كتيبة حماية المنشآت النفطية بالضبة تقوم بعملية إنقاذ 3 صيادين بعد فقدهم 4 أيام بالبحر

> المكلا «الأيام» صلاح البيتي/عمر فرج عبد:

>
الصيادون الثلاثة عند نزولهم من السفينة الحربية ويظهر جزء من قاربهم الذي تم ربطه ونقله بالسفينة
الصيادون الثلاثة عند نزولهم من السفينة الحربية ويظهر جزء من قاربهم الذي تم ربطه ونقله بالسفينة
تمكنت عناصر من كتيبة حماية المنشآت النفطية في ميناء الضبة لتصدير النفط بقيادة الرائد سلطان جابر جعدان عند نحو السابعة من صباح أمس الأول الثلاثاء 26 يوليو، من العثور على الصيادين الثلاثة المفقودين في البحر منذ أربعة أيام خلت، وذلك على بعد ميل بحري قبالة منطقة الضبة، على ظهر قاربهم الصغير الذي يحمل اسم «الجزيرة» أحياء، ولكن بعد أن أنهكهم العطش والجوع طوال أربعة أيام، ولولا لطف الله والجهود الخيرة التي بذلها عناصر كتيبة حماية المنشآت النفطية بالضبة في البحث عنهم فور تلقيهم بلاغا بفقدانهم في البحر من قبل فرع تعاونية المكلا السمكية بمدينة شحير، التي ينتمي إليها الصيادون الثلاثة لحدث لهم مكروه.

وعلمت «الأيام» أنه فور العثور على الصيادين الثلاثة وهم: سالم فرج بامحيسون ونجله صالح سالم بامحيسون والشاب عوض علي باحمدان .. تولى أفراد الكتيبة إنقاذهم ونقلهم وقاربهم على متن السفينة الحربية التابعة للكتيبة وتزويدهم بالمأكل والماء لسد جوعهم وعطشهم وإيصالهم إلى البر، حيث كان في استقبالهم وتهنئتهم بالسلامة رئيس فرع التعاونية السمكية بشحير ونائبه وعدد من أقاربهم وأبناء مدينتهم، معبرين في الوقت ذاته عن بالغ تقديرهم وشكرهم لجهود كتيبة حماية المنشآت بالضبة على الجهود التي بذلوها في عملية البحث عن الصيادين المفقودين طوال الأيام الأربعة، ونجاحهم في إنقاذ أرواح الصيادين الثلاثة من الموت.

ما قامت به الكتيبة واجب
وقال الرائد سلطان جابر جعدان قائد كتيبة حماية المنشآت النفطية بميناء الضبة لـ «الأيام» عن عملية الإنقاذ: «الحمد لله أولاً على سلامة الصيادين الثلاثة وثانياً إن ما قامت به الكتيبة هو واجب وجزء من المسؤولية المناطة بنا. فما نملكه من إمكانيات نضعها دائماً في خدمة المواطن ولحمايته وتقديم المساعدة له متى ما استدعى الأمر .. ولقد قمنا بعملية البحث عن الصيادين الثلاثة فور تقديم البلاغ عن فقدانهم بدءاً من مغرب يوم الأحد الماضي، تنفيذاً لتوجيهات قائد المنطقة العسكرية الشرقية العميد ركن محمد علي محسن، الذي ظل على تواصل مستمر مع قيادة الكتيبة لمعرفة تطورات البحث عن الصيادين إلى أن تم العثور عليهم.

ونود التذكير هنا أنه سبق للكتيبة نفسها أن قامت بعملية إنقاذ صيادين اثنين من أبناء سقطرى في مياه البحر العربي العام الماضي».

قصة رحلة الصيد
وكان الصيادون الثلاثة قد ذهبوا من المكلا إلى البحر عند التاسعة من مساء السبت 23/7 لغرض الاصطياد على متن قاربهم التقليدي، لكن التيارات البحرية النشطة كانت في مواجهة قاربهم بعد نحو ساعة من إبحارهم، علاوة على الضباب الكثيف الذي أحاطهم هناك، وأدى إلى انعدام الرؤية، الأمر الذي جعلهم يجهلون أين موقعهم في البحر، فآثروا إيقاف ماكينة قاربهم خشية نفاد البنزين أو إبحارهم نحو العمق. وحيال هذا الموقف فضلوا أن يفوضوا أمرهم لله، غير أن حركة الرياح والأمواج لم تهدأ.

الصياد سالم فرج بامحيسون يتوسط نجله صالح والشاب عوض باحمدان عند وصول الثلاثة الى البر
الصياد سالم فرج بامحيسون يتوسط نجله صالح والشاب عوض باحمدان عند وصول الثلاثة الى البر
جهود البحث إلى العثور
في الجانب الآخر أبلغ مسؤولو التعاونية، التي ينتمي إليها الصيادون الثلاثة، قيادة الكتيبة عن عدم عودتهم من البحر ظهر اليوم التالي (الأحد) وفضلت الكتيبة أن يمهلوهم إلى المغرب، فإذا لم يعودوا من البحر، ستبدأ عملية البحث عنهم .. وعندما لم يتم ذلك حركت قيادة الكتيبة دوريتين على متن قاربين، أحدهما إلى جهة المطار والآخر إلى جهة الشحر، مع استمرار عملية الكشف بواسطة الرادار الموجود في السفينة المرابطة بميناء الضبة.

وقد استمر هذا البحث إلى منتصف ليل الأحد. وصباح اليوم التالي الإثنين أمر قائد المنطقة الشرقية تحريك مروحيتين فوق مياه البحر المقابلة لميناء الضبة، لكن الضباب كان أكثر كثافة من ذي قبل، فلم تتمكنا من العثور على الصيادين .. واستمرت عمليات تحليق إحدى المروحيتين فوق مياه بحر المنطقة صباح الثلاثاء، اليوم الرابع لفقدان الصيادين الثلاثة، وعند نحو السابعة صباحاً، تم رصد القارب على بعد 3 أميال بحرية وشاهدوا الصيادين على متنه وهم يلوحون ببعض الملابس، وفوراً أبلغت المروحية قيادة الكتيبة بذلك، فأمرت بتحريك السفينة الحربية الى الموقع الذي يوجد فيه القارب، حيث تمت عملية إنقاذهم بنجاح من الموت وكان لصفاء الأجواء صباح ذلك اليوم دور في سرعة العثور عليهم.

الناجون يتحدثون
وتحدث لـ«الأيام» الوالد سالم بامحيسون، عن رحلته والصعوبات التي واجهها.. فقال:«تحركنا مساء السبت في الساعة 15:9 مساء من خيصة العمودي في الشرج كالعادة باتجاه بحر روكي وهي تبعد بمسافة (10 أميال) عن الخيصة وذلك بغرض الاصطياد بطريقة رمي الشباك حيث تستمر هذه الطريقة حتى الصباح ونعود بعدها الى بيوتنا، ولكن في ذلك المساء لم تكن الأمور على مايرام كالمعتاد، فقد شعرنا عند الساعة العاشرة والنصف برياح والتيار المائي يسحبنا الى عمق البحر من عند الشباك الى مدد شمار بمسافة نحو (25) ميلا فأدركنا حينها الخطورة، لكن لم يكن باليد حيلة أمامنا وشاهدنا العجب والعجاب حيث هيجان البحر والجو كان باردا وساعدتنا (الكنابل) بعض الشيء في توفير الدفء، وكنت خائفا على الأولاد صلاح ابني وعوض اللذين كانا معي على القارب، وكنت قلقا عليهم وهم في وضع صعب وأحاول ان أهدئهم وأدخل الاطمئنان الى قلوبهم.

وكان هناك ضباب لم نر بسببه أي شيء من حولنا سوى هيجان الأمواج وهي تعلو كالجبال والبرد الشديد، وكان بحوزتنا (دبة) ماء (20) لترا وقطعتان من البسكويت (جلوكوز) وثلاث علب مانجو ولم نرغب في أي شىء سوى الماء واستمر الحال لمدة أربعة أيام حيث سلمنا أمرنا الى الله ولم نفقد الأمل في أي لحظة.

وفجأة هدأ هيجان البحر رويدا رويدا في اليوم الرابع عند الخامسة صباحا، وتم فصل الشباك من القارب وكانت القدرة الالهية معنا حيث ألهمنا المولى عز وجل بالاتجاه نحو البر ولاتزال الرؤية لم تتضح.

وكان لدينا حوالى 90 لتر من البترول من أصل 110 لتر عند تحركنا الى موقعنا الأول في رمي الشباك لأننا لم نستخدم البترول الا في اليوم الرابع بعد ان هدأت الأمواج وكنا متخوفين من ان نفقد الوقود عند تحركنا نظرا لعدم ادراكنا للموقع عندما هدأت الأمواج ولم نعرف الاتجاه الصحيح في البحر.

وكما قلت ان عناية الله كانت تحيط بنا حيث قطعنا مسافة 25 ميل واستخدمنا في هذه الأثناء 65 لتر من البترول وفوجئنا حينها بالباخرة أمامنا ولم يتبين لنا البر من شدة كثافة الضباب، وكان وصولنا عند الباخرة في السابعة صباحا، وطلبنا منهم النجدة والإسعاف وسألونا هل انتم الضائعون قلنا لهم نعم وتخاطبوا معنا بكل أدب واحترام واستقبلونا وقدموا لنا كافة التسهيلات الممكنة ثم نقلونا الى الخيصة وتم التواصل بالتلفون مع الأهل».

الصيادون الثلاثة عند وصولهم ضبة يتلقون التهاني بالسلامة
الصيادون الثلاثة عند وصولهم ضبة يتلقون التهاني بالسلامة
وتحدث لـ«الأيام» الابن صلاح سالم بامحيسون (20عاما) قائلا:

«عندما كنا في اعماق البحر والأمواج كالجبال ولأول مرة نشاهدها في حياتنا، حينها فقدنا الأمل لكن الوالد بحنكته وأمله بالله سبحانه وتعالى كان يعطي لنا دروسا في الصبر والعقلانية وكنا منهارين وكنت اذا اخذت أنا وصديقي عوض ماء نتقيأ بسرعة وكان الخوف هو السمة السائدة في رحلة العذاب.. والحمد لله على السلامة».

وتوجهنا بعد ذلك الى منزل الصياد عوض علي محيمدان (18عاما) لكن علمنا أنه يعاني من الإرهاق وحاولنا الاطمئنان عليه من قبل أهله الذين رحبوا بنا بحفاوة.

البحث عن المفقودين
وبعد ذلك توجهنا الى الأخ محمد سعيد بن قحطان، رئيس جمعية صيادي شحير التعاونية السمكية الذي قال لنا:

«يوم الأحد عصرا علمنا بان الصيادين العم سالم فرج بامحيسون (بوشتاء) وولده صلاح والولد عوض علي باحمدان ذهبوا الى البحر مساء يوم السبت ولم يرجعوا، وقمنا في ضوء ذلك بالتحري عن الموضوع وصحة البلاغ.

وعندما تأكد لنا بانهم لازالوا في البحر تم التواصل مع الجهات الأمنية بالمديرية وابلاغ الاتحاد العام للصيادين بالمحافظة وفي صنعاء والتخاطب مع رؤساء الجمعيات في حضرموت والمهرة وسيحوت وقمنا بتشكيل لجنة مشتركة لإشعار السلطة المحلية والجهات المعنية بالمحافظة وايضا الاتصال المباشر بقائد المنطقة الشرقية الذي استجاب مشكورا بإعطاء توجيهاته بالاستعانة بمروحية للبحث عن الصيادين.

والحمد لله الجميع كان متفاعلا في البحث عن هؤلاء الصيادين، وتحركنا اليوم الثاني الساعة 30:11 ظهرا بالطائرة وكان الطقس غير مهيأ للرؤية وكان البحر شديد الهيجان واستغرق البحث في الجو ساعة ونصف الساعة، ولكن دون جدوى ثم عدنا الى المطار وكان كل ابناء شحير الصغير والكبير رجالا ونساء منتظرين النتيجة، ولم نقطع الأمل بالله وبنجاة هؤلاء الصيادين وقد قمنا بمحاولة أخرى وبالتنسيق مع شركة اسماك اليمن لتحريك باخرة الشركة المعززة بأحدث التقنيات الحديثة وفي اليوم الثالث مساء لم نتمكن كذلك نتيجة الجزر والمد.

وكانت مدينة شحير في حالة طوارئ على اتصال دائم مع الجمعيات بسواحل الجمهورية.

وكانت المفاجأة في صباح الثلاثاء بعودة الصيادين الثلاثة سالمين معافين، وحمدنا الله كثيرا على سلامتهم الا ان الخسائر في الشباك قدرت ثمنها بـ(300) الف ريال، نأمل من جميع الجهات بالمحافظة المساعدة في ذلك.

كما نثمن عاليا جهود المخلصين بالمحافظة والمحافظات الأخرى وأحيي الجهود الجبارة من الأخ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت، كما نشكر الأخ احمد سعيد الصويل، عضو مجلس النواب ممثل دائرة مديرية غيل باوزير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى