الظلم ظلمات يوم القيامة

> «الأيام» عبدالله سالم مبتهر / المكلا - حضرموت

> هكذا قال لنا رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهكذا حذرنا صلى الله عليه وسلم من الظلم وبين لنا أن عواقبه وخيمة يوم القيامة. والظلم له صور عديدة لعل منها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فهذه الصورة من صور الظلم تجسدت بوضوح في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية ولعل مجتمعنا اليمني واحد من هذه المجتمعات، التي لا يخلو منها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان بعدة طرق وأساليب منها الاعتداء على أملاك الغير ونهب الأموال بطرق غير شرعية وهتك الأعراض بالنميمة والكذب والغش والخداع.

وإذا نظرنا إلى أسباب ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، سنجد أن أهمها هو طمع وجشع بعض أصحاب النفوس المريضة ورغبتهم الجامحة في الحصول على أكبر قدر ممكن من ملذات وشهوات هذه الدنيا، بما فيه الحصول على أعلى المناصب والوصول إلى درجة كبيرة من الجاه والسلطان على حساب الآخرين.. فكم من أناس حصلوا على كثير من الأموال والمناصب والنفود ووصلوا إلى مراتب رفيعة وكانوا من حثالة المجتمع فأصبحوا اليوم من أسياده ووجهائه، ونحن هنا لا نحسد من أعطاهم الله من رزقه، فكم من أناس كونوا لأنفسهم الكثير من الثروة إلى جانب السمعة الحسنة، وهم يستحقون ذلك لأنهم عملوا وثابروا وتعبوا وبدأوا من الصفر، وشقوا طريقهم بكفاح وصبر واتقوا الله في غيرهم ولم يعتدوا على الآخرين وأملاكهم ولم يظلموا أحداً، فوصلوا لأنهم اتبعوا سبيل الحلال وابتعدوا عن سبيل الحرام.

هؤلاء الظلمة لا شك أنهم يعيشون حياة قصيرة جداً، وهل يعلم هؤلاء أن أموالهم وأولادهم وسلطانهم لن تنفعهم يوم القيامة؟ وهل متاع الدنيا هذا سيخفف عنهم شيئاً من عذاب الآخرة ولو أن كل ذلك ينفع يوم يبعث الله الخلق لفعل هذا سيد أهل الدنيا رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه أبى ذلك كله وقد توفي صلى الله عيله وسلم بعد أن تصدق بدراهم قليلة كانت كل ما يملك.

نسأل الله أن يجنبنا الظلم وأن يجعلنا من الذين لا يكتوون بناره وأن نتراحم فيما بيننا وأن لا نكون من الملعونين بظلمهم يوم القيامة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى