يليق بتاريخه النضالي وزهده في الحكم، ولم تنحصر هذه المكانة بين مواطنيه بل تعدتها لتصبح مكانة عالمية.

صحيح أننا في البلاد العربية وكثير من بلدان العالم الثالث لم نألف عبارة (الرئيس السابق) فما عهدناه هو (الرئيس المخلوع) أو (الرئيس المغفور له)، وصحيح أن مفاتيح كل شيء في جيب الرئيس في هذه البلدان، وأن أحلامه أوامر ورغباته في متناول اليد، وأن كل ذلك يمنح السلطة شهوة لا تضاهى، ما يجعل التخلي عنها طواعية قمة الزهد، لكن لماذا لا نكون كجنوب إفريقيا، حديثة العهد بالديمقراطية، أو السودان، حديثة العهد في الاعتراف بتنوعها .. ولماذا لا يكون الرئيس اليمني (سوار الذهب) آخر أو (نيلسون مانديلا) بالعربي؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى