> محافظات «الأيام» خاص:
- مواطنون: الجنوبيون أصبحوا عاجزين عن توفير وجبة واحدة
- سقوط العملة دفع بشريحة واسعة إلى التسول وبراميل القمامة
وعلى الرغم من كافة التصريحات والوعود الحكومية بمعالجة الأزمة الاقتصادية إلا أن الانهيار المتسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية لا يتوقف على مدار ساعات اليوم والتي تشهد بشكل غير منطقي قفزات كبيرة في قيمة صرف العملات الأجنبية وسط عجز المواطنين عن مواكبة الغلاء الذي عصف بالقدرة الشرائية للمواطنين ودفع بشريحة كبيرة منهم إلى التسول أو البحث عن لقمة عيش وسط براميل القمامة.
وتشهد عدن منذ أشهر موجة احتجاجات ومظاهرات غاضبة جراء تفاقم الأزمات الاقتصادية والخدماتية، وتصاعدت أمس الأول مظاهرات أمام قصر معاشيق الرئاسي بعدن تعبيرًا عن رفض استمرار الوضع المعيشي الكارثي.
وأكد مواطنون بعدن في أحاديث لـ "الأيام" بأنهم قد باتوا يعيشون في مجاعة حقيقية في ظل العجز عن توفير أبسط المتطلبات المعيشية لأسرهم وأطفالهم وتأخر صرف المرتبات وتراجع قيمتها الشرائية بشكل كبيرة جدا حتى بات مرتب الموظف الحكومي يعادل في أحسن الأحوال مائة ريال سعودي.
وطالب المواطنون الحكومة بسرعة تنفيذ معالجات حقيقية للأزمات الاقتصادية والخدماتية يلمسها الناس على أرض الواقع، محذرين من أن استمرار الأوضاع الكارثية سيعصف بالجميع.
وشهدت أسواق محافظة لحج في الآونة الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار مختلف السلع التموينية في ظل تواصل انهيار العملة المحلية أمام العملات الصعبة.
ملاك محلات تجزئه قالوا لـ "الأيام" إن تجار الجملة طالبوهم بدفع قيمة فواتيرهم بالعملة الصعبة وهو ما سوف يؤدي إلى ارتفاع يومي للأسعار بحسب أسعار الصرف مما يشكل مشكلة كبيرة لدى محلات التجزئة وعدم مقدرة المواطنين في شراء الغذاء والدواء بسبب هذا الارتفاع وسط حالة من الضبابية جراء هذا التدهور المريع للأسعار.
يقول مواطنون في مدينة الحوطة إن الأفران ومالكي المخابز قد رفعوا أسعار الروتي إلى مائة ريال للقرص الواحد مع ارتفاع أسعار الدقيق والمدخلات في صناعة الروتي.
النسبة الأكبر من الموظفين والمتقاعدين بلحج يستلمون مرتبات شهرية تقل عن 50 ألف ريال والبعض الآخر يستلمون 30 ألف ريال وهم الشريحة الأكبر من المتقاعدين الذين سيعانون جراء الوضع الاقتصادي المتدهور مع استمرار الصعود المتسارع للعملة الصعبة والانهيار المتواصل لقيمة العملة المحلية يتزايد أعداد الفقراء غير القادرين على شراء الطعام.
البعض من تلك الأسر بالكاد يتمكن من توفير قيمة وجبة واحده طوال اليوم.
يقول علي حسن كريدي، إن راتبه التقاعدي يصل إلى 37 ألف ريال فيما عدد أفراد الأسرة 16 فردًا، وكل شيء ارتفع والراتب التقاعدي لا يكفي سوى لأقل من أسبوع.
وأضاف كريدي: "أنا احتاج يوميًّا أقل شيء خمسة آلاف ريال كي أعيش بشكل طبيعي مع أسرتي لكن في ظل هذا الارتفاع فأنا غير قادر على توفير أدنى متطلبات الحياه فأنا أعيش في وضع لا يحسد عليه، إلى أين تريدنا هذه الحكومة هل إلى الهاوية؟ الله يستر على القادم".
يقول أحد المواطنين إن الوضع الاقتصادي منهار وهناك أسر متعففة غير قادرة على توفير الغذاء، مشيرا إلى أن الفقر والمجاعة وسوء التغذية سوف تتوسع بشكل كبير جراء هذا الوضع الاقتصادي المتدهور مع استمرار تأخر صرف مرتبات الموظفين.
غضب مكبوت في صدور الناس قد ينفجر في أي وقت وهو ما يتطلب معالجات حقيقية لا ترقيعية وتفعيل مكافحة الفساد الذي ينهش في جسد الحكومة التي يتطلب منها التحرك قبل الانفجار الكبير فالوضع المعيشي متدهور ولن يصمت الناس إذا وصل الأمر للغذاء.
وفي محافظة أبين، أدى تدهور قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية، ليزيد ذلك من معاناة المواطنين الذين يعانون الأمرين نتيجة تأخر صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين والأمنيين لشهري مايو ويونيو.
وقال مواطنون في أبين لـ "الأيام": "أصبح المواطن الجنوبي مطحون ومثقل بالهموم والفقر والجوع والعوز ويعاني من أزمات متفاقمة وغير مسبوقة عصفت به في كل الجوانب المعيشية والخدماتية ولم تلوح في الأفق أي بوادر لحل هذه الأزمة التي تزيدا سوءا يوما بعد يوم".
وأضافوا قائلين: "المواطن في المحافظات الجنوبية يريد خدمات وأهمها الكهرباء والمياه التي أصبح يعاني من انعدامها وكأنه محكوم عليه بالموت البطيء رغم خروج المظاهرات في العاصمة عدن وأبين وغيرها من المحافظات الجنوبية المطالبة بتوفير الخدمات وانتظام صرف المرتبات وعمل الحلول المناسبة لترنح العملة المحلية أمام العملات المحلية والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية وغيرها".
وأكدوا أن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وعدم صرف المرتبات وتوفير الخدمات زاد من معاناتهم وأصبحوا يعانون الأمرين ودخل الفقر والجوع إلى كل منزل.
ولفتوا إلى أن هناك أسرا تقتات من براميل القمامة نتيجة عدم قدرتها على شراء أبسط الاحتياجات سواء من أصحاب الدخل المحدود أو الموظفين وهذا كله بسبب سياسات الإذلال التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة التي لم تقدم أي شيء للمواطنين سوى الفقر والجوع وارتفاع الأسعار.
وأشاروا إلى أن تأخر صرف المرتبات زاد من معاناة المواطن الأبيني خاصة والجنوبي عامة ولم تلوح في الأفق أي حلول لهذه المعضلة سوى الكذب والإذلال.
وقال المواطن صلاح محمد أحمد إن "المواطن هرم من العذاب وارتفاع الأسعار والنكبات المتواصلة الذي أصابته في مقتل ووصل إلى حافة الفقر والجوع".
وأشار إلى أن "المواطن والموظف يتعذب نتيجة سياسات المماحكات وتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين ليدفع الثمن ولم نتوقع أن يصل الوضع إلى هكذا".
وتابع: "هناك قوى سياسية حاقدة على شعب الجنوب وتطلعاته في استعادة دولته، وهناك أيضا من تناسى تضحيات الشهداء".
من جانبه قال الشخصية الاجتماعية الشيخ خالد الدحبي إن "الوضع لا يطمن نتيجة ارتفاع الأسعار وعجز المواطن الأبيني عن توفير أبسط الاحتياجات اليومية لأسرته".
وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة أصابت المواطن في مقتل بعد أن عجز أمام أسرته في توفير الاحتياجات ووصل إلى الفقر الذي لم يتوقعه المواطن الجنوبي.
وقالت التربوية القديرة بونة الساحلي إن ثورة النسوان لها دلالات ومعان كبيرة في توصيل رسالتهن إلى المجتمع الدولي بما يعانيه المواطن الجنوبي من فقر وجوع وانعدام الخدمات.
ولفتت إلى أنه رغم القمع والمنع لثورة النسوان من قبل الأجهزة الأمنية إلى أنهن أوصلن رسالتهن إلى العالم والمنظمات المحلية والدولية بما يعانين من عذاب وانتشار الأمراض وانعدام خدمة الكهرباء في ظل ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف الحار وانعدام الحلول المناسبة من قبل الدولة الذي فشلت فشلا ذريعا.