عدن في الحرب العالمية الثانية

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

> عاشت عدن سنوات الحرب العالمية الثانية 1939-1945م، وكان للأحداث التي مرت عليها مكانة في أنفس و عقول ذلك الجيل، الذي شاهد ماجرى وترك لنا بعضاً من المعلومات ما تحفظ لنا صورة عن ذلك الزمن وأهله، وكيف عاشوا في تلك الأجواء، مع الحرب في مدينة ظلت بحارها وأرضها لا تحلم إلا بسفن الخير، وأناس قلوبهم عامرة بالمحبة، وحياة السلام فيها من معزة الإنسان.

تاريخ 2 يونيو 1940م يوم الأحد الموافق 26 ربيع ثاني 1359هـ يكتب الدكتور صلاح الدين هاشم الجمال، رسالة الى رئيس تحرير صحيفة «فتاة الجزيرة» الأستاذ محمد علي لقمان، حول ما تعاني منه عدن بسبب تلك الحرب، وجاء في نص الرسالة:«أخي الأستاذ الفاضل محمد علي لقمان.. سمعت كثيراً من أفواه بعض السيدات بأنهن مصرين على البقاء في البلدة طالما أزواجهن أو إخوانهن أو عائلهن سيبقى في البلدة، بالرغم من نصح الحكومة للأهلين وتسهيلها لهم سبل السفر بنسائهم وأطفالهم ليكونوا في نجوة من كل سوء، ومع ما في هذا القول من الشهامة والتضحية فإنه عند وقوع الكارثة، لا سمح الله، فسيختلط الحابل بالنابل وسيكونون عثرة في سبيل حفظ النظام.

بل إن أشد الرجال صلابة ورباطة للجأش سوف توهن قواه عندما يسمع عويل امرأة تنادي ولدها، الذي ذهب ليلعب مع رفاقه ولم يعد، أو تنادي أخاها أو زوجها أو .. الخ.. ولا من مجيب.

لقد تمثلت هذه الحالة أمام ناظري، وفكرت في طريقة أظنكم تقروني عليها وهي دعوة مفكري وزعماء وشيوخ الحافات الى اجتماع عام يعقد في أحد المساجد لبناء ملجأ في كل حافة يسع النساء والأطفال ليهرعوا ويلتجئوا إليه عند سماعهم إشارة الخطر، وهذا العمل سهل جداً وذلك بإنشائه إما من أكياس الرمل وإما بانتخاب غرفة كبيرة من كل بيت كبير في كل حافة، وتدعيم جدرانه ونوافذه بأكياس من الرمل ووضع أوعية ماء للشرب.

ولا أظن أن الحكومة ستتأخر عن إبداء كل مساعدة ممكنة عندما ترى اهتمام الأهلين بالمحافظة على النظام وعلى ارواحهم، كما وأن حضرة الكابتن الاختصاصي بهذه الأمور سوف يدلي لهم بكل مساعدة ومشورة فنية، وقد جئت مدلياً برأيي هذا عسى أن يحوز القبول عند أرباب العقول ويخرج من حيز القول الى حيز المفعول، والله ولي التفويق».

وفي نفس الفترة وصل الى مدينة عدن عدد كبير من سكان جيبوتي، والتي كانت الحكومة الفرنسية قد أمرت بإخلائها من السكان حرصاً من تعرضهم لغارات جوية، كما سافر من عدن عدد من أفراد الجالية الهندية، وقد هيأت لهم الحكومة البريطانية -عندما كان السير هاتورن هول والياً لعدن 1940-1944م - البواخر للسفر مجاناً على السطح إلا من له القدرة على دفع ثمن أجرة السفر، وقد قيل أن الهنود جمعوا مبلغ 400 ألف روبية لمساعدة اللاجئين من عدن من أصل هندي، كما سافر إلى خارج عدن العديد من سكانها العرب إلى لحج واليمن، أما السلطان عبدالكريم فضل فقد قدم الدعم والرعاية لأهل عدن، الذين جاءوا إلى لحج هرباً من الغارات وسمح لسياراتهم بالمرور على الحدود بدون تفتيش وأمر أن يعاملوا برفق وأن توفر لهم اسباب الراحة، كما نشرت عدة إعلانات تقول:«أصبحت عدن قلعة حصينة، كما كانت دائماً والأسطول البحري والجوي والجيش فيها كله كامل العدة على أتم استعداد للطوارئ».

وبالرغم من كل هذه العوامل المزعجة لم تغب عن عدن بهجة الأنفس وليالي الفرح، فبتاريخ 5 مايو 1940م الموافق 27 ربيع اول 1359هـ تألقت الأنوار من الشاطئين الشرقي والغربي، وقد رست السفينة (الفضل) تبهر الأبصار على مياه خليج المعلا، وتصاعد نشيد النوتي ابن الديس يرحب بالضيوف القادمين، كان ذلك في ليلة الأربعاء والتي احياها السيد عيدروس العيدروس من خلال إقامة حفلة دعي إليها أمراء لحج وشخصيات إنجليزية بارزة في عدن وبعض أعيان العرب، وكانت حفلة تنكرية لبس فيها الاستاذ محمد علي لقمان ملابس عربي من أهل نجد، وأمراء لحج الذين جاءوا بلباسهم التاريخي الشهير وهم الأمير مهدي بن علي والأمير فضل عبدالكريم والأمير صالح مهدي، وجاء بعدهم سادة وسيدات من الإنجليز وعدد من اعيان العرب، وكان من بينهم الشيخ عبدالرحمن بازرعة صاحب السفينة والسيد نجيب عز الدين والشيخ سالم باسندوة والأديبان محمد عبده شيباني وعلي سعيد حبشي، وكان قد أقلهم قارب من الشاطئ بين أنغام الموسيقى، الدفوف وأعواد الطرب والأغاني، من بلاد الشحر، ورقص النوتية، وكانت الباحثة البريطانية فرايا ستارك تلبس ثوب أميرة هندية بلون زمردي، وكانت السيدة هنلاين ترتدي ثوباً فارسياً هندياً، أما السيد بلات السكرتير المدني فقد كان يلبس ملابس شاب من حاشد، بينما قدم الاستاذان بيرون، مدير مكتب النشر، واتنبرو، مدير المعارف، بثياب مشايخ الخليج العربي، كما قدم المستر ريد والمستر هنلاين بملابس عربية يمثلان شبان الجزيرة العربية، أما السيد عيدروس فقد لبس ملابس أمير لحج، وفي هذا الحفل دار الحديث حول السفن العربية ومجد عدن ورحلة ابن بطوطة إليها، وانتقل الحديث إلى الأدب فتحدثوا عن طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرها من الأمور في ذلك الزمان.

ومن الحكايات الاجتماعية التي عاشها الناس بعدن في فترة الحرب العالمية الثانية نختار بعضاً منها، وقد نشرتها «فتاة الجزيرة» بتاريخ 29 سبتمبر 1940م العدد 40.

طفل يعبث بجمهور
في الرابعة من مساء الجمعة 20 سبتمبر، أوقف طفل في شارع ذي نمرة (4) جمهوراً من الناس يبلغ عدده حوالي المئة قائلاً أنه رأى في أحد منازل تلك الحارة المقفلة جنياً كان قد أخرج رأسه من إحدى نوافد ذلك المنزل.

ولم يتفرق ذلك العدد الغفير من الناس إلا بعد ساعة تقريبا، وذلك حين أغرق الطفل في الضحك استهزاءً من أولئك السخفاء الذين صدقوا ذلك الزعم السخيف.

بشرى
لقد افتتح «صوفي» مكاناً لكتابة «الحروز» ضد القنابل المعادية، وتختلف أسعار الحروز من نصف روبية إلى خمس ربيات. فالحروز الثمينة هي للقنابل ذات العيار الثقيل، أما الرخيصة فهي للسلامة من شظايا القنابل فقط، فهل سمع أهالي أوروبا بهذا العبقري؟

الغارات على عدن
تفيد أخبار سيئون أن المسافرين من عدن وإليها، أخبروا أهالي حضرموت إن الغارات الإيطالية على عدن لم تحدث أي ضرر سوى قتل بعض المدنيين، لأن الطائرات الايطالية متبعة قاعدة«اضرب واهرب» بلا هدى خوفاً من المدافع المضادة للطائرات.

المخبأ مغلق
حدث في الساعة الواحدة من ظهر يوم الأحد الماضي أن صاحت صفارة الإندار، فأسرع الناس إلى المخبأ الكائن وسط الحديقة المجاورة للمحكمة، ولكن وجد الناس أن ذلك المخبأ مقفول.

صندوق التبرعات لطائرات العاصفة العدنية «هريكن»
في تاريخ 15 سبتمبر 1940م العدد 38 تنشر «فتاة الجزيرة» هذا الإعلان: نفتتح اليوم هذا الصندوق مؤملين أن كل من تهمه سلامة هذا الوطن سيلبي هذا النداء، وسيتبرع بسخاء، وسننشر اسمه ومبلغ تبرعه عند استلام ذلك منه. وقد تبرع محرر هذه الجريدة بمبلغ 200 روبية وكل إنسان بقدر ما تسمح له ماليته ووطنيته.

محمد علي لقمان

أسماء المتبرعين بواسطة «فتاة» الجزيرة بالربية
200- محمد علي لقمان المحامي، محرر «فتاة الجزيرة»، 5- خالد علي لقمان، مدير جريدة «فتاة الجزيرة»، 25- إبراهيم راسم مدير مطبعة فتاة الجزيرة، 5- أحمد ربيع مصفف مطبعة «فتاة الجزيرة»، 2- شاول مناحم، مطبعجي مطبعة «فتاة الجزيرة»، 2- حسين صالح صوفي النجار «فتاة الجزيرة»، 5- عبدالرحمن محمد عمر جرجرة «فتاة الجزيرة».

افتتاح إذاعة في عدن
وفي تاريخ 15 سبتمبر 1940م افتتحت في عدن محطة للإذاعة بالراديو على الموجة 24 قصيرة، وكانت تبدأ الساعة السابعة والنصف مساء كل يوم، وقد بعث حاكم عدن برنارد رايلي من لندن برسالة، يهنئ فيها سكان عدن بهذه المحطة، التي، كما يرى، سوف تكون واسطة اتصالهم مع جميع الدول العربية.

وقد ألقى نائب الوالي المستر انجرامس كلمة عبرت عن سروره بهذه الوسيلة الجديدة للتعارف والاتصال بين الناس في اليمن وحضرموت وزنجبار، كما تحدث السلطان عبدالكريم فضل سلطان لحج وأشاد بنفع هذه المحطة، كما قرأ الأستاذ ستيوارت بيرون، مدير مكتب النشر رسالة من اللورد جورج لويد يمدح فيها نشاط عدن وتقدمها إذ قال :«أنه أصبح فيها جريدة عربية لأول مرة، ولديها اليوم محطة للإذاعة. وإننا نشكر الساعين لتأسيسها إذ أصبح صوت عدن يسمع في جميع أقطار الدنيا أسوة بأمهات المدن في العالم المتمدن».

بتاريخ 14 يناير 1940م نشرت «إيدن جازيت» جريدة عدن الرسمية أن سعادة والي عدن السير هاتورن هول، عين لجنة مؤلفة من عدة أعضاء وهم: صاحب الشرف المستر لورنس، قاضي القضاة، رئيساً، ومن المستر الكسندر، رئيس البلدية، والمستر متشمور، مدير المالية، وونج كمندر هول ومستر برسفورد ومستر برنس ومستر برمجي ومستر بتيل للبحث فيها، إذا كانت هناك إمكانية لرفع الرواتب والأجور في عدن، نظراً للأحوال الصعبة الناتجة عن ظروف الحرب، وإذا كان السبب في رفع الرواتب فإلى أي حد يكون الرفع، وهذه الزيادة تتغير حسب تغيير الأحوال، وما هي الوسائل التي يجب اتخاذها لرفع مستوى الأجور بصورة عامة في مستعمرة عدن كلها، في جميع مهن العمل المختلفة؟ كما نشرت جريدة عدن الرسمية في نفس الفترة خبرا حول تصدير الليرة الإيطالية، أن حكومة عدن قد اتخذت تدابير مع البنك الأهلي الهندي بعدن، إن أراد شخص من أهل المدينة تصدير ليرات إيطالية يجب عليه ان يطلب رخصة لذلك من مدير المالية، وسيقدم له المقادير لا تقل عن 000،100 ليرة تسلم للبنك المذكور وهو يصدرها ويحاسب عليها المصدر بعد بيعها وبعد خصم مايلزم له من الخدمة. كما جاء في نشرة الشرق الأدنى أن الجالية اليونانية في عدن قد تبرعت بمبلغ 1330 روبية لجمعية الصليب الأحمر، وكان عدد هذه الجالية حتى عام 1939م لا يزيد على 38 فردا، وقد تسلم المبلغ والي عدن وشكرهم على هذا العمل الطيب.

وفي نفس الفترة الزمنية قامت الإدارة الاحتياطية ببعض التمارين ضد الغارات الجوية بتجربة يوم الاثنين بتاريخ 15 يناير 1940م، بين الساعة 7 و11 مساء من وقت الشتاء، وكانت توضح لسكان عدن أنه عند سماع صفارة الإنذار يجب على أهالي المدينة إطفاء جميع الأنوار تماماً حتى يسود الظلام، كذلك يجب أن تتوقف حركة المرور وسير السيارات في الشوارع، كذلك كانت ترجو إدارة الاحتياطات أن يمتنع الجمهور عن استخدام التلفون أثناء هذه التجربة، ليبقى مفتوحاً للمواصلات التلفونية بين الدوائر العسكرية. أما أسعار المواد الغذائية فقد أشارت نشرة «الأخبار التجارية» الصادرة في فترة الحرب، أنه قد هدأت الفورة التي سببها إعلان الحرب، وأن أسعار البضائع قد تثبت، بعد ما خزن التجار في مخازنهم كميات كبيرة من السلع، أما السكر فقد انخفض سعره إلى 22 روبية للكيس بعد أن وصل سعره إلى 27 ربية، وقد فتحت إدارة بلدية عدن حانوتاً لبيع المواد الغذائىة للفقراء. وفي تاريخ 28 يناير 1940م تقدم عدد كبير من الخرازين في عدن بشكوى لوالي عدن لأنهم مع عائلاتهم يرتزقون من هذه المهنة، وكان بعض التجار في تلك الفترة قد جلب أحذية وأحزمة جلدية مصنوعة من الهند الى عدن، مما تسبب في كساد هذه الصناعة والضرر بأصحابها، ومما زاد المشكلة تعقيداً أن تجار الجلود المدبوغة في عدن رفضوا بيع الجلود على الخرازين بهدف تصديرها إلى الخارج، ولكن مراقب الصادرات في حكومة عدن أمر بمنع تصدير هذه الجلود.

أما التقرير الصحي لعدن لشهر ديسمبر لعام 1940م، الذي نشر في الجريدة الرسمية فقد جاء فيه كما يلي:«إن عدد الموتى في هذا الشهر بلغ 167 منهم 70 من النساء و97 من الرجال، وكانت أسباب الموت 4 من الملاريا جاءوا من الخارج وواحد من حمى التيفوس من الخارج أيضاً، و16 من حمى أخرى و18 من ذات الرئة (نيمونيا) و12 من السل منهم 2 من الخارج و4 من أمراض رئوية أخرى، منهم 2 من الخارج و2 من الزحار و33 من الإسهال و6 من حوادث و70 من أمراض أخرى وطفل خلق ميتاً، ومعدل الموت 47 و43 في الألف في السنة مقابل 09.34 في السنة في العام المنصرم. وكان مجموع المواليد 197 بمعدل 40 و 51 في الألف في السنة من مجموع السكان بحسب إحصاء 1931م وهم 27635 ذكورا و18357 اناثا».

بتاريخ 11 فبراير 1940م عين والي عدن لجنة لنشر نداء لجمع الصدقات للمؤسسات الخيرية، في فترة الحرب التي مرت على عدن. والهدف من ذلك أن يتصدق أهالي عدن بما يقدرون من المال لهذا الغرض، حتى يمكن تأسيس صندوق مركزي لهذه المستعمرة ومنها ترسل الإعلانات للمؤسسات الحربية الخيرية كجمعية الصليب الأحمر وجمعية سانت جونس آمبيونس وسانت دنستن، وقد كانت فرصة التبرع لكل فرد على قدر حاله. كما نشر بتاريخ 10 مارس 1940م والي عدن وهو رئيس جمعية الإسعاف لسانت جون خطاباً يرجو فيه الأهالي بجمع قصاصات التنك وغيرها من المعادن وتقديمها للمستر أ.ت المحامي بعدن، كي ترسل الى لندن لتباع ويقدم ثمنها كمساعدة لجمعية الصليب الأحمر وجمعية سانت جون لتوفير الراحة للمرضى والجرحى وأسرى الحرب.

وبفعل حالة الحرب انتشرت في بعض مناطق عدن عدة حوادث، ففي شهر أبريل عام 1940م، حدت في الشيخ عثمان اعتداء من قبل بعض الأفراد على غانم نعمان بضربه بالعصي ضرباً عنيفاً، وقد تكررت مثل هذه الاعتداءات في هذه المنطقة، ولكن لم يقبض على الجناة. وقد حدث اعتداء من قبل لصوص على دار المحامي مانيلال وسرقوا منه مبلغ وقدره 8005 روبية وما يساوي ألف روربية اخرى من الحلي وميدالية ذهبية، كما دخل لصوص إلى حانوتين في سكشن A ونهبوا ساعة و6 روبيات.

وفي 28 أبريل 1940م انتهى العمل من عمارة دار الأمومة في مدينة عدن، وكان قد زارها يوم الأربعاء مدير مكتب النشر الأستاذ بيرون والأستاذ اتنبرو ومدير المعارف العام، فوجدوها داراً تدل على مبلغ الاعتناء والاهتمام بشؤون الأمهات والأطفال في ذلك الوقت. وفي 25 أغسطس 1940م وصل إلى عدن عدد كبير من العرب والصومال والهنود وغيرهم من بربرة، وقد قامت حكومة عدن والقبطان سيجر بالاعتناء بهم وإيجاد لهم سكن، ورحل إلى الهند أهلها من مستخدمي الحكومة في بلاد الصومال، وكان قد رحب الناس بقيام الدولة في بربرة بترحيل السكان إلى عدن. وبتاريخ 22 ديسمبر 1940م أخبر المستر انجرامس الأستاذ محمد علي لقمان أن السيد علي أحمد ربان تقدم إليه بمبلغ 100 روبية نصف راتبه الشهري، راجياً أن يرسل هذا المبلغ إلى مشتري أسمنت لترميم قصر بكنجهام في لندن، وأن صاحب الجلالة تفضل بقبول المبلغ من أحد رعاياه المخلصين، وبعث له بكلمة شكر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى