حوض بناء السفينة تايتانيك يتحول إلى مشروع سياحي تجاري

> بلفاست «الأيام» رويترز :

> في عام 1989 أغلقت شركة هارلاند أند وولف التي بنت السفينة العملاقة تايتانيك والتي لا تزال رافعاتها العملاقة الصفراء تحتل مساحة في سماء بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية أبواب حوض لبناء السفن كان مقرها على مدى أكثر من قرن.

ولا يبرز أي مكان حالة التدهور ثم الانهيار التي عانتها صناعة تشييد السفن في أيرلندا الشمالية مثلما يبزرها هذا المبنى المشيد من القرميد الأحمر على طراز العصر الفيكتوري.

في غرفة الرسم الضخمة رقم واحد حيث وضع المصممون مخططات السفينة العملاقة تساقط الطلاء من على الجدران وتشققت النوافذ فيما بدت آثار الفحم الأسود بوضوح على أرضيتها.

وفي الخارج نمت الطحالب البحرية حول مساند إنزال السفن حيث شيدت تايتانيك أشهر سفينة في العالم وشقيقتها اولمبيك.

ولكن يبدو أن مظاهر القدم والإهمال ستختفي قريبا.

ففي إطار مشروع تبلغ تكلفته مليار جنيه استرليني (1.75 مليار دولار) ويستغرق تنفيذه 20 عاما سيجري ترميم المنطقة التي تحمل اسم "تايتانيك كوارتر" لتتحول إلى ضاحية مساحتها 185 فدانا بها مبان سكنية ومكاتب ومركز للسياحة.

ويجرى وضع المخططات لتحويل مقر هارلاند أند وولف إلى فندق أربعة نجوم كما سيجري تحويل مساحة واسعة من الأرض الخراب إلى شوارع تصطف على جوانبها الأشجار.

وقال مايك سميث المدير التنفيذي لمشروع تايتانيك كوارتر"إنه مكان طبيعي لتوسع بلفاست.. المناخ السائد في المدينة هو الثقة وأعتقد أن التوقيت مناسب بالسبنة لنا."

وحصل القائمون على المشروع على ترخيص ببدء المرحلة الأولى من البناء في وقت سابق من هذا العام ومن المقرر أن تبدأ عملية البناء نفسها في أواخر عام 2005,والمشروع هو استثمار مشترك بين القطاعين الخاص والعام.

وكانت السفينة تايتانيك التي شيدت في عام 1911 أضخم سفينة على وجه الأرض في ذلك الوقت. كانت شهادة مرئية وضخمة على مدى قوة صناعة بناء السفن في بلفاست وعلى أهمية المدينة كمركز للتجارة والصناعة في الإمبراطورية البريطانية.

لكن الحماسة التي صاحبت بناء السفينة سرعان ما خبت بعد أن غرقت السفينة في أول رحلة لها 1912 مخلفة وراءها 1500 قتيل في مياه شديدة البرودة وبدلا من أن تصبح رمزا لعظمة بلفاست صارت دليلا على انهيارها.

وتراجعت الصناعات مثل النسيج والأحبال وبناء السفن التي جعلت من المدينة واحدة من أسرع المدن نموا في المملكة المتحدة خلال القرن التاسع عشر بسبب الصراع العنيف بين البروتستانت والكاثوليك. وعانى الاقتصاد جراء ذلك.

وقتل نحو 3600 شخص خلال أعمال العنف التي استمرت نحو ثلاثة عقود مما أصاب مجال الاستثمار وبالتالي النمو الاقتصادي بحالة من الشلل. ولكن اتفاقات وقف إطلاق النار من البرلمان خلال التسعينيات واتفاق السلام الذي جرى التوصل إليه في عام 1998 جعلت الحياة تدب من جديد في الاقتصاد المتعثر.

والآن انخفض معدل البطالة إلى أقل من خمسة في المئة وهو رقم قياسي فيما زاد معدل التوظيف إلى رقم قياسي أيضا واحتل النمو الاقتصادي في الإقليم المركز الرابع لأسرع معدلات النمو في ألاقاليم البريطانية الانتخابية الاثني عشر.

ويؤكد سميث أن "هناك شعورا ما يكبر في بلفاست. إنه التفاؤل,إننا نتحرك في الاتجاه الصحيح."

ويراهن مشروع تايتانيك كوارتر على شهرة السفينة في اجتذاب الزوار,وثمة اقتراحات كثيرة لكيفية جذب السياح منها إعادة بناء السفينة لتصبح في المكان صورة طبق الأصل من تايتانيك,ومن الافكار المطروحة أيضا بناء حوض زجاجي يوضع فيه نماذج لحطام السفينة أو بناء متحف.

وقال مايك سميث مدير المشروع إنه يأمل أن ينجح المشروع في إعادة الازدهار الى الموقع الذي كان يعمل به 30 ألف نسمة في اواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين,وهو يأمل أن يتحقق هذا في غضون 20 عاما من الآن.

ولا يخشى سميث الآثار السلبية لارتباط اسم تايتانيك بكارثة مروعة قتل فيها المئات. وقال سميث "اعتقد انه في السنوات العشر الماضية حدث تحول حقيقي من الاحساس بعدم الارتياح بشان ما حدث للسفينة. أعتقد ان الناس يشعرون ان الوقت حان للاحتفال بكون السفينة قد بنيت في بلفاست."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى