الملعب الرياضي...الأخضر يفوز بدون مدرب وإدارة!!

> «استراحة الرياضي» عادل الأعسم:

> ملاعب ومباريات كرة القدم لا تخلو من العجائب والغرائب والمتعة والإثارة والمفاجآت، لذلك سموها الساحرة المستديرة,قد يلعب فريق ناقصاً ويفوز، وقد يطرد مدربه ويفوز، وقد يلعب بلا جمهور ويفوز وقد يخوض المباراة بتشكيلة أساسية بلا احتياط ويفوز، وقد يكون أحد عناصره لاعباً ومدرباً في الوقت نفسه ويفوز، وقد يتمرد لاعبوه الكبار الأساسيون فيضطر للعب بفريق من الشباب والناشئين ويفوز.. وقد.. وقد.. وقد..

- لكن أن يرفض فريق اللعب تحت قيادة جهازه الفني، الذي أقرته إدارة النادي، بل ويرفض إدارة النادي ولا يعترف بها ويذهب إلى الملعب لخوض مباراة رسمية هامة بدون مدرب ولا إدارة ، فهذه سابقة خطيرة وعجيبة لم تحدث إلا في ملاعبنا وأنديتنا وبالذات في نادي وحدة عدن العريق، الذي كان ذات يوم قريب مدرسة رياضية خضراء وارفة بالأخلاق والإخلاص والقيم والتربية والسلوكيات المثالية والتألق والتفوق والإبداع.

- يمكنكم أن تتساءلوا.. ويمكنكم ألا تصدقوا، لكن هذا حصل فعلا.. فقد رفض لاعبو فريق وحدة عدن الأول لكرة القدم اللعب تحت قيادة جهازهم الفني، الذي يرأسه المدرب المخضرم خالد سالمين ويساعده لاعب الفريق السابق محمد العبادي.

- حدث ذلك عصر أول أمس الخميس قبل مباراتهم الهامة ضمن دوري الدرجة الثانية أمام ضيفهم المكلا، حيث رفض اللاعبون دخول المقر الرئيسي للنادي وتجمعوا في القاعة المجاورة له، مصممين على أن يخوضوا المباراة على مسؤوليتهم بدون أي قيادة فنية أو إدارية، متهمين قيادة النادي- وبالذات رئيس النادي- بالكذب عليهم وعدم وفائها بالوعود المتكررة التي قطعتها لهم أكثر من مرة، وإنها السبب في اهتزاز مستوى الفريق وتدني عروضه وخسائره الأخيرة وابتعاده عن صدارة مجموعته.

- وفشلت كل محاولات الإدارة وتدخلات بعض الشخصيات الوحداوية الطيبة في إقناع اللاعبين بالعدول عن موقفهم، وإعطاء قيادة النادي المزيد من الوقت والفرصة لإصلاح الأوضاع ومعالجة الاختلالات، واصروا على الذهاب إلى الملعب لخوض المباراة بدون مدرب ولا إدارة.

- وفاز الفريق الأخضر بدون مدرب ولا إدارة على مضيفه المكلا بهدف دون رد، ليثبت اللاعبون أنهم قادرون على الفوز بدون مدرب ولا إدارة وكأنهم أرادوا أن يقولوا للجميع وبـ (الفم المليان) أن الفريق حاضر بقوة وإخلاص لـ (الفانلة الخضراء)، وأن وجود الجهاز الفني والإدارة مثل عدمه!!

- ليس بيت القصيد هنا الفوز أو الخسارة، وإنما محور القضية وأساسها يكمن في التصرف الخاطئ والعجيب ذاته، وأسبابه ومسبباته وخلفياته وتداعياته، وإذا كان اللاعبون مخطئين (مرة) فإن قيادة النادي مخطئة (ألف مرة). لأن اللاعب لاعب والإدارة إدارة، ويفترض أن يكون هناك فارق بينها وبين اللاعبين في التفكير والحلول والمخارج والقدرة على الإقناع واتخاذ القرار وإلا فإن الكل يصبح قائداً ومقرراً، وتضيع وتتلاشى حدود الاحترام والالتزام ولا هيبة بين القائد وجنوده.

- لا يمكن أن نحمل الكابتن خالد سالمين ومساعده الشاب محمد العبادي مسؤولية مثل هذا التمرد والانفلات، فالاثنان معروفان بحبهما وإخلاصهما وخدماتهما للنادي في أحلك الظروف وأصعب المواقف، لكنهما ذهبا ضحية ضعف الإدارة وجهلها وخلافاتها وتصرفاتها الصبيانية، وتلاعبها بإسم وتاريخ ومصير وإمكانيات النادي العريق.

- لو كانت قيادة النادي قوية وفاهمة وواعية وواثقة من نفسها ما كان لها أبداً أن تترك اللاعبين يتصرفون ويقررون ويقودون الفريق بأنفسهم، كما يريدون، ولكن لأنها إدارة ضعيفة ومهزوزة ولا تجيد فن الإدارة والقيادة ولأن الأخطاء والتجاوزات تتقمصها من رأسها حتى أخمص قدميها، ولأنها تدرك أن اللاعبين يعرفون (خفايا) تلاعبها وإخفاق وعودها ويمسكون عليها كثيراً من الممارسات الخاطئة، لذلك وقفت عاجزة أمامهم ولم تحرك ساكناً.

- عندما يتمرد فريق كامل ذلك يشير إلى أن الخطأ ليس عند اللاعبين وحدهم، بل عند الإدارة أكثر وأكبر منهم.. ولو كانت الإدارة على حق ودراية ووعي ومسؤولية، لوقفت بقوة وحزم أمام تصرفهم لحفظ هيبتها وهيبة النادي وتقاليده ومثله والانتصار لقيم وأسس وأخلاق الرياضة، حتى لو أدى ذلك إلى خسارة مباراة أو بطاقة تأهل أو بطولة دوري.. والدروس والعبر في مثل هذه المواقف عديدة داخلياً وخارجياً.

- تمرد اللاعبين أو محاولة فرض آرائهم على الجهاز الفني أو الإداري، ليس جديداً في نادي الوحدة العدني، ولعلكم تذكرون أشهرها في أواخر السبعينات، عندما استغنى النادي عن أربعة من أبرز وأفضل نجوم الفريق والكرة اليمنية حينها، (عوضين، علي فارع، ناصر هادي، علي بن علي)، لأن الإدارة أرادت أن تؤكد أن النادي فوق الجميع، وأن اللاعب لاعب والإدارة إدارة، وبغض النظر عن أية تحفظات أو ملاحظات على ذلك القرار الشهير. هذا هو الفرق بين إدارة تعرف ما معنى القيادة والحزم والانتماء للنادي، وإدارة لا تجيد من فنون القيادة إلا (المنجهة) و (الكلام) و (الفلوس)!!

- حين يصل الأمر إلى درجة أن اللاعبين يفرضون رأيهم وقرارهم ولا يعترفون بالإدارة والجهاز الفني، يصبح وجود الإدارة وبقاؤها، عيباً في حق أعضائها ووبالاً على النادي، والأشرف لها والأفضل للنادي أن تستقيل. وحينما يفقد عضو الإدارة القدرة على إقناع اللاعب أو فرض احترامه على اللاعبين، أشرف له أن يترك مهامه الإدارية والقيادية ويبقى في منزله أو يجلس متفرجاً على المدرجات أو على مقاعد المقاهي أو مداكي مجالس القات.. ولا نقصد هنا رئيس النادي د. حميد قباطي وحده، وإنما كل أعضاء مجلس إدارته الذين هللوا وطبلوا له ومعه، خدمة لمصالحهم الشخصية (الخاصة)، ثم ما لبثوا أن اختلفوا معه على مصالحهم أيضا.. و (عندما تنتهي المصالح تبدأ الأحقاد).

- وسط كل ما يحدث في نادي وحدة عدن، لا ندري أين موقع الرئيس الفخري العقيد عبدالله قيران من الإعراب؟!.. عليه أن يكون موجوداً إسماً وفعلاً، خدمة للنادي العريق أو ينسحب احتراماً لنفسه وتقديراً لمنصبه وحفظاً لمكانته، حتى لا يصبح -وهو القيادي الأمني الذي يحظى بالاحترام والتقدير- مجرد (واجهة) تنصبها الإدارة أمامها، لتمرر من خلفها ومن تحتها تجاوزاتها وأخطائها وعجزها في إدارة وقيادة النادي!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى