> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:
- محتجات: الموت أصبح أفضل بكثير من الحياة البائسة بعدن
- القيادات تتاجر بمعاناتنا والمواطن يكتوي بالأزمات
- الحكومة المقيمة في الخارج لا تمت للشعب بصلة
- حقوق المواطنين أهدرت بين 8 رؤساء
> خرجت جموع غفيرة من نساء عدن، اليوم السبت، في تظاهرة هي الأولى منذ حقبة الاستعمار البريطاني لمدينة عدن، وذلك احتجاجا واستنكارا لانهيار الخدمات الأساسية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة.

ورفعت نساء عدن في التظاهرة التي أقيمت في ساحة العروض بخورمكسر تحت اسم "ثورة النسوان" اللافتات المنددة بالانهيار الخدماتي والمعيشي الكامل في عدن، والذي لم يسبق للمدينة وأهلها أن شهدوا مثيلا له على امتداد العقود الماضية ومنذ رحيل الاستعمار البريطاني.

وقالت المواطنة شفيقة عبدالله محمد: "نحن نوجه حديثنا للحكومة التي هي ليست بحكومة في الأساس كونها تعيش خارج الوطن، فالوزراء الذين يحبون وطنهم يعيشون داخل بلادهم، لينظروا في أمر مواطنيهم، ويلبون احتياجاتهم، ويهتمون بحقوق رعيتهم"، مضيفًة أن "الحكومة الحقيقية لا تعمل بالتجارة ولا تهتم بالربح والمكسب، ولا تعبث بمقدرات الوطن".

وأضافت شفيقة، "الحكومة التي لا تعطي للناس حقوقهم فهي لا تمثلها"، قائلة للوزراء "أنتم تمثلون أنفسكم ولا تمثلون الشعب".

ووجهت المواطنة ذاتها والمشاركة في الاحتجاج رسالتها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية قائلة: "بما أنكم تقولون إن اليمن يقع ضمن البند السابع إذًا عليكم التزام كامل بمنح الشعب حقوقه كاملة ومن أبرزها توفير خدمة الكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب العاطلين عن العمل، ودعم العملة المحلية لمكافحة ظاهرة غلاء أسعار المواد الغذائية، ومكافحة الفساد المستشري في البلاد".

وأردفت: "الموت أصبح أفضل بكثير من هذه الحياة البائسة التي يعيشها الناس، الناس مظلومون والموت أرحم من هذا الوضع المعيشي الكئيب".

وطالبت التظاهرة الحكومة بأن تعود إلى أرضها، والعمل من داخل العاصمة عدن، مناشدة مجلس الوزراء القيام بواجبه بإنهاء الأزمات، أو الرحيل وترك الشعب يواجه مصيره.

المتظاهرة علياء علي محمد عبده، قالت بدورها: "أهالي عدن لم يكونوا بهذا الوضع في الزمن الماضي"، مردفًة أن "المدارس مغلقة بسبب الإضراب، والحال قد ضاق بسكان عدن جراء عدم استلامهم رواتبهم، بالإضافة إلى انعدام خدمة التيار الكهربائي وخصوصًا في فصل الصيف، وكذا انقطاع الماء عن منازل السكان".


وتساءلت علياء: "إلى أين سيصل بنا المطاف؟"، مستغربًة من "غياب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولا يعلم الناس من هو الرئيس الفعلي في مجلس القيادة الرئاسي من بين الثمانية الأعضاء، والذي بيده الصلاحيات الكاملة لإنهاء كل هذه الأزمات".

وطالبت المشاركة في المظاهرة النسوية من مجلس القيادة الرئاسي أن "ينزل إلى الشعب ويتلمس هموم المواطنين، ويقترب من معاناتهم اليومية المستمرة والتي تتفاقم يومًا عن يوم"، مؤكدًة أنها وعدد من موظفي الدولة يتسألون "إلى أين تريد الحكومة أن تأخذ الشعب المغلوب على أمره؟".

وأكدت علياء أن عدن كانت من أفضل المدن العربية في حصول مواطنيها على الخدمات الحكومية دون انقطاع وباتت اليوم من أسوأ مدن العالم في المعيشة اليومية بسبب حكام هذه البلاد بالرغم من أن عدد سكانها قليل وليست بتلك الكثافة السكانية مقارنًة بالمدن العربية كالقاهرة أو دمشق أو بغداد.

أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية وهو الطالب في المستوى الأول بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن صالح الشعيبي أفاد أنه وزملائه طلاب الكلية عجزوا عن مراجعة دروسهم نتيجًة لغياب خدمة الكهرباء، وكذا الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو في العاصمة عدن، علمًا بأن التيار الكهربائي يعمل لمدة ساعتين فقط في الـ 24 ساعة، واصفًا الوضع بالمأساوي.

وطالب الشعيبي الحكومة بتوفير الماء والكهرباء، وخفض سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وقد فشلنا في مجاراة أسعار مستلزمات الدراسة بحيث إن كل شيء قد ارتفع ثمنه، حتى الطعام والشراب لم نستطع إيجاده لكي نوفر مصروفات الكلية.

جدير بالذكر أن مراسل "الأيام" قد تعرض إلى مضايقات من بعض الجنود الذين تحدثوا إليه بطريقة استفزازية، مهددين بأخذه على متن الطقم الأمني إلى أن تدخل مدير قسم شرطة خورمكسر النقيب أحمد فضل الشاعري وحال تدخله دون توقف التغطية، والذي بدوره سمح للمراسل باستئناف تغطيته الصحفية للوقفة الاحتجاجية.